اللجنة الاعلامية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال تكتب

الأنتين - مصطلحات أسيرة

radio_frequency_13_56_mhz_rfid_antenna_coil_self_bonding_copper_wire_coil

كلمة لها وقعها الخاص والهام بين صفوف الأسرى، وقبل أن نخوض في تفسير هذا المُصطلح نقول أن "الأنتين" ليس ذلك الهوائي الذي كان يستخدمه الناس في غابر الأزمان لالتقاط القنوات التلفزيونية والاذاعية، بل هو ذلك السلك النحاسي الرفيع الذي يسحبه الأسير كل حذر وحرص إما من مصرف كهربائي أو من إحدى الأدوات مثل ماكنة الحلاقة أو محولات الكهرباء الصغيرة، ثم يقوم الأسير بمد السلك النحاسي على حائط غرفته من خلال الصاقه عبر استخدام الاغلاف اللاصقة لعبوات التنظيف والاستحمام، إلى أن يصل بسلكه الرفيع هذا الى نافذة الغرفة التي يقذف من خلال فتحاتها الصغيرة السلك الى الخارج، وأما الطرف الآخر من السلك فيوصله الأسير بمذياعه الصغير ثم تبدأ عملية التقاط الإذاعات، وإذا لم يُوفق الأسير بالتقاط اذاعته المٌفضلة يقوم بإعادة الكرة وذلك بتغير موقع السلك ومده ولصقه من جدار لآخر بكل دقة وحرص عله يُوفق في آخر المطاف بإذاعته.

وأما الهدف من وراء هذه العملية المرهقة والدقيقة هو أن الأسير الفلسطيني قابع في غياهب الظلم والظلام، وعبر نضالاته الطويلة التي خاضها في سبيل تحقيق شروط حياة إنسانية حقق انجاز المذياع الذي له أهمية كبيرة بين صفوف الأسرى، لأنه لا يُحدد خياراتهم في مُتابعة قنوات الاتصال الجماهيري والإعلامي مثل التلفاز الذي تُحدد إدارة مصلحة السجون الاحتلالية قنواته بخمس قنوات، وبالتالي تحرم الأسير من مُتابعة وتلقي الأخبار ومعرفة الأحداث في وطنه.

ومن هنا تكمن أهمية المذياع حيث أنه يمنح الأسير الحرية الكاملة اذا ما نجح في اعداد "أنتين" قوي لالتقاط اذاعات فلسطينية مُتنوعة وأحياناً عربية ودولية، وهذا ما يؤكد أيضاً مدى الارتباط الوثيق ما بين الأسير ومذياعه وأنتينه النحاسي البدائي في زمن بات فيه الانترنت سيد الاتصال والتواصل، ورغم منع الاحتلال لهذه الأسلاك النحاسية إلا أن إرادة الأسير الفلسطيني لا يُمكن مُحاصرتها ومنعها على التحليق في أثير صوت عربي فلسطيني هادف بالمعاني والمشاعر النضالية والوطنية، إنه ذلك السلك النحاسي الرفيع الضعيف الذي يُمكن قطعه بسهولة أو مُصادرته من إدارة الحقد والعنصرية، سلك قادر على إيصال كل ما يكفل إزالة وحشية الأسير وكسر الحصار والعزل المفروضين عليه.