منذر خلف أسير وقيادي في الجبهة

الكارثة والنكبة بقلم الأسير الصحفي منذر خلف مفلح

المصدر / خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين _منذر خلف

نُحت مصطلح النكبة من قبل المفكر القومي "قسطنطين زريق" في محاولة منه لترسيخ الكارثة السياسية والعسكرية والإنسانية الشاملة التي حلت بالشعب والمجتمع الفلسطيني وللتعبير عن هزيمة العرب، والبدء بالتأسيس لإطار معرفي في اذهان العرب والفلسطينيين والعالم أجمع، أو محاولة لتجذير مفهوم تعريفي لما أُطلقَ عليه احتلال فلسطين أو حرب 48 (إقامة دولة إسرائيل) ونتائجها الكارثية على الشعب الفلسطيني وللتأسيس للصراع الشامل بين العرب والصهيونية، وخاصةً في بعده التحريري العسكري أي أنه تحديد معرفي أو إطاراً معرفياً تعريفياً للحدث الذي أصاب الفلسطينيين والعرب جراء احتلال فلسطين، وهو أمر اعتراه قصور وذلك لأن هذا المصطلح (النكبة) أخذ طابعاً معرفياً ولغوياً قومياً يخص قومية بعينها دون غيرها، أي أنه لم يستطع أن ينقل الأبعاد المفاهيمية المأمولة منه للعالم أجمع، فهل كان يقصد "زريق" بإعادة تعريف النكبة بمن وقعت عليهم النكبة وذاقوا مرارتها؟ أم أن المقصود كان محاكاة لمفهوم الكارثة التي ألمت باليهود في أوروبا؟ أم أنه محاولة لصياغة أبعاد إنسانية وتاريخية وقانونية وحقوقية تأخذ البعد الدولي تماماً كمصطلح الكارثة؟

وهنا يكمن القصور بمصطلح "النكبة" والذي يستدعي إعادة تعريف المصطلح للتساوق بشكل أكثر دقة مع الأبعاد المفاهيمية التي يفترض به أن يحملها، فاحتلال فلسطين أو ما اصطلح على تسميته بـ "النكبة" ما هو إلا حدث من سلسلة أحداث الكارثة، وليس حدثاً منفصلاً بمعنى فصل النكبة (احتلال فلسطين) عن سلسلة الأحداث الأُخرى في العالم، خاصة فيما يتعلق بالتطورات السياسية والعسكرية في أوروبا وتحديداً الحرب العالمية الثانية، وهنا نقترح إعادة صياغة تعريف النكبة.

لقد جاءت الكارثة وعبّر مصطلح الكارثة لاحقاً في سياق أحداث عالمية ودولية كبرى وخاصةً الحرب العالمية الثانية، وفي إطار إدانة النازية واستغلالها هذه الكارثة لتمرير مخططات لصالح قوى أُخرى تم استخدام خطاب الكارثة لتبرير إقامة إسرائيل، وتعويضاً ليهود أوروبا عن مآسي الكارثة أوروبية المنشأ والأسباب والآثار، فهل ينفصل احتلال فلسطين عن الكارثة ذاتها؟!

لقد أسست الكارثة للنكبة كما أسست لإطار فلسفياً ومعرفياً، حيث تحدث مثلاً المفكر الفرنسي "جان جيوتار" عن موت الحداثة أو انتهائها مع وقوع الكارثة، "أوشفيتز" على وجه الخصوص معلناً في الوقت ذاته عن موت المرويات الكبرى التي سادت ذلك العصر بحسبه، تلك المرويات التي رُوَت أو تروي الصيرورة التي قطعها أو سيقطعها الوجود الإنساني *1 الذي يهم في حديث المرويات أنها أعطت للمفاهيم والمصطلحات قيماً في اطار صيرورة الوجود الإنساني وتعريف الصراع الإنساني باعتباره صراعاً من أجل التقدم والحرية والعدالة والمساواة والإخاء (شعارات الثورة الفرنسية الكبرى).

وبها المعنى تحمل نكبتنا الفلسطينية وباعتبارها جزءً من أحداث الكارثة تحمل في طياتها المأساة الإنسانية باعتبارها عملية احتلال وتحطيم لشعب ومجتمع وكينونة قومية، وحمل أيضاً الحق في الدفاع عن النفس كموضوع انساني وتجسد الكفاح من أجل الحرية والتحرر من الاضطهاد، كما أنها تحمل طابعاً تعليمياً معرفياً فلسفياً من أجل نقد هذه المعاناة وما تحمله من مضامين إنسانية وأبعاد تاريخية للشعوب الأُخرى والأجيال اللاحقة، تماماً كما حملت الكارثة طابعاً جعلت من وجود النكبة أمراً مستساغاً ومقبول لدى الدول الأُخرى من أجل إيجاد ملجأ لليهود (دولة إسرائيل على أنقاض فلسطين وشعبها).

وعليه فإن معالجة الكارثة يقتضي اليوم معالجة آثار النكبة باعتباره جزءً من كل، ولأن هذه الكارثة التي ألمت باليهود حملت فيما بعد مبدأً كونياً ومعرفياً وانسانياً، وتحولت جزء من الذاكرة الإنسانية والعالمية وأصبحت تقليداً دولياً وحملته الكتب والمكتبات وتحدث عنه المفكرين والفلاسفة بأن النكبة التي هي جزء عضوي من الكارثة يجب أن تعتبر بذات السياق وتتحول الى مبدأ كوني أو جزءً من ذات المبدأ، وبهذا المعنى تصبح المعرفة الكونية للأحداث التاريخية الكبرى كالكارثة وتبعاتها (النكبة) على التصاق شديد أو هكذا يجب أن تكون بقضايا التحرر الإنساني في البعدين السياسي والمعرفي، وهنا يكمن الخلل في فصل حكاية النكبة عن الأسباب التي أدت إليها.

لقد وقعت الكارثة فيما سبق حين ربطت النازية فلسفياً ومعرفياً مصير الكون بمصير الشعب والعرق الألماني دامجاً الصيرورة الوجودية للإنسانية بمصير العرق الألماني *2 ، وفي ذات الاتجاه وقعت النكبة حين استعارت الصهيونية ذات المبدأ رابطةً الكون والشعوب وتحديداً الشعب الفلسطيني بمصير ما سمي "الشعب/ العرق اليهودي" على أرض الرواية الثانية (فلسطين بدلاً من أوروبا) منتجةً النكبة تماماً كما أنتجت النازية الكارثة، وبهذا المعنى ينبغي أن تستدعي المعرفة المحددة التي يثيرها مصطلح النكبة أو يفترض أن يثيرها موقفاً سياسياً تماماً كما حدث في اصطفاف القوى العظمى الى جانب الحركة الصهيونية في ٍإقامة دولة اليهود على أرض فلسطين (النكبة).

 

الخطاب والتأسيس المعرفي والسياسي: -

ان النكبة كخطاب معرفي ولغوي وسياسي يجب أن يتم التأكيد عليه باعتبار النكبة حدث أو جزء من سلسلة أحداث الكارثة أو مرحلة ثانية منها، لاعتبارها ألمت بطرفين (اليهود في أوروبا والفلسطينيين في وطنهم)، لقد قدم "هرتزل" في كتابه "دولة اليهود" المشكلة اليهودية باعتبارها مشكلة ومعضلة إنسانية وعلى العالم أن يجد لها حلاً بالتوازي مع المشاكل العلمية والسياسية آن ذاك، واعتبر أن مشكلة اليهود تبلورت عبر التاريخ وأن على الشعوب التخلص منها، كل الشعوب ولم يخصص شعب بعينه، داعياً الى حل المشكلة عبر خلق حيز دولاني (دولة لهم تتسع لمشاكلهم) وتكون متضمنة في الإطار الاستعماري الكولونيالي المترافق أو الذي تبع ظهور القوميات في أوروبا معتبراً أن اليهودية قومية بحد ذاتها، فيما عملت الصهيونية على خلق ما سُمِيَ "الشعب اليهودي" بحسب "شلومو ساند" في كتابه "اختراع الشعب اليهودي"*3 أو تحويل المشكلة الإثنية (اليهود واليهودية) إلى مشكلة سياسية حيث تم التعاطي معها عبر النظام الدولي الآخذ بالتبلور في ذلك الحين*4.

