في الذكرى السنوية لاستشهاد فادي حنيني

(لك فادي) كلمات من رفيق الميدان والنضال ثائر حنيني إلى روح مهندس كتائب ابو علي مصطفى

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

لك فادي...

 شهيداً ورفيقاً وحياً في أبد الآبدين ..فادي عذراً فلم تمهلنا الشمس بقية من شعاعها لنلتقي مرة اخري.. عذراً مرة أخرى فالوقت غادرنا دون أن يترك لنا فرصة أن ترى إشعاعه  الشمس تنبعث من عينيك لحظة أخرى تنبعث فينا وبنا وفي عقولنا الامل والحياة والسعادة ... عذراً فلن تبقي الا حروف اسمك حتي ننطق بها وينشر جيلاً كاملاً بما حمل صاحبها من كل معاني العظمة.. بما حمل لهم من أخلاق وحباً لهم جميعاً.. فادي أجبنا الآن فقد جلسنا طوال الليل نناديك أجبنا هل رحلت عنا فلزال صدى كلماتك تتردد في عقولنا وقلوبنا وكل أنحاءنا ابدا فأنت لم ترحل عنا وإن كنت رحلت فذلك نعلم أنه رغماً عنك وأنك لم ترد يوماً ان تتركنا هكذا وترحل فكم يتعذر علينا وداع أعزاء علينا قائلين رحل قمراً آخر لماذا سنبقي نحترق بذلك  الرحيل نود لو استطعنا أن نصبح اقماراً حتى لا نشعر بما نحن عليه وانت كالقمر تصعد هناك أمامنا مرة أخرى ولم ترحل.

 فادي..

 ستبقى حياً فينا تنبض قلوبنا باسمك وفعلك وروحك ابدا.. فادي من قال انك مت من يجرأ على ذكر اسمك والموت سويا فانت لم تمت لأنك سيد الاحياء، بل كافر من ينطق باسم الموت ليوصف رحيلك عنا فأنت لم تمت لا لم تمت فإنما شهيداً صعدت الى عنان السماء فأنت نجماً متألقاً يتلألأ ليطل علينا من هناك فرحيلك لم يطفئ ولا يمكن ان نطفئ شعلتك التي اضأتها يوماً بيننا نوراً نستعدي بها ظلمات ليلنا ورحلت عظيمنا فادي هل يُعقل ان لا نلقي عليك تحية الصباح مجدداً؟؟

وهل يمكن أن لا نعطي عيوننا شمسك من جديد ولكن وإن  أردنا رؤيتك فماذا نفعل هل ننظر الي صورة لك هل تكفي بالغرض؟ وهل نقارن  بصورة لك  بأصلها الطاهر العظيم بأصلها النقي الرائع.. فماذا نفعل.. فهل نبكيك يا عظيم.. هل نحزن نغضب هل نكشف عن جرح في  قلوبنا فرحيلك هل يعقل ان ترحل؟  وعندما كدنا نبكيك تأملنا لحظة بعظمتك  التي ذكرتنا بان الرجال العظماء لا يبكى عليهم.. وفعلاً هل يبكى العظماء! هل يبكى الأعزاء! هل يبكى الخالدين فينا جمعيا وابدا؟!

متسائلين جميعاً ماذا نقول لك وانت لم تترك لنا اي  كلمات ماذا تركت لنا لتقول    أبلغ من كلماتنا  احلى من كل حناجرنا فما ابهاك  وما اروعك وما اصفاك، عذراً لك يا نسمة الريح العليلة عذراً لك يا رائع متألق في قلوبنا وعقولنا، عذرا يا معلماً وصديقا ويا رفيقاً، ما نفع الكلمات من ذهب وما نفع ان نبقى احياء الاّ ونبني لك لنهجك  مقراً ورمزاً  ونبقي على نهجك ونزرع لك زهرة وقصيدة أو كلمات والاهم نزرع روعتك وعطاءك وحبك للناس لتكون لذكراك الوفاء والامل والعزاء لفراقك عنا لكنك لم ترحل ولن نسمح أن ترحل فأنت الحي فينا ابدا وبلا حدود.

 أمّا انتم أهل  رفيقنا وشهيدنا ولكم كل قلوبنا وكل  افئدتنا كل اعمارنا كل ارواحنا فداء لعزيزكم العظيم فلا تبكوا طويلاً لان من يترك هذا الأرث لا يُبكى وله احبته واعزاءه واصدقاءه الغاليين عليه.

لكم انتم السلوى والقوه في قلوبكم وعقولكم واذهانكم دائما وانطقوا باسمه دائماً لأنه خير من يُذكر وخير من يحصد القلوب.

 عظيماً كنت وعظيما رحلت وقريبا ستبقى نجمة في سماءنا ولن ترحل