بيان هام (القدس 2) صادر عن أسرى الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

أسرى الشعبية: انتصار أهلنا في القدس على الإجراءات الصهيونية انتصار معنوي تاريخي يُوسّم باسمهم

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

بيان هام (القدس 2) صادر عن أسرى الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

انتصار أهلنا في القدس على الإجراءات الصهيونية انتصار معنوي تاريخي يُوسّم باسمهم

يا أبناء شعبنا الثائر... أهلنا في مدينة القدس الغراء،،،

نحييكم بتحية الوطن... تحية القدس... يا منهل الوفاء وحراس العهد والمقدسات... يا من تثبتون في كل جولة أنكم مصدر الإلهام وعنوان العطاء... فأنتم الثابت الذي لا تهزمه النكبات... ولا تضعفه النكسات... ولا تفرقه الانكسارات... متعالون على الجراح... عيونكم دائماً نحو الشمس... لا تلين لكم قناة.. فلقد أثبتم في معركة الأقصى الأخيرة عن عمق دفاعكم وأنكم بوصلة المسيرة نحو النصر... إن صمودكم وصبركم وصلابتكم وإصراركم على المضي قدماً نحو تحقيق النصر على الإجراءات الصهيونية ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى شكّل رادع لعنجهية الاحتلال وغطرسته التي عادت إلى جحرها مقهورة تجر أذيال خيبتها وخيبة قرارات الاحتلال الغبية العقيمة، فقد حملتم في هذه المعركة لواء الإرادة وشعلة الأمل وقّادة مشتعلة في قلوب الشباب والنساء والأطفال وكبار السن الذين خرجوا للدفاع عن المدينة والمسجد الأقصى، وقد تزامن مع ذلك خروج جماهير شعبنا في مختلف الساحات ومواقع الاشتباك في لوحة وطنية ولحمة وتلاحم لا تدل إلا على أن هذا الشعب مفعم بالإمكانيات الهائلة والتي يحاول المغرضون والمنهزمون والأوسليون والمنقسمون احتجازها للسيطرة عليها ومحاولة تدجينها وتوجيهها نحو معارك لا طائل منها ولا تخدم إلا الاحتلال.

فلقد أثبتتم في هذه المعركة بدمائكم وبالممارسة التضحوية وبالثبات على الأرض والالتفاف حول المقدسات أنكم أصحاب السيادة الحقيقية، وأنكم جديرون بالدفاع عن أعدل قضية عرفها التاريخ، فقد كان مشهد إزالة البوابات الحديدية من أمام مداخل المسجد الأقصى بمثابة انتصار معنوي تاريخي يُوسّم باسمكم وسيظل شاهداً على بطولاتكم وعلى تحديكم لغطرسة الاحتلال في هذه المعركة الباسلة، والتي لم تلبسوا فيها رداء الفئوية أو الحزبية القاتلة التي تشق الصف وتحطم الإرادة والمعنويات وتحط من قيمة تضحياتكم وتحيد عن طريق الصمود والانتصار والثوابت، بل لبستم رداء الوحدة الوطنية والدفاع عن الهوية والمقاومة.

جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات،،،

إننا في منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمام هذا المفصل الهام من تاريخ شعبنا من انتصار أهلنا في مدينة القدس على إجراءات الاحتلال نؤكد على التالي:

نهنئ باسم الحركة الأسيرة جماهير شعبنا وأهلنا في مدينة القدس بانتصاره في معركة القدس والمقدسات، فقد وجه هذا الانتصار رسائل للقاصي والداني أن شعبنا هو المقاوم الأول والأخير رغم محاولات البعض التقليل من هذا الإنجاز والدور وسرقة الانتصار لحساباته الفئوية وأجنداته الخبيثة ومحاولة استعادة شرعيته المفقودة والمتاجرة الخاسرة من جديد ببرنامجه الذي يحاول إغراق شعبنا في دائرة الياس والإحباط، ويتعارض مع ثوابت ومصالح شعبنا. وبذلك شكّل هذا الانتصار اختبار لقوة وإرادة الجماهير العتيدة وأنها كانت وما زالت وستبقى الوفية دائماً للمبادئ، وأثبتت قدرتها على مواجهة العواصف والعراقيل التي وضعها الاحتلال متصدياً لمحاولاته الخبيثة لإيهامه بضعفه مختبئاً وراء ترسانته المدعومة من أمريكا والرجعية العربية.
ضرورة خلق جبهة وطنية عريضة تضم في ثناياها كافة الأحزاب والحركات والمؤسسات والشخصيات الوطنية لتكون الحارس الأمين لقضيتنا وتعمل على إعادة إحياء المشروع الوطني وإعادة الاعتبار لكفاح شعبنا ومقاومته الباسلة، فالمطلوب تشكيل حالة وطنية ثورية تتجاوز التناقضات الثانوية الحزبية والقيادات السلبية المتكلسة والمتقوقعة في نهج التسوية والتفريط. حالة وطنية ترتقي لمستوى تضحيات وعظمة هذا الشعب وتحفظ حقوقه من خلال إشراكه واستثمار قدراته وإمكاناته في مواجهة الاحتلال.
ضرورة وضع النقاط على الحروف لإعادة الاعتبار لنهج المقاومة والانتفاضة، وهو الذي يتطلب إعادة صياغة برنامج وطني كفاحي يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح.
ضرورة العمل على تعزيز صمود أبناء شعبنا خصوصاً في مدينة القدس، وإنقاذه من جحيم أوسلو والتزاماتها الاقتصادية من خلال العمل على إحياء اقتصاد وطني مقاوم يعمل على مساعدة أبناء شعبنا للخروج من أوسلو ومن دائرة المغريات والإذلال والإفقار والتهميش.
نحو العمل على ردع الفساد الذي يستشري في المؤسسات  الفلسطينية والتي تحتاج إلى حرب بلا هوادة تبدأ بمواجهة الفساد السياسي وكل محاولات الترويج لثقافة التطبيع والاستسلام والهيمنة والاستفراد بالقرار.
فلتكن المعركة القادمة هي معركة استعادة الوحدة الوطنية والتي يجب التقاطها كضرورة وطنية ملحة والعمل عليها دون تأخير، وأيضاً معركة التصدي لانحراف البوصلة واقتلاع نهج أوسلو وفي مقدمته التنسيق الأمني من جذوره، ومواجهة تجار الوطن من الكمبرادورات المرتبطة علائقياً مع الاحتلال، وجماعات المصالح التي تتغذى على استمرار الانقسام.
أيها الصامدون رغم جفاء الظروف،،،

إن التضحيات الجسام التي تقدمونها على مذبح العودة والحرية، وانتصاراتكم الميدانية على الاحتلال تؤكد أنكم الأجدر بحمل مفاتيح هذا الوطن لا غيركم .. ثقتنا بكم عالية على الدوام... وواثقون أنكم قادرون على تحطيم هذا الكيان الهش المزعوم بانتصارات ميدانية جديدة.

عاش نضال شعبنا الباسل... وألف تحية وإكبار للشهداء الأبرار.. التحية للقدس وأهلها وإنناً حتماً لمنتصرون

 

قيادة منظمة فرع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال

الأحد 30/7/2017