بلقم اللجنة الثقافية لمنظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

المكتبات داخل المعتقلات "مهمات نضالية"

38007b3f12c8fb21e91c91a65bd61958

المكتبات داخل المعتقلات مهمات نضالية

 

أعلنت "لجنة أردان" والتي شُكّلت بهدف تضييق شروط الحياة اليوميّة على الأسرى، عن تقليص أعداد الكتب المسموح للأسرى اقتنائها ووضعها في مكتبات الأقسام من 7 كتب لكل أسير إلى 4 كتب، ومنع الكتب التعليميّة وما يتم تصنيفها كتحريضيّة حتى ولو كانت باللغة العبريّة، وأعلنت الحرب على المكتبات.

الكتب مهمة نضاليّة:

إنّ وجود كتب من حيث المبدأ داخل المعتقلات تطلّب من الأسرى خوض نضال طويل وشاق، حيث أنّ مطلب الحق بإدخال الكتب كان حاضراً في كافة الإضرابات المفتوحة عن الطعام التي خاضها الأسرى خلال سنوات السبعينات وأبرزها اضراب عسقلان 1976 والثمانينات وأبرزها اضراب نفحة 1981 واضراب سجن جنيد 1984 لينتزع الأسرى الحق باقتناء الكتب والمُطالبة بإنشاء مكتبات داخل كل معتقل على أن يكون أحد المعتقلين مسئولاً عنها، واستطاع الأسرى تحقيق ذلك لكن إدارة المعتقلات الصهيونية لم تتوقف يوماً عن محاولات استهداف هذا الإنجاز من خلال استخدام إجراء منع ادخال الكتب عبر الزيارة العائلية كعقوبة تُفرض على المعتقلين، وسحب الكتب التي بحوزتهم أو إغلاق المكتبة وسحب الكتب بحجة زيادة عددها عن المطلوب أو فرض التبديل، إذا أحضر كتاب جديد يُخرج مكانه كتاب آخر، وهذا ما يحصل منذ سنوات داخل المعتقلات، حيث يتم ملاحقة كل كتاب، ولعل أبرز عملية قرصنة خلال  السنوات الأخيرة قد تمّت في معتقل هداريم في 2018 حيث تمّت مُصادرة ما يزيد عن 1000كتاب وفرضت إجراءات مشددة على إدخال الكتب.

 

المكتبات الأبرز في تاريخ الحركة الأسيرة:

عُرفت المُعتقلات على مدار سنوات الصراع بأنها أكاديميات ثورية حيث احتل عنوان التعليم مكانة مركزية وهذا ما جعل المعتقلات مواقع ثقافية نضالية، أسس المعتقلين مكتبات منها مكتبة سجن عسقلان الضخمة ومكتبة سجن جنيد ونابلس القديم والخليل، حيث تم اخراج المكتبات التي امتلكها الأسرى حتى عام 1995 قبل إعادة نشر قوات الاحتلال خارج المُدن ونقل الأسرى الى معتقلات داخل فلسطين المحتلة عام 1948 إلى المكتبات العامة في المُدن حيث أخرجت مكتبة سجن جنيد مثلاً إلى مكتبة بلدية نابلس العامّة ووُضعت بجناح خاص وهذا ما تم في مواقع أخرى أيضاً.

إنّ المكتبات الأشهر تقف بمقدمتها كانت مكتبة سجن عسقلان حيث أنها الأضخم كانت والأكثر تنوّعاً تجد بها كتب قد لا تجد نسخاً منها في أماكن أُخرى، فُكّكت هذه المكتبة بعد نقل غالبية المعتقلين من السجن وتحويلهم منذ سنوات إلى الجنائيين مع إبقاء قسم صغير للمعتقلين السياسيين الفلسطينيين، وضربت مكتبة سجن هداريم والتي تمّت قرصنة غالبيتها في 2018، وكانت الميزة لمكتبة عسقلان أنها مركزية للسجن لكن الآن تتواجد مكتبة محدودة في كل قسم، وغاب نظام المكتبة العامة التي تخدم كافة المعتقلين.

أسماء وكتب:

إنه كتاب تعليمي باللغة العربية وعلى صفحته الثانية كُتب إدارة سجن السبع وعلى صفحته الخامسة اسم من أدخله في بداية ثمانينيّات القرن المنصرم "ربحي حداد" كتاب يتواجد الآن في مكتبة سجن ريمون على اسم الشهيد القائد ربحي حداد الذي تحرر من الأسر خلال صفقة التبادل 1985 وكان من أكبر وأبرز قيادات الحركة الأسيرة استشهد عام 2002 في اجتياح مدينة نابلس.

إنّ كتابة اسم المعتقل على الكتاب تتم أثناء أخذه من العائلة لإدخاله، وهناك معتقلين يُدركون مدى قيمة الكتاب فيسجلون أسمائهم على الكتب وأحياناً ملاحظة أو فكرة على النص لتبقى صدفه "أسماء آبائهم" على كتب داخل الأسر.

الكراسات:

إنّ الكراس عبارة عن مادة مكتوبة تم إعدادها داخل الأسر ككراسة "شأن تنظيمي سياسي كفاحي أمني" ومنها أيضاً المجلات الدورية حيث يتم الاحتفاظ بها لتدريسها وهي الأكثر ملاحقة من قبل سجّانين إدارة السجون، يتواجد في مركز الشهيد أبو جهاد وبعض المكتبات العامة المئات من هذه الكراسات والتي تُمثّل إرث حي للحركة الأسيرة.

 

إنّ المكتبات داخل المعتقلات أنشأت بعزيمة وإرادة ووعي المعتقلين، والحفاظ عليها الآن يتم بذات الطريقة، فالكتاب مهمة نضالية كان ومازال.