الوفاء لزوجات الأسرى ودورهم البطولي

بالفعل والبطولة رائدات وراء الستار بقلم الأسير القائد وائل الجاغوب

الاسير القائد وائل الجاغوب
المصدر / بقلم الأسير وائل الجاغوب، مركز حنظلة للأسرى والمحررين

التجربة النضالية الفلسطينية بكافة محطاتها شهدت دوراً مميزاً للمرأة الفلسطينية عبر المشاركة الفاعلة المباشرة بالفعل المقاوم بأشكاله المتعددة والمختلفة وبفعل الصمود وانتاج مقوماته المادية والمعنوية فالمرأة رفيقة النضال والكفاح الام التي تمثل حالة صمود يومية مصدرا ملهما لأشكال المقاومة والتصدي  فهي ام الشهيد والاسير والمصاب وان يرفعوا الصوت عاليا ضد القهر والظلم والاضطهاد

الزوجة التي تعبر عن استعداديتها النضالية العالية للتضحية وانتاج عوامل الصمود والاخت والصديقة انها بتكثيف المناضلة الحقيقية على كافة الجهات والغائبة الاولى عن ترجمة هذا الدور المميز للمستوى السياسي والتنظيمي والثقافي بعيدا عن الاضواء او المشاركة برسم السياسات واتخاذ القرارات

 وأود هنا ان اركز على دور زوجة الاسير بالأخص، زوجة الاسير التي تجد نفسها امام تحدي قاسي بعد اعتقال زوجها تصبح الاب والام في آن واحد تربي الاطفال وتؤمن مصادر العيش وتتابع شؤون الزوج وتواجه التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتمارس معاني الوفاء والاخلاص بشكل ابلغ من كل وصف، فكم زوجة طلبت الانفصال على ضوء الاعتقال (عدد محدود جدا) كم زوج اسيرة تحرر وتتزوج مرة اخرى (العدد اكبر بكثير) فالوفاء قائم لدى المرأة غالبا اكثر من الرجل المحمي بالتقاليد والنظرة، بذات  الوقت فان زوجة الاسير تساهم بالنضال لدعم الاسرى وتواجه الالام والاشواك واسقاطات الغياب النفسية  والجسدية يوميا وتنجح بالتربية والمواجهة والصمود وهناك  الالاف من التجارب التي جسدتها زوجات الاسرى والتي لم يسلط الضوء عليها جديا  ولم تلقى الاهتمام الذي تستحق ووراء توصيف زوجة الاسير انسانة مناضلة باسم وفعل ودور بطولي ونجاح وتضحية تبقى مغيبة في ظل الوصف البطولي للاسير، كم كان دور المراه هاما وكم كان من التجارب التي نعتز بها.

الزوجات مسؤولات الاسر ولعبت دور الام والاب ،عند الحديث عن المرأة وما تلاقيه نتاج اعتقال الزوج بالاخص يمكن ان نشهد بالحديث والتوصيف، لكن تبقى هذه التجربة النضالية مغيبة رغم انها تشكل فعل البطولة بحق بالضرورة عدم ابقاءها في ظل بطولة الاسير فهي حالة مميزة قائمة بحد ذاتها.

والسؤال هنا هل قمنا سابقا بتكريم زوجات الاسرى على الدور والفعل المقاوم وسيرتهم هل قمنا بتسليط الضوء اعلاميا عليهن لتسجيل هذه التجربة الرائدة؟ وكم هي الاعمال الثقافية التي تناولت هذه التجربة النضالية؟، وهل توصلنا وساهمنا بتوفير عوامل الصمود اللازمة والدعم والمساندة؟

 اعتقد ان هناك تقصير على هذه الجوانب والتقصير الاخر يتعلق بالتوعية لمكانة ودور حقوق المرأة وتعزيز النظرة،  فحين نصل للممارسة فيما يتعلق بالمرأة تكتشف مباشرة منظومة من التطورات والقيم السالبة وللاسف فقد كان للأسرى دورا لاتجاهين الايجابي والسلبي تقديرا ووفاءا وهجرانا وتنكرا والتقصير المضاف للقوى  السياسية العاملة والتي يقع عليها واجب الدعم والمساندة ليس المادية فقط بل عبر العمل على تقديم هذه النماذج النضالية التي تمثل نموذجا لصمود والتصدي وفتح المجال امام الفاعلات للتطور باطار العمل السياسي والاجتماعي والتنظيمي وتوفير عوامل النجاح.

ان صمود زوجات الاسرى والامهات والشقيقات هو فعل بطولي مميز قائم بذاته وبهذا اليوم، يوم المرأة العالمي فان تناول تجارب زوجات الاسرى هام حيث يجب ان لا تبقى المرأة تمارس دور البطولة في ظل فعل بطولي اخر بل هي فعل رئيسي هام ومؤثر وتجربة تستحق التسجيل والنشر وأخذ حقها الكامل.