بهذا فقد حدد "هرتزل" خطاباً معرفياً مؤسساً لمرحلة سياسية قامت أوروبا إما بالسياسة والقانون الدولي وإما بالحرب الكارثة على تنفيذ هذا الخطاب وتحوليه لمشروع سياسي على أرض فلسطين وعلى حساب الفلسطينيين، وبها فإن النكبة يجب أن تحول إلى مشروع خطاب معرفي وسياسي يقوم على اعتبار أنها الكارثة أولاً وأخيراً، أو باعتبارها أحد أهم أحداث هذه الكارثة وهذا يستدعي بناء خطاب سياسي فلسطيني وعربي ضمن هذا الخطاب أو التوجه، في مقابل ذلك فإن خطاب النكبة أو الكارثة الحقيقية يجب أن يحمل مضامين معرفية وسياسية واضحة ومحددة سلفاً تماماً كما حدد "هرتزل" والحركة الصهيونية خطابها وأسست لقوة الخطاب انشاءً كاملاً من المعلومات والأحداث التاريخية وعليه أن يكون في ثلاث مستويات أو ثلاث أُطر معرفية الأطراف الفاعلة في الصراع الإسرائيلي الذي تشكل لاحقاً لعملية النكبة، وبعد أن انتهى أو غاب مشروع تحرير فلسطين واعادتها لأصحابها مقابل اطلاق مشروع التسوية التاريخية، لقد حمل سابقاً العرب شعار "ما أُخذَ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة" في مواجهة الاحتلال وفي التعبير عن الإطار المعرفي والاستعداد لموقف سياسي يقوم على التحرر والقوة العسكرية.

أما والحديث اليوم يدور عن عملية سياسية أو نضالية في إطار البعد الدولي أو القانوني الذي أكد عليه "هرتزل" لحل مشكلة اليهود فإننا مطالبون اليوم بذات المنطق، فالخطاب الفلسطيني هو جزء من عملية اتصال باعتبار الخطاب جزءً من عملية تواصلية ويشمل كافة عناصر الاتصال التي جاءت عليها كل نظريات الاتصال والاعلام أو بحسب المفكر الفرنسي "جان فرانسوا ليوتار" مستويات التركيبة التواصلية الثلاثة: (مرسل، مرسل إليه، مرجع)، والمرجع هنا يكوون لغوياً أولاً حيث يشير "ليوتار" إلى ما أسماه "ألعاب اللغة" وهي مجموعة من القواعد والشروط والخصائص التي تسمح بفهم وتداول منطوقات معينة*5، ويشترط أيضاً انتماء الأطراف المتحاورة باعتبار الصراع عملية حوار أو تواصل أن تنتمي إلى المرجع نفسه وكذلك الاطار المعرفي والسياسي.

لقد تحدثت نظريات الاتصال عن أهمية المرجعية الفكرية والاطار المرجعي لكل فرد في عملية التواصل ولكن هنا يحدث أن يكون المرجع هو أولاً الاطار المعرفي لكل طرف، بالإضافة إلى القانون الدولي كبعد مرجعي أي أن عملية التواصل إما أن تكون بين طرفين وبالتالي الخطاب (مرسل، مستقبل) في اطار القانون الدولي والخلفية المرجعية للطرفين أو عملية اتصال مفتوحة بثلاثة أطراف أو أكثر، وفي كلا الحالتين على الفلسطينيين اتقان اللغة وخطاب قادر على احداث التأثير المطلوب فيهم في عملية التواصل واحداث التغيير المأمول في سلوك المستقبل وفي ذات الاطار المرجعي وليس خارجه، وذلك لضمان تحقيق النجاح المطلوب من الرسالة المراد ايصالها.

لقد نجحت الصهيونية وإسرائيل لاحقاً في إدارة عملية اتصال ناجحة من خلال استغلال الخطاب والخلفيات المرجعية في تحقيق أفضل النجاحات والتي لازلنا نشهدها عبر عملية سياسية مازالت تتمتع فيها إسرائيل والحركة الصهيونية بتأييد جدي على مستوى العالم، حيث كانت الكارثة هي الأساس في الخطاب، أما فيما يخصنا فنحن مدعوون لعملية اتصال ناجحة لخلق صدع في الطرف الآخر أو خلفيته المرجعية واستغلال واستخدام الإطار المرجعي (المؤسس) الكارثة باعتبارها جزءً من تاريخنا المأساوي تماماً كالحركة الصهيونية، فلسنا مدعوين لإنكار الكارثة رداً على انكار إسرائيل النكبة بل العكس لأن انكار إسرائيل (النكبة) هو مدعاة لأن نحيي سنوياً كارثتنا المشتركة (كارثة اليهود على يد النازية في أوروبا، وكارثة الشعب الفلسطيني على يد الحركة الصهيونية في فلسطين) كحدث واحد.

 

الخطاب والممارسة والتأثير المأمول

يستخدم الخطاب في عملية الممارسة للتأثير على الأطراف الأُخرى وليس فقط لشرعنة عملية ما، بمعنى ليس المطلوب من الخطاب الفلسطيني التأكيد على الحق في فلسطين والحق في النضال، وهو أمر مفروغ منه ضمن خطاب المرويات الذي ذكرناه سابقاً، وليس الخطاب للتأكيد على شرعية شكل من أشكال النضال وغيره ذلك من خطاب الشرعنة، حيث يؤكد "ليوتار" على أن الخطاب الذي يعمل على شرعنة قواعد لعبة هو الفلسفة*6، وهو أُسلوب يكرره الرئيس الفلسطيني كثيراُ في خطاباته.

وليس هدف الخطاب اطلاق المعرفة فقط أو استخدام خطاب الحق وهو خطاب خارج الاطار المرجعي والمعرفي للعالم الذي  يقوم على أساس لغة المصالح، واللغة ومنطوقاتها قد أكدنا عليها في السياق، وقد تحدث المفكرون والفلاسفة عن نوعين من المعرفة يسيرها خطاب المعرفة الحقيقية والمعرفة السياسية *7 أو السياسية والفلسفية، والسياسية موضوعها الدفاع عن الإنسانية باعتبارها تجسد الكفاح من أجل الحرية والتحرر، وهذا الكفاح يمنحها الحق في التعليم والتعلم كمبدأ كوني، وهو الذي يمنح المعرفة الكونية وهو أمر يجب أن يحمله الخطاب كأساس كوني وليس كخطاب لغوي خارج الاطار المعرفي أو عناصر العملية التواصلية بمعنى أن مصطلح "النكبة" لا يثير خارج إطار الفلسطينيين كطرف يحاور ذاته أية مضامين وربما بعض المثقفين والسياسيين والمطلعين العرب، وعليه فإننا مدعوون لاستخدام لغة وخطاب الكارثة باعتبارنا أصحاب حق بها وهو أمر يسحب امتياز ادعاء الضحية من الحركة الصهيونية ويعيد تعريف الأحداث التاريخية فيما يخص الكارثة من الأطراف الحقيقية المتضررة من الكارثة (يهود أوروبا والفلسطينيين).

إن أطراف أو عناصر العملية التواصلية وشكل الخطاب الذي يمكن من احداث التغيير عبر استخدام لغة ذات منطوقات دلالية معرفية لدى جميع الأطراف ضمن مرجعية تحتم علينا نحن الفلسطينيين استخدام ثلاث مستويات من الخطاب:-

  1. الاتصال الذاتي: الذي يحدث بين الفلسطينيين أنفسهم في حوارهم الداخلي، ويمكن استخدام خطاب "النكبة" لهذا المستوى فقط.
  2. الارسال لطرف آخر: الاتصال الثنائي، وفيه يجب استخدام خطاب "الكارثة" وعكسه على العدو أو الطرف الآخر بمعنى عدم إنكار الكارثة واعتبارها مناسبة تخصنا بأكثر ما تخص اليهود، ويتم احياؤها واعتبار الضحايا الفلسطينيين القتلى والمشردين وغيرهم جزءً من ضحايا الكارثة، واستخدام منطوقات ودلالات والمضامين والرموز والشعارات التي استأثرت بها الحركة الصهيونية واعتبارها خطاب من خطاباتنا وشعاراتنا ورموزنا، واستخدامها في المواجهة اليومية مع العدو، مع ما يثيره ذلك من صراع ضمن الاطار المرجعي المعرفي لديهم بما يحقق التأثير المطلوب أو التصدع الداخلي.
  3. الاتصال المفتوح أو المرجع: الجانب الدولي ويبدأ بتقديم خطاب ومذكرة للمجتمع الدولي للاعتراف بالفلسطينيين كجزء من ضحايا الكارثة والمطالبة بالاعتذار من كل من ساهم أو اشترك في هذه الكارثة، وهو أمر أقدم عليه "أبو مازن" والسلطة، ويجب التصميم عليه والبناء على توسيع دائرة الفعل فيه، وكذلك استخدام اللغة الدولية في ادانة "النازية" سابقاً وأفعالها في محاكاة المطالبة بإدانة إسرائيل والصهيونية لإحداث التأثير الأخلاقي المأمول في هذا الجانب دولياً.

 

في ذكرى النكبة والنكسة

لقد حملت المصطلحات التي أطلقها على هزائمهم المتكررة دلالتين: -

  1. تبرير الهزيمة وتسويف الوقت باعتبار أن الرد قادم.
  2. الدلالة اللغوية التي تقوم على السجع وربما بعض العبث.

أما ونحن اليوم نشهد عملية صراع مفتوحة مع الاحتلال لابد لنا من استخدام خطاب مؤثر وقادر على الفعل تماماً كالفعل نفسه، فان الدعوة لاستخدام خطاب ودلالات ورموز وشعار "الكارثة" في وجه الاحتلال أمر مُلح ومهم في إدارة عملية تواصل تؤدي لنتائج مأمولة لإحداث صدع في الجبهة المقابلة، ويمكن في هذا الاطار استخدام الفن والشعارات والدلالات والرموز كاستخدام: -

  1. مصطلح بالعبرية (محنيه ريكوز) ويعني مخيم تجميع على غزة أو بعض المنازل في الضفة الغربية أو الداخل الفلسطيني 48، بمعنى استخدام لغة "الكارثة".
  2. العمل على بناء جدار مسرحي كرتوني على حدود غزة يحاكي معسكر "أوشفيتز" أو غيره من المعسكرات، ولبس ذات الأزياء التي لبسها الأسرى في هذه المعسكرات.
  3. استخدام أحذية الضحايا من شهداء وجرحى ومقعدين وتجميعها في إشارة لبقايا الضحايا في معسكرات النازية.
  4. رفع جدارية مكتوب عليها (العمل يحرر) كما في معسكرات النازية عند الجدار في غزة أو غيرها من المعازل في الضفة.
  5. إحصاء عدد الشهداء وخاصةً شهداء الحصار وأن يتم كتابة أرقام تبدأ من بعد العدد لكل المتظاهرين في إشارة للوشم النازي على الناجين من المحرقة، باعتبار أن غزة وأهلها يعانون ذات المعاناة ودعوة وسائل الاعلام لتسجيل ذلك.

أو غير ذلك من الأساليب والأدوات التي من المؤكد أن المقاومة الشعبية ٍوابداعاتها لم تقف عائقة أمام استخدام خطاب ذات الدلالات المعرفية تمكنها من اختراق جبهة العدو نفسياً وأخلاقياً.

 

المراجع:

  1. جان فرانسوا ليوتار- في معنى ما بعد الحداثة – نصوص في الفلسفة والفن – ترجمة السعيد لبيب – الدار البيضاء المغرب – المركز الثقافي العربي 2016 –ص8.
  2. ذات المرجع – ص 11.
  3. شلومو ساند – اختراع الشعب اليهودي – 2005.
  4. هيرتزل– في كتابه دولة اليهود.
  5. ليوتار– نصوص في الفلسفة والفن- ص7.
  6. ذات المرجع -ص9.
  7. إدوارد سعيد – الاستشراق ص 11.