عن النطف المهربة وقيمة الحياة التي تقهر السجن والسجان

الاسير ثائر حنيني يكتب "ملتقى الحرية والحياة"

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

في صهر الحديد تنبلج حياة مفعمة بالأمل من أعماق ديجور ظالم، ينبعث من البعيد صراخ طفلِ إنها صرخة حرية، إذ ما أن يتأتى حروفه الاولى حتى يقول أنا أسمع أطهر تجليات الحرية، أنا حلم أبي الأسير المؤبد الذي استحال حقيقة من نور ووطن، هو عهد الشعب الصامد الذي لطالما فاجأ العالم بإصراره على حقه في الحياة رُغم الاحتلال وويلاته، وعنصريته، وسياسته التعسفية التي يواجهها ويتحداها يومياً على وجه الخصوص الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني.

إذ عندما يواجه الأسير سجانه في الحياة والأمل وأحلام الحرية، فإن هذا يعني حتماً هزيمة السجان المحتل إنسانياً وأخلاقياً عندما يصمد الأسير أمام آلة القمع والاضطهاد، عندما يختلق حصار وحديد وأبواب وأسلاك عدوه الشائكة ليهرب ذرة من ذرات حريته، فإن هذا يعني بالضرورة نصراً يلوح من ضحكة طفل وُلد من أم صابرة وأب أسير محكوم بالسجن المؤبد داخل سجون الاحتلال العنصرية منذ ما يقارب الـ7 سنوات، قرر احد الأسرى الفلسطينيين والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد عدة مرات مواجهة مصيره ومستقبله المجهولان وتحدى سجانه بإقدامه على توجه غريب وجريء في مواجهة عدوه وذلك عبر تهريبه لنطفة بطريقة معينة وآمنة لزوجته بعد أن كان قد اتفق معها على ضرورة كسر حصار اليأس والقهر، لطفل تنجبه هي من خلال التلقيح في مركز طبي متخصص في هذا المجال، وهذا ما حدث إثر عدة تجارب فاشلة حدث أن  انجبت الام حرية زوجها على طفل يشبه أبيه الأسير حدثت المعجزة بل الحرية بل الحياة وصرخ الطفل، وبكى، وضحك، وكبر وتأتأ اسم أبيه ،وحبى، وزحف ثم وقف وخطى ثابتاً صامداً قوياً  ّهو ابن الحرية وما أن نجحت تلك التجربة حتى حذا مجموعة من الأسرى المتزوجين والمحكومين بالمؤبد وأحكام عالية حذو رفيقهم الأسير لتخترق نطفه الطاهرة الصارخة بالحرية أسوار الظلام والظلم لينجبوا آمالهم وأحلامهم، فمنهم من رزق بطفل بهي ومنهم من رزق بطفلة آسرة الجمال ومنهم من رزق بتوأم.

أطلقواعلى اطفالهم أسماء مفحمة بمعاني الوطن والكفاح منهم من أسمى طفلته (حرية) ومنهم من أسمى ابنه (نضال) أو (محرر) أو (أسير) لينتصروا بالنهاية على سجانهم الذين ومن شدة غيظه أثر هزيمته وانكساره أمام الحياة والأمل حرم هؤلاء الأسرى الآباء من معانقة وزيارة أطفالهم بحجة أنهم ليسوا ابناءهم بل ليسوا شرعيين على الإطلاق ففي عرف الاحتلال الظالم لا شرعية للفلسطيني المخرب لا يحق له بممارسة الحياة وانجاب المزيد من المخربين إلى أن هذا المحتل العنصري خضع بالنهاية لإرادة الاسير الفلسطيني التي لا تقهر وعجز عن منعه لتهريب نطفة الحياة والأمل والحرية.