المعتقلات الصهيونية

تقرير خاص لموقع "حنظلة" حول السجن أو السجون الصهيونية وتركيبتها وإعدادها ومواقعها

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

تنتشر السجون والمعتقلات الصهيونية منذ نكبة فلسطين عام 48،  والتي تحمل جدرانها ذاكرة ومعاناة الأسرى التي كانت ومازالت مستمرة،  وبين جدرانها سُطرت ملاحم نضالية من دم ولحم وسطر خلالها الأسرى بصمودهم وثباتهم.

عبر هذا التقارير نحاول أن نطل على واقع هذه السجون أماكنها وتركيبتها وإعدادها وتوزيعها:

سجن النفحة " الشهداء":

يقع سجن نفحة في صحراء النقب، ارتبط اسمه بموقعه بوادي نفحة، افُتتح بداية ثمانينيات القرن المنصرم، وخاض به الأسرى الذين نقلوا إليه واعتبروا حينها نواة الحركة الأسيرة الصلبة إضراب نفحة الشهير، والذي ارتقى خلاله الأسرى ( راسم حلاوة، باسم الجعفري شهداء)،  وعام  1983  استشهد الأسير ( اسحاق مراغه (أبو جمال))  متأثرا بإصابته أثناء إضراب سجن نفحة حين حاولت إدارة السجون تغذيته القسرية ليغدوا الاسم الذي يطلق على سجن نفحة منذ الإضراب "قلعة الشهداء".

منذ أن تضع قدمك السجن تشعر بالرغبة ربما مما سمعت وما شكّل اسم السجن  من حضور لدى كل إنسان فلسطيني عربي مناضل من حكايات ونضالات وتحديات لا تهاب السجان ولا تلتفت لغلاظتها، تتأمل فقط الزنازين التي وضع الأسير الجديد بداخلها وبجانب آخر للمغادرين ثقل أو للمحاكم، لكن أبرز ما يُحفز ذهنك ما يروي عن السجن وما تشعر به من صلابته.

        يتألف السجن من مجموعتين الأولى يطلق عليها الأقسام القديمة، وتحمل اليوم أرقام من واحد إلى أربعة يتواجد فيها قسم واحد راهناً أسرى حماس، وقسم اثنان مغلق بعد أن تم مداهمته ليلاً قبل عدة أشهر ونقل كل الأسرى الذين بداخله إلى الأقسام الأخرى، ويتألف قسم اثنين من ثمانية غرف تتسع كل واحدة إلى ثمانية أسرى وهو الآن قيد التصليح،  أما قسم ثلاثة وقسم أربعة يتواجد به أسرى فتح وغرفتين لأسرى الجهاد الإسلامي، يحتوي كل قسم على عشرة غرف تتسع الغرفة لعشرة أسرى والغرف ضيقة وبناءها قديم منذ بداية افتتاح السجن، أما تركيبة القوى السياسية فيتواجد به أسرى حماس في قسم 12و قسم 11 وأسرى فتح في غزة بشكل رئيسي وقسم 10 يضم أسرى فتح وغرف للجبهة وأخرى للجهاد، في حين يضم قسم 13 خمسة غرف لفتح وثلاثة للجهاد وغرفتين للجبهة وقسم 13 ثلاثة غرف للجهاد وغرفتين ديمقراطية وخمسة غرف لفتح .

أما الأقسام الجديدة تضم خمسة أقسام، ثلاثة أقسام كبيرة يتسع الواحد منها إلى 120  أسير، وهي أقسام ( 10+11+12 )، ويضم كل قسم عشرة غرف تتسع الغرفة الواحدة لعشرة أسرى وتعاني هذه الأقسام من سوء التهوية بالأساس، ومن عدم فصل المرحاض عن مكان الاستحمام، أما القسمان الأخيران منها قسمي ( 13و 14 ) تم افتتاحهما في عام 2003 يشمل كل قسم عشرة غرف تتسع الغرفة الواحدة لثمانية أسرى، لكن هذه الأقسام صغيرة الحجم يتواجد في السجن راهناً ما يقارب السبعمائة وثلاثون أسيراً، والذين يتعرضون خلال العام الأخير إلى حملة تنكيل عنيفة تحت يد إدارة السجن والتي هدفت بالأساس إلى تطويع السجن الذي يعتبر مركز الحركة الأسيرة حيث يتنقل معظم الأسرى من خلاله نهاية العام المنصرم، وأعادت افتتاحه بداية هذا العام وحتى الآن يعاني الأسرى في السجن من تبعات هذه الهجمة.

الأوضاع الصحية شبيهة بباقي السجون من الاكتظاظ وسوء التهوية ونقص مواد التنظيف، وباحات السجن الصغيرة، والمواد الطبية غير موجودة، ووجود طبيب أسنان وآخر عام فقط، ويحصل كل قسم على ثلاثة أسرى أسبوعياً لمراجعة الطبيب العام واثنين للأسنان.

سجن ريمون:

بدأ افتتاح أقسام السجن عام 2006 حيث افتتح قسمين ويعتبر تابع إلى سجن نفحة الذي يقع بجواره وبذات الموقع، وبعد فترة تم افتتاح باقي الأقسام وعددها 7 أقسام، وتحمل الأرقام من واحد إلى سبعة، ويضم كل قسم 15غرفة، وتضم كل غرفة ثمانية أسرى.

 راهناً، هناك تقسيم وفصل بين الأسرى خصوصاً  بين الأسرى المنتمين إلى فتح والمنتمين إلى حركة حماس، بالنسبة للأقسام يتواجد أسرى حماس في قسم 7 يضاف لهم ثلاثة غرف لأسرى الجهاد وغرفتين لأسرى الشعبية وقسم واحد تسعة غرف لأسرى حماس وواحدة للديمقراطية واثنتان للشعبية و ثلاثة للجهاد، أما قسم أربعة يتواجد به أربعة غرف لأسرى الجهاد و المتبقي لأسرى حماس

والأقسام الأربعة الأخرى يتواجد بها أسرى حركة فتح وهي أقسام (2+3+5+6 ) مع وجود غرفتين للاسرى المنتمين للجبهة في قسم 5.

يشمل أيضا سجن ريمون خمسة زنازين تتسع الواحدة لأسيرين، إضافة إلى قسم العزل الانفرادي وتتواجد في كل قسم زنازين لكل أسيرين.

 أما بالنسبة لأوضاع السجن الصحية فالمعاناة الرئيسية من الحشرات ومماطلة إدارة السجون بإحضار دواء الرش اللازم، وما تسببه حشرات مثل البق من عذاب الأسