عائلة المقدسي باسم شلالدة.. طقوسٌ سرية للاحتفال بالحرية

Zl2Sa

جنودٌ مُدججون بالسلاح يُحيطون بالمنزل، ليلَ نهار، يرقُبون أيّ "تجاوزٍ" قد تُقدِم عليه عائلة شلالدة في مخيّم شعفاط شمال شرقي محافظة القدس المحتلة، بعد تحرّر نجلهم باسم (24 عامًا) من سجن ريمون الصهيوني في النقب المحتل.

والمقصود بهذا التجاوز، أيَّ مظاهرٍ لفرحِ أو احتفاءِ العائلة بحرّية ابنهم، الذي قضى 4 أعوام ونصف العام في سجون الاحتلال، منذ تاريخ اعتقاله 20 يوليو 2014 حتى الإفراج عنه يوم أمس الأحد 20 يناير 2019. فممنوعٌ على العائلة الهتاف أو تشغيل مكبرات الصوت أو تنظيم حفل استقبالٍ للأسير المحرر.

الاعتقال الصهيوني عرقل الدراسة للجامعية للأسير، الذي كان أنهى قرابة عامين في تخصص إدارة الأعمال، ليُضطرّ بعدها إلى الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، وفيها حوّل تخصصه ليكون الخدمة الاجتماعية، الذي سيستأنف الدراسة فيه بعد التحرر.

يقول والد الأسير، عدنان الشلالدة "هُنا في القدس خصوصية صعبة جدًا، تُوجد قوانين وشروط إسرائيلية".

ويُتابع في حديثه لبوابة الهدف "نفتعل الفرحة، وإنْ ظلّت محصورة داخل جدران المنزل، وإذا ما تمّ رصد أي شخصٍ يحتفل، يتم اعتقاله وتغريمه وإجباره على توقيع تعهّدات". موضحًا أنّ سلطات الاحتلال أبلغت نجله باسم لحظة الإفراج عنه بمنع أيّ مظاهر احتفالٍ به.

يستقبل عدنان الشلالدة المُهنّئين بتحرر ابنه، داخل "كراج" في منزله، فنصبٍ خيمة الاستقبال المُعتادة للزوّار ممنوعٌ أيضًا. ولا أحد يستطيع منع هؤلاء المُهنّئين من مُشاركة العائلة فرحتها بخروج نجلها من المعتقل.

تحرّر باسم -بعد 4 أعوامٍ ونصف من الاعتقال- بمعنوياتٍ عالية، ولم يُضيّع هذه السنوات هدرًا، إذ حاول الخروج من هذه التجربة القاسية بأكبر فائدة ممكنة، سيّما على الصعيد العلمي وكذلك الثقافي.

أدانت سلطات الاحتلال باسم الشلالدة بعضويته في خلية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

يُتابع والده "أكثر لحظات المعاناة بالنسبة لنا كانت تتجلّى وقت زيارته، التي كانت تسمح بها سلطات الاحتلال مرةّ واحدة فقط كل شهر، وكانت محصورة على الأقارب من الدرجة الأولى".

رحلة الزيارة التي كانت تطفح شقاءً وذُلًا، كانت تستغرق 14 ساعةً للوصول إلى المُعتقَل، من أجل رؤية باسم لمدة لا تتجاوز 45 دقيقة، بحسب والد الأسير، الذي قال "إنّ فرحة أمّه لحظة تحرره، لا تُوصف"، لكنّ أكثر ما كانت الأمُّ سعيدةً لأجله، هو أنّها من بعد اليوم ستتمكّن من احتضان ابنها والتحدث معه وقتما تشاء، فلا يُوجد –فوق رأسها- جنديٌّ، سيطرق الأبواب والشبابيك بعد دقائق ليُعلمها بنهاية الزيارة!