الأسير ثائر حنيني يكتب في الذكرى ال18 لاعتقال القائد كميل أبو حنيش

عامٌ جديد للأسير القائد كميل أبو حنيش، بقلم الأسير ثائر حنيني

عام جديد للأسير القائد كميل أبو حنيش - بقلم الأسير ثائر حنيني - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

يُصادف اليوم الذكرى الثامنة عشر لاعتقال قائد كتائب الشهيد أبو علي مصطفى "كميل أبو حنيش"، إلا أن لوقع هذه الذكرى معاني خاصى عايقة بأريج الإبداع والتحدي والإرادة، فكما يعلم الجميع حقيقة الأسر كونه واقع قاسي وصعب والتغلب عليه يتطلب قدرًا كبيرًا من الإصرار والتحدي والإرادة، ورفيقنا كميل يعتبر من الأسرى القلائل الذين أدركوا حقيقة هذا الواقع، وعبّر عنه بصورة تقدمية مشرقة، فكان المثقف العضوي الذي يمارس ويطبّق رؤاه من خلال الكتابة التي تعتبر داخل الأسر تحدي واشتباك نضالي، وهي تحدي لهدفية الاعتقال من محاولة اقتلاع وعزل للإنسان المناضل من بيئته وواقعه، وقطع كل تفاعل وتواصل له سياسيًا كان أو ثقافيًا، وبالتالي زجه في المعتقل وعزله وتعذيبه، وبهذا السياق يأتي دور المثقف العضوي كرفيقنا "كميل" متحديًا هذه السياسة بانتاجه الثقافي وفعله النضالي الحاسم للخيار باتجاه قضايا وهموم شعبه، الواعي للتناقض الرئيسي للاحتلال، المدرك لأهمية الاشتباك في كافة الساحات، الممارس لدوره النضالي كمثقف يمتلك الاستعدادية، مالك للفكر ومدرك لأهمية ومكانة الممارسة، فكان أحد صانعي القرار، وذلك على مستوى الحركة الأسيرة كونه عمل كمسؤول لمنظمة فرع السجون، وإلى جانب ذلك كله فهو أيضًا كاتب وروائي مبدع، لا ينضب حبره الإبداعي الذي يعبّر من خلاله عن معاناة الأسرى وآمالهم وأحلامهم، وله العديد من المقالات والتقارير السياسية والفكرية المتنوعة، هذا بالإضافة للعديد من الروايات التي شرح من خلالها معاناة شعبنا ونكبته.

ويُعتبر الأسير القيادي كميل أبو حنيش، أحد رواد الحركة الأدبية الأسيرة بانتاجه الأدبي والفكري، وكذلك يُعتبر نموذجًا يُحتذى به، ولطالما كان عنوانًا للنضال والثقافة والفعل، ونموذجًا للصمود والصبر، علمًا بأن رفيقنا كميل وبعد مطاردة دامت ثلاث سنوات تمكن العدو الغاشم إثر عملية أمنية استعانت بها الإستخبارات العسكرية الصهيونية بالخونة والغادرين من اعتقاله في الخامس عشر من نيسان من عام 2003م بعد اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني مدينة نابلس لتحاصر الحي الذي كان متواريًا به قائد كتائب أبو علي مصطفى في شمال الضفة الغربية، والعقل المدبر للعديد من الضربات، والعمليات الفدائية النوعية التي آلمت المحتل، ولتحكم عليه محاكم الاحتلال الغاشم بعد اعتقاله بالسجن بالمؤبد 9 مرات و78 عامًا هذا بالإضافة لغرامات مالية تُقدّر بملايين الدولارات.

ورغم كل كل شيء، ما زال لسان حال رفيقنا يقول: " إننا حتمًا لمنتصرون"

بقلم الأسير الرفيق/ ثائر حنيني 
سجن ريمون
 
15/4/2020