الرفيق الأسير محمد ادريس عسكر يكتب

(221)

images

خاص مركز حنظلة

دون مُقدمات أو خواتم، إنه ليس مجرد رقم عابر أو قيمة لسلعة معينة للبيت، بل إنه الرقم الأصعب ومن المفاصل الجوهرية في حقبة وتاريخ القضية الفلسطينية وخصيصاً أنه في كل خانة قصة بطل تنتهي بأشرف التضحيات في سبيل الوطن وتبدأ بأرقى نماذج الثورة، إنه رقم الدم.. رقم العطاء.. رقم التضحية والشرف، فهذا هو عدد الشُرفاء الذين استشهدوا في سجون الاحتلال الصهيوني، ومن داخل باستيلات ومعتقلات هذه السجون تنبثق صرخة أسير تضج بالحسرة والأسى على هذه الحياة المترهلة تجاه الحركة الأسيرة وعدم وجود قوى فاعلة من أجل التحرك العاجل وإنقاذ المتبقين الذين يقبعون في (مسلخ الرملة)، وجُل ما نسمعه هو بعض الأسف والاستنكارات والقليل من الخطابات المدروسة والممنوع خروجها عن النص المُتفق عليه مُسبقاً والفزلكات التي تحمل شعارات رنانة فقط.

(221) الأسرى لا يريدون تحقيق وتشريح جثامينهم أو تحقيق دولي والجنايات الدولية أو مُناشدة لحقوق الانسان فالنتيجة والحقيقة معروفة والأوحد الوحيد المسئول عن اتباع سياسة القتل البطيء بغض النظر عن الأسلوب الذي قد يكون حقنة أو حبة دواء أو حتى زرع السموم في أجساد الأسرى، ها هو الاحتلال، كل ما يريده الأسرى هو تحقيق واحد فقط وهو تحقيق أحلامهم بالحرية تحقيق بما يتلو هذا الرقم، فكم من بسام السايح تكرر وسيتكرر وإلى متى يتمر هذا الاستغلال والانتهاك بحق الأسرى البواسل؟ وبالمُقابل لمتى سيستمر وإلى أي مدى سنبقى في حالة الترهل هذه التي باتت فيها القضية الفلسطينية معضلة اقتصادية وحقيبة أزمة مالية والكثير الكثير من الأسئلة التي تُطرح دون وجود أية إجابات، والسؤال الأهم متى يكون ملف الأسرى من الأولويات الأولى والمرتكز المفصلي في القضايا الوطنية والشرعية الدولية بعيداً عن كلام الصُحف والفضائيات؟

(221) الأسرى لا يريدون أن يتزايد هذا الرقم، الأسرى يريدون الحرية ولا شيء غير الحرية، فتمرد يا شعبي تمرد وانهض للثورة انهض، اليوم بسام استشهد وعلى عهدك بسام نتعهد لك، وتوحد يا شعبي توحد.

 

الأسير محمد ادريس عسكر