بقلم الأسير وائل الجاغوب

نهاية عام سعيد وبداية عام جديد أسعد

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

  المعتاد الحقيقي عن نهاية عام التوقف عمّا تحقق من الأحداث والتغيرات التي حملها العام الذي انصرم، لكن لا نتوقف أمام ما لم يتحقق وبقيّ عالقاً، وهذا ما أحاول أن أتناوله عبر هذا المقال:


أولاً: الوحدة و الانقسام

نراوح بداية المكان، نبادر ونصدر التصريحات، ولكن الواقع في مكان آخر تفشى الانقسام ومفاعيله في الواقع باتت أقوى من نوايا والدوافع، لذا فإن عام 2016 هو عام آخر من عمر الانقسام، وعام آخر من المبادرات والاضطرابات، عام 2016 الوحدة لم تتحقق.

ثانياً: الانتفاضة إلى الفعل الطبيعي

لم تتصاعد ولم تنتهي، لم نلتقطها ولم نتركها، لم نستطع دعمها بما يجب، ولم نخضّ المطلوب، اختلفنا فقط على توصيفها، هذا فعل انتفاضي، انتفاضة،   واستمر النقد الممارس لدور القوى على يد جيل انتفض ضد الاحتلال، ضد الظلم وضد تجاهله وضد الامر الواقع وضد الكلمات الكبيرة والأفعال المتواسطة، لذا فإن عام 2016 عام النقل الرمزي وعام ضياع اللحظات واتساع نطاق الفعل الانتفاضي لم يتحقق.

ثالثاً: الخطابات الرنانة  والكلمات المنفوخة

لم نتنازل عن  بث  الاعمال العريضة والأهداف الكبيرة من خطاباتنا، عام الدولة؛ مضى منذ سنوات، وعام تحرير الأسرى؛ جميل، وعام الخطوات الباقية البسيطة للوصول للقدس تأتى، فإلى متى سيبقى ثلة من السياسيين يسيطرون بخطب على العقول بلا نقد ولا توقف ولا إشارة أو السؤال عام الدولة كيف؟ عام مقاومة الاستنهاض كيف؟ وغيره، لذا فإن أعوامنا باتت تحمل رفات كالأعوام الصينية فخطاب العقل لم يسود ولم يتحقق.

 

رابعاً: عام الاستيطان

انه عام آخر من الاستيطان توسع وانتشار ورفض من قبلنا والعدو يحاور نفسه وغياب ثقة وفعل المواجهة، يبنون بؤر؛ ننحت شعار! يرفعون جدار؛ نتراجع عن الشعار! فعام ايقاف الاستيطان لم يتحقق.

خامساً : عام الديمقراطية

زاد حصار حرية الرأي لا تظاهرات لا حراك جماهيري وان حاولت رفع الصوت او الالتحاق بكوكب المضروبين تُضرب ولا يهم شاب او شابة صغير أم كبير، اعترض بينك وبين نفسك، تمنى، فنحن ديمقراطية غابة العصي ويبقى الحلم الديمقراطي والحلم النضالي نحو عام لم نتقدم به على هذا المستوى بل تراجعنا  وسلامنا لكل من أصيب، والديمقراطية لم تتحقق.

سادساً: قرارات المجلس المركزي المنسية

أيضاً انه عامها اذا مازلنا نؤكد انه كان يجب توقف التنسيق الامني وغيره من القرارات التي تكلف من عملوا عليها عناء صياغتها، يبدو ان تنسيق قد زاد لهذا لا يراوح المكان كما قرارات المجلس المركزي التي تحتفل بعد قليل بعامها الثالث، قرارات المجلس لم تتنفذ.

سابعاً: عام انهاء الاعتقال السياسي

لم ينتهي الاعتقال السياسي بقي، وهناك من هم منذ سنوات بالاعتقال، ولم يغلق هذا الملف، ربما لا يُذكر كثيراً أيضاً ولم يتم اغلاق الملف الاعتقال السياسي عام 2016.

ثامناً: جرائم ضد المرأة

أيضاً لم نستطع ان نحارب جرائم الخطف والقتل بحق المرأة، بالأخص لم نضع هدف لم نعمل مجتمعياً، توعياً، ثقافياً، وقانونياً ضد الممارسات لذا فإن حقوق المرأة عام 2016 لم تتحقق.

 

تاسعاً: الاقتصاد

لم نعمل على الحد من الالحاق بالتبعية الاسرائيلية لم نحاول ان نغذي قواعد الاقتصاد الوطني المُنتج بل اقتصاد السوق الحرة ، البطالة المقنعة منها وغيرها، لم نحاول ان نحدث تغيير، ان نلائم الامكانيات، و أن نراعي ونحاول العمل ضمن رؤية اقتصادية اخرى وايضا هذا عام آخر لاتفاقية باريس الاقتصادية .

عاشراً: غزة الحزينة

عام آخر على حصار غزة الذي بات أمراً واقعياً ومليونيّ انسان فلسطيني تحت الحصار في بقعة جغرافية لا تتعدى 365 كيلو متر مربعاً، ومأساة انسانية  قائمة، فإنه عام آخر من الحصار والجوع، ولا جديد والحصار لم ينتهي، إن هذه الأمور لم تتحقق، لم يحمل بها عام 2016 جديد ولم تحقق لا أدري ربما عكس ما لا يتحقق.