من أبرز قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

جرس إنذار بقلم الرفيق الأسير محمود عيسى"أبومرسيل"

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

أفخاي أدرعي اسم أصبح يتم تداوله على لسان مواقع التواصل الاجتماعي خاصة صفحات الفيسبوك لأكثر من 50% من الشباب الفلسطيني من أبناء شعبنا العظيم, ليس في داخل الوطن المحتل وحسب حتى وسط أهلنا في الشتات أيضاً وعلى ما يبدو أن السواد الأعظم من هذه النسبة المئوية مازالت لا تدرك حجم الخطر الذي يمثله هذا الصهيوني في موقعه وإمكانياته.

وفي تجربتي الإعتقالية والتي تجاوزت أكثر من خمسة عشر عاماً والى جانبي الآلاف من الأسرى, ونحن بدورنا نستقبل أجيالاً من أبناء فلسطين الذين ما زالوا يرفعون رايات الكفاح والنضال ويرون في درب الشهداء سبيلاً لهم ويدركون أننا حتى اللحظة نعيش مرحلة التحرر الوطني وأن فلسطين مازالت تحت الاحتلال, نتفاعل معهم ونتناول أحاديث عن تفاصيل الحياة, وكيف تجري في مددنا وقرانا ومخيماتنا نستمع لهم بشوق وحنين وأحياناً باندهاش وهم يرون سجلات طويلة من القصص والروايات التي حيكت أحداثها مع اتساع المساحة الزمانية والمكانية التي تفصلنا عن العالم الخارجي, وفي الأول من أكتوبر من العالم 2017 كنت قد حظيت بالقاء بأحد أبنائي بالإضافة إلى ابن أخي حيث دار بيننا نقاش العديد من المواضيع, من بينها الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي وكيف يستغلها العدو الصهيوني وتجليات ذلك كيف تبدو في الأوساط الاجتماعية, فحدثاني عن ما يقوم به ذلك الصهيوني ضابط الارتباط الإسرائيلي المدعو "أفخاي أدرعي" وطريقة تواصله مع عشرات الآلاف من الفلسطينيين من على صفحته الالكترونية, وبعد ختام الحديث راودني ما قرأته في كتاب التطهير العرفي في فلسطين للكاتب الإسرائيلي "إيلان بابيه" وكأن التاريخ فعلاً يُعيد نفسه والأدوار يتم استكمالها عبر الأجيال المتلاحقة, حيث كتب "إيلان" عن دور الصهيوني "موشيه باسترناك" الذي شارك في إحدى رحلات الاستطلاع لمجموعة من القرى الفلسطينية بهدف جمع المعلومات المبكرة قبل النكبة عام 1940 وذلك لمعرفة كل مكونات القرى الفلسطينية وحراكها الاجتماعي ونقطة ضعفها وقوتها جغرافياً, والهدف كان بناء نظام تعاون استخباراتي مع أُناس من هذه القرى كان يرى فيهم "باسترناك" ومن معه أنهم بدائيون وبرابرة..الخ, وتمكن وللأسف خلال ثلاث سنوات وفق رؤية الكاتب من بناء شبكة من المخبرين تساعدهم فيما بعد من احتلال هذه القرى وملاحقة من فيها من المناضلين.

  • أفخاي أدرعي من على صفحته والمعدة خصيصاً ليكون روادها فلسطينيين وعرب يقوم بالآتي:

أولاً يقوم من خلالها بتلميع صورة الجيش الصهيوني, من خلال الحديث عن اماكنياته والوحدات الحديثة فيه وانجازاته وتدريباته والهدف التعبئة المستمرة في الذهنية الفلسطينية والعربية وخاصة فئة الشباب, إن قوة العدو باعتباره جيشاً لا يقهر وأن لا أحد يستطيع الوقوف أمامه داعماً بذلك ركائز النظرية الأمنية الإسرائيلية والتي منها بث الرعب وإبراز قوة الردع.

ثانياً الحديث عن السلام والدعوة له , فالكيان الصهيوني يسعى لذلك وخاصة مع المحيط محاولاً بذلك الاستماع إلى موقف ورأي فئة الشباب, وتزيف الحقيقة التي تأسس عليها ذلك الكيان ومتناسي تدمير مئات القرى الفلسطينية وتشريد الملاين من أصحاب هذه الأرض وقتل الآلاف من أبناء شعبنا على مدار سنين الاحتلال, محاولاً بث سياسة التطبيع مع القطاع الأكثر أهمية في المجتمع العربي الفلسطيني وهو قطاع الشباب.

ثالثاً التقرب من أبناء  أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني في المناسبات والأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية, وتقديم باقة من التهاني والتبريكات لهم وكأن مقدساتنا ليست محتلة أو أنه مسموح لنا الوصول لها كما نريد ومتى نشاء, أو كأن قضيتنا الفلسطينية تحولت إلى مجاملات في المناسبات بديلاً عن تحرير الأرض والإنسان.

رابعاً تتناول صفحته يومياً جزء خاص عن العلاقات ما بين حركتي فتح وحماس وإظهار كل ما هو جديد فيها وخاصة الخلافات, وهنا بالتأكيد الهدف ليس إعطاء المعلومة أو خدمة الإعلام الفلسطيني ودعم الحقائق, إنما لبث الفتنة والاقتتال وتحريض عامة الناس على فصائل العمل الوطني والإسلامي.

خامساً هنا نحتاج لدق ناقوس الخطر وقرع جرس الإنذار وتعبئة أبناء شعبنا وأمتنا, وهنا نتساءل أين هو دور مؤسساتنا الوطنية الرسمية منها والشعبية, فهذا الصهيوني يحاول وبشكل واضح التواصل مع فئة الشباب ومعرفة أهم المشاكل المادية والاجتماعية التي يواجهونها في حياتهم ليطرح من طرفه الحل, والحل دائماً لديه أن لديه الاستعداد والصلاحيات في تجهيز تصاريح وأوراق يستطيع من خلالها طالب المساعدة الدخول لإسرائيل والعمل لحل مشكلاته, وتحقيق ذلك يكون خلال أقل من أسبوع ولكن المقابل بيع الشاب وطنه وأهله وأصدقائه والارتباط مع المخابرات الصهيونية وتقديم كل ما لديه من معلومات لهذا العدو الغاشم, ويستمر هذا التعاون على مبدأ الخيانة بكل المعاني حتى لم يعد الشاب يستطيع إحضار ما هو جديد لصالح المخابرات, فتسحب منه الأوراق والتصاريح ويعود إلى المكان الذي جاء منه مُحَيداً على الأقل عن التفكير في وطنه وقضيته العادلة.

 

أما الجزء الأخير والذي يدل على النوايا الصهيونية السيئة لدى أفخاي أدرعي أن لديه صفحة أخرى يدعي أنها ليست له, تقوم بحرق وتشويه كل من لا يستطيع الاستمرار في الخيانة ونشر كل القصة وكيفية الارتباط لذلك الشاب, لينتقل به من صاحب مشكلة اجتماعية إلى إنسان فلسطيني مُحطم تماماً لا يقوى على فعل شيء, وهذا يستعدينا لبذل مزيد من الجهود في المستويات الرسمية والشعبية وفي المؤسسات التي تعمل لخدمة المجتمع المدني وفصائل العمل الوطني لكشف مثل هذه الممارسات الصهيونية إنقاذ هذه الفئة الأكثر أهمية في أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني, وإثبات أن نوايا الصهيونية وعن طريق أصحابها أبداً لن تتغير وهذا الكيان سيبقى مجرماً بحق شعبنا وأمتنا.