كتبت اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال..

"تفاصيل بيتنا الفلسطيني"

SAVE_٢٠٢٠١١١٩_١٠١٣٣٨.jpg
المصدر / حنظلة

كتبت اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال:
نذكر ذلك البيتُ المشيَّد من حجرٍ قُدَّ من قرارةِ صوان، أذكره مشيدًا على قمة جبلٍ تحرس بواباته ثلةٌ من شهداء وأحلام وأسرى وآمال، بيتٌ بسيط مؤثث من التحدي والأمل والحياة والزغاريد، وبسطة صغيرة رحبة، تُغري التطلعات بالتحديق، تسود في أثيره مطالع القصائد وأغاني الحرية، تُغنِّي جدرانه الكوفيات بكافة الألوان، تعبق به رائحة زيت الزيتون والزعتر والطابون، كانت لقمة بيتنا غنية بالعافية والكرامة، كُنَّا نستقبل في بيتنا ضيوفًا تعكسُ عيونهم هالات مجدنا، كم كان أثاثنا بسيطًا وجميلًا ومن صنع أيدينا، كنا نحلم ونحقق الحلم بكلِّ صمودٍ وإرادةٍ وشموخ، أما الآن في هذه اللحظة المتؤبدة في غياهب التيه المجهول، هجرنا البيت وسكنَّا قصرًا لا أثاث له، شيدناه في واد ٍ غير ذي زرع، وأمل وحياة، وأساسه ورونقه مكون من برامج وهبات المساعدات الدولية ووصفات البنك الدولي ودكاكين المجتمع المدني والمشاريع التنموية الشبابية والنسوية، وفي صالة القصر الرحيبة علقنا كافة مواقع التواصل الاجتماعي لنناضل ونحذف ونضيف، ونلعن أنفسنا إلكترونيًا، قصرٌ منيف مكوّن من مواكب رسمية ووفود دبلوماسية ووزاراتٍ أهمها وزارة السياحة وأيضا وزارة شؤون الجدار والاستيطان وتلك الخاصة بالشهداء والأسرى، قصر تملئه المطاعم والمقاهي الليلية والبرامج الترفيهية وشركات استثمرت في الوطن حتى اُحتذف الوطن أخلاقيًا، قصرٌ شرفته لا تطل على مخيم أو قرية أو ركن مهجور في المدينة بل تطل على وسطٍ أجَّرَنا إياه الآخر قائلًا: متى ما سئمتم من الحياة في القصر فألقوا بأنفسكم من الشرفة، ولكن هيهات، أو هل تنتحر الجثة؟!

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
منظمة فرع السجون
اللجنة الإعلامية والثقافية