محمود حجازي أول أسرى الثورة المعاصرة....وفاتحة عهد صفقات التبادل

thumbs_b_c_4db0dcaac1e03aba982e849f19686306.jpg

كتب تحرير حنظلة:

صادفت يوم أمس السابع عشر من يناير الذكرى السادسة والخمسين لإعتقال المناضل محمود بكر حجازي الذيُ سُجل إسمه فيما بعد كأول أسير للثورة الفلسطينية المُعاصرة , وقد اعتُقِل حجازي بتاريخ 17/1/1965 بعد مشاركته برفقة مجموعة فدائية تنتمي لحركة فتح في تفجير أحد الجسور التي أقامها الاحتلال قُرب بلدة بيت جبرين الواقعة على بعد 21 كيلو متر شمال مدينة حيفا.

يوم وقوعه في الاسر كان حجازي جريحاً وقد تعرض خلال الأشهر التالية لتعذيب مُميت قبل أن تحكم عليه سلطات الاحتلال بالإعدام إلا أن الحُكم لم يُنفذ حيث استطاعت حركة فتح إطلاق سراحه بتاريخ 28/1/1971 من خلال مُبادلته بالجندي الصهيوني صموئيل فايز والذي استطاع مقاتلوها أسره أواخر العام 1969م.

وبعد حجازي اعتقل جيش العدو المناضل سكران سكران وذلك بعد تنفيذ عملية فدائية في الجليل المُحتل وتحديداً خلال سبتمبر عام 1966 أثناء مشاركته في عملية فدائية نفذتها الجبهة الشعبية قبل الإعلان عن إنطلاقها رسمياً بعام تقريباً , و تعرض هو الآخر الذي وقع في قبضة العدو جريحاً لتعذيب غير مسبوق وحكم بالسجن المؤبد قبل أن يُطلق سراحه بتاريخ 14/3/1979 ضمن عملية تبادل أسرى أبرمتها الجبهة الشعبية القيادة العامة مع دولة الاحتلال وجرى بموجبها إطلاق سراح المناضل سكران برفقة 75 أسيراً آخرين مقابل إفراج القيادة العامة عن الجندي الصهيوني أبراهام عمرام الذي أسره مقاتلوها قرب مدينة صور بتاريخ 5/4/1978.

إن المتتبع لسيرة حياة المناضلين حجازي وسكران كأول وثاني أسير للثورة المعاصرة يقعان في قبضة العدو والذي يمر بذكريات سجنهما التي تناولاها أكثر من مرة في لقاءات صحفية ثم تتويج رحلة عذابهما بالحرية عبر صفقات تبادل أسرى إستمرت بعد ذلك وصولاً لصفقة وفاء الاحرار التي أُبرمت بتاريخ 11/10/2011 يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يطرحه الأسرى في السجون وما يرفعه المتبنون لقضيتهم من شعارات تتمحور حول المقاومة وصفقات التبادل سبيلاً وحيداً لكسر قيودهم ليس خيالات تفتقت عنها ليالي الأسر الطويلة ولا هي طوباوية الحالمين بل واقعية الثوريين الذين يقفون على أرض يعرفونها جيداً ويقاتلون عدواً يُحللون طبيعته بمنطق علمي.