الأسير الصحفي الرفيق منذر خلف مفلح من قلب زنزانته يكتب

مجموعة قصائد يكتبها الأسير: منذر خلف، "الجزء الرابع"

2de7d297b34d817cc288a9385ed6840b

 "زمن المجاز" 

1- الذاكرة:
أسماء تُعاد صياغتها 
تصنعُ الفرقَ
توسلات خفية
تصنع الفرق 
فجاءةُ الرغبةِ
تصنع فرقًا وشجرًا مقدس.

أمتطيها، وتدعوني
للتلطف بها 
أداعبها لأخفّفَ
عبء الوطئ.

وتقترحُ أوقاتًا لذلك تمتدُ
قراءاتنا فوق الأجسادَ
وفي الخطوطِ
والوجوهِ
والذكرياتِ
والحكايا القديمةِ

2- خيال:
تأخذُ الأشياء مجازًا شكل البنفسج
أقلُّ تفصيلٍ هو قيمةٌ كبرى
والقيم الكبرى، هو ذكرى...
ظلٌّ لحكايةٍ غير مختمرة

الوقت: تغييرٌ بطيء الإيقاع 
والمصائر متحفزة لغدٍ
كان يمكن أن يؤجل موعدهُ الذاكرة

الرغبة: زهرةٌ سرخية متقنةُ
النجاة
لا تنبتُ بأرضٍ غضة
وتعيدُ تعريف الألم :
النور خيط عنكبوتٍ يتدلى
يتحرك كبندولٍ
ليمارس الظلُّ لعبة الأشباح 
والأسئلة الصعبة
وتعلو الكوابيس فوق المقدسَ
وأصل
أصل المنتهى، ولا أجد السدرة َ
كرسمٍ لحقيقةٍ في المجاز.

3- هاجس:
النصُّ رحيلٌ مغاير 
معتَّقٌ
بالغُبار والبردْ
ومؤنثٌ
ببقايا شجر اللوز 
والسماق
محفوفٌ
بالندى وقطرات الصبحْ
واللحظة أمواجٌ تسرق الأمل 
لحكايا تتسلل ليلًا 
على بحرٍ
أصابه الأرق

والسجن يقرع أجراسه 
طنين
يذكرنا بابتهالات الدعاة
والخيالات 
وبوابة لعينة تدور في الفراغ
ورعشة متقنة الإفصاح

4- إيمان:
الله يُعبد في عليائه 
لاكتمال النص في المجاز 
والزيت يقدس
يُصلى له في المحراب

وأنت 
غزالة ترقب طبيبها
وردة تبرعم زهرها
وخمرةٌ تقطر من كعبها
لا حقيقة ولا مجاز

5- قبل الفجر:
تخلع ثوبها الليلكيُّ
تنتظرُ
تندسُ في الفراش
بعد وقتٍ
تكون فيه الأنوارُ مطفأةً
يقسم ُ
أنه قرأ كتابًا لع ذات النهاية 
ليصبح 
الوقت بلا نهاية 
والصمت بلا نهاية 
والظلام بلا نهاية 

وأنا أقرأ رصيفًا كاملًا من النهايات المعدّة سلفًا...

لننهي الآن ما بدأناه من أملٍ
تحت وطاءة الحاصل المستمر 
ونقرأ في صحيفة الغد المنقحة
ما اتفقنا على ألّا يكون 

6- نحت صباحي:
أعطني ألف عامٍ
لأصنع من كعبها صنمًا للعبادة
وبدعةً لا ضلالة.
أعطني عمرًا لا رسم قبلة 
تأخذ شكل الوطن 
وسبع سنبلاتٍ، لسبع سنين ضائعة
واكسر القالب النمطي لنملةً تزحف منذ سنين.

***********

"الحرية"

الحرية :
حماقةٌ بريةٌ تهدل 
كلما ألقيت إليها التحيةُ
تبتعد ُ.
فرسٌ، تهرولُ، تصهلُ
كلما راودتها 
تجفل
تذهب في الريح 
تتخللُ ثنايايّ
يا أناي
"أنا، من انتظر وردةً تطلُ عليه 
أأقطفها؟، ٱ انتظرُ دمعةً." 

 

الأسير الصحفي الرفيق

منذر مفلح