اللجنة الاعلامية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال تكتب

عدنا للوطن لنقاوم

على وقع دوران عملية الأحداث المتصارعة في واقعنا المُثقل بالهموم والمصاعب، ونحن نتواصل مع برنامج احياء ذكرى استشهاد رفقنا القائد والمُعلم أبو علي مصطفى الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه الصادقة ودفاعاً عن حقوق شعبنا وصوناً لمبادئ حزبنا العظيم، وهو الذي آثر على امتداد همر مسيرة كفاحه المُقدس المواجهة والوضوح في الرؤية والموقف مؤمناً أن ثمن ذلك سيكون الجود بالنفس، والذي كان يُطلق عليه رفيقنا غاية الجهد، يحضر في ذاكرتنا الجمعية صوراً ستبقى خالدة فينا لموقف رفيقنا القائد في محطات ومراح كفاح شعبنا العنيد على اختلاف ساحاته وميادينه، كيف لا وهو من كان معاصراً مسيرة كفاح شعبنا وأُمتنا منذ بداياتها، وكان طُبع على جلد جسده الطاهر الكثير من العذاب والقهر ما اكتوى به الكثير من شُركائه في النضال والثورة.

فمن المواجهة الأولى وقمع النظام الأردني أواسط الخمسينيات والستينيات من القرض الماضي إلى مجازر أيلول في 1970 إلى تل الزعتر في لبنان علم 1976 وفي مواجهة الاجتياحات الصهيونية للبنان في العامين 1978 و1982 وحرب المخيمات في أواسط الثمانينات واستقبال انتفاضتنا الشعبية الباسلة في العام 1987 وصولاً لانتفاضة الأقصى التي غدا رفيقنا فارس شهدائها، وما بين هذه المحطات من أحداث شكلت إشارات فارقة في تاريخ كفاحنا الحزبي العنيد الذي يحتم علينا الوقوف أمام دروسه واستلهام العبر منه، فرفيقنا القائد الذي كان قد شكل أحد أبرز أعلام الصراع، فلقد لعب رفيقنا القائد دوراً محورياً ومركزياً في الدفاع عن قرار الحزب بالخروج من منظمة منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل جبهة الرفض في العام 1974، ليؤكد حزبنا أن الوطن لا يتجزأ وأن لا أحد يمتلك الحق بالتنازل عن حبة رمل منه، لدلك فقد كان أطلق الخالد فينا للرد على الواقعية الذاتية (إن عدم قدرتنا على انجاز حقوقنا لا يعني ولا يجوز لنا البحث عن كيفية التحلل منها أو التنازل عنها، فالثورة الفلسطينية منذ ولدت تصنع المستحيل لا الممكن) فتكرر هذا الخطاب للرد على توقيع اتفاق "كامب ديفيد" بيم مصر و"إسرائيل" في العام 1979 حيث قال (يستطيع كل من يريد الدخول الى بازار السياسة، أما نحن فليس لنا سوى الثورة حتى نستعيد وطننا السليب وطننا فلسطين كل فلسطين، وما حصل يعني بالنسبة لنا أقل من رفع وتيرة الاستعداد والجاهزية للمواجهة القادمة).

وبالتعليق على الازمات باختلاف مضامينها الفكرية والسياسية والتنظيمية كما يقول ( إن فهمنا لإنهيار المُعسكر السوفيتي يفرض علينا إعادة قراءة الفكر الماركسي العلمي بأسلوب ثوري لنُدرك أين كان الخلل ولماذا وقع هذا الحدث الجلل، أما الهروب للأمام والشعور بالندم والبكاء سوف لن يُضيف لنا سوى المزيد من الاختلالات والانهيارات وأخشى أن يصل الانهيار للوعي والضمير، حينها سوف لن يكون هنالك إمكانية للمعالجة)

وفي سياق التأكيد على ضرورة وأهمية الديمقراطية في حياتنا الحزبية، فقد كان يقول دوماً (إن الرد على مشاكل الديمقراطية هو بتعميق وعينا وفهمنا الديمقراطي وليس بغير ذلك، فالعفوية وليدة الجهل والجهل أبٌ للهزائم).

أمام لوحة واقعنا المُختل بالتناقضات سواءً على المستوى الوطني والإقليمي والدولي نعتقد أن أحوج ما نحن عليه الآن هو النموذج الثوري الصادق والذي يُشكل امتداداً لنموذج أعلام مدرستنا الحزبية الشامخة الحكيم جورج حبش والأديب غسان كنفاني والدكتور وديع حداد والمُعلم أبو علي مُصطفى، لِيُصبح بمستوى القُدرة على مواجهة التحديات وقلب مجرى الوقائع والأحداث بما يستجيب لدفع عملية تقدمنا ويقربنا من بلوغ أهداف مشروعنا التاريخي المُتمثل بإقامة المجتمع الاشتراكي الديمقراطي الخالي من كافة أشكال الاضطهاد.

فإننا اليوم نعتقد جازمين بأن المهام التي تقع على عاتقها على كاهنا اليوم جميعاً نتحمل مسؤولة ادارتها وحل مركباتها، لذلك لكي يُصبح هذا مُمكناً فإنه يجب علينا إعادة قراءة حزبنا وفهم مبادئنا وتعزيز انتمائنا بتاريخه وتجديد عهدنا لشهدائنا، وذلك من خلال أخذ أدوارنا ومواقعنا في ميادين الثورة والكفاح والدفاع عن أهدافنا وصون الأخلاق ومنظومة قيمنا، وإعلاء راية حزبنا تحت مِظلة كلهم يشاركنا الفكرة والهدف، وبهذا نكون الأوفياء للأحلام التي أغمض شهدائنا عيونهم على أمل رؤيتها حقيقة، معاً نتواصل على درب الثورة والعطاء نحمي مبادئنا ونصون تضحيات شهدائه وأسراه وجرحاه ولاجئيه، عاقدين العزم على النصر والانعتاق مهما ساءت الظروف واشتدت الأحوال، عشتم وعاش كفاحنا.

 

اللجنة الإعلامية