بقلم الأسير صلاح حسين

فلجات في الشهداء

المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

الشهداء أنتم ... صرخة كسرت جدران الصمت ....أفعال سبقت القول بأميال ...جسوراً بين الأحلام...بيارق لا تزال تخفق على الوطن .... حراس الفكرة في الوجدان ..صور المجد الخالدة في الأذهان ، أوتاد رسخت الحق في الوطن واحات في الصحراء ، مشاعل تنير الليل وتبدي مجاهيل الظلام ، عيون تحرس الثوابت وسيوف تجاهد ، قلوبنا نخوا لكم وعقولنا وعيكم وفعلنا من سابق أعمالكم فينا فعلكم تجسد يعلم بأن القول قبل الفعل لوم وتعلم الفعل جسم نظير الفعل حين نكتبكم نرى صورا لكم بدلتموها  حياة قادمين وقاع الكون وسطوعكم الشمس التي لا حدود لكم ، تعبرون من الردى كأنكم فولاذ ارادتكم ، كأننا ارداة شعب تكثفت فكرة وصارت ثورة ، وسلاحكم نيران ضد العدا كأنها تفتح الضم التي نال في كفاح بقائكم ترد المتطفلين ذكاوة ، يختم بأيدينا خلف التراب  ، فهو من جذب اليه العاشقين في دفئه ربما أو لأرواح تعاشقت فينا وفيه ، حملتكم وتعمل فينا على حملنا فقد أصبحتم الأرواح التي تقيم فيه ونحن نعشقها لستم ميتين فأنتم فينا تعيشون وربما هي خططكم وأفكاركم تبني وعينا وتسير فينا والمآل لما فعلتم فالفعل لكم والفكرة فينا ستمسي فعلا لنا وتخلد في القادمين فهذا ديدن الحياة التي رسم فينا ، لو تعاكسنا أو تفارقنا فلن يكون غير كيان مجسد منذ الأزل يجمعنا ولو حرف الضباب أقران منا فوفاءنا للعهد سيقض مضاجعنا وان متنا ففي عوالم الغي سينفخ في أرواحنا ويحينا

 

أيها الشهداء من الأسماء ما تفرقت بين الأجساد وصانت عهدها رغم الاندفاق من الأرحام التي أرضعت أمهاتها ربا وعشقا وهيام وغسلتها بتراب الأرض وزينت رؤوسها بتيجان الربيع وتأنت بالقطاف فكم جسدا لاسم شهيد حمل اسم علي أو جهاد أو اسم رائد أو جورج أو مصطفى أو تغريد أو سناء أو اسم فاطمة واسم نضال واسم غسان واسم جمال واسم محمد واسم ميلاد واسم عدي ووديع ومحمد وجبريل ويامن وعائشة وامنه وشادية ناصر وأيمن مفيد ويعقوب هي الأسماء نفسها تعبر بين الأجساد تسجل مراحل بطولة واباء وشموخ لأنها بالتراكم أنسب أساطير تغوص في قعر الأرض وتعانق عنان السماء لتبني قبتها ولتنبئ بأن الأرض والسماء والهواء والبحر وطن للأحرار وليس للغزاة والمرتزقة والمارتين فالأرض لمن غرس النبت وصان العهد وحمل للعدالة بين الأهل سيفا ورمحا وقلم وصان الوصاية وحفظ الكرامة وناد بالود وحاش الفساد .

 

أيها الشهداء تتقبل الكلمات في حضرتكم وتطغى على معانيها معانيكم فأنتم خير الوجود وخير القلوب وخير المتشكل في العدم أنتم الأسماء حين تصبح قيما تنمو في رأي الأجيال غصونا تحمي من الانحدار.

 

لكم المجد وعلينا الوفاء بالثبات على الدرب حتى تلقونا أو نلقاكم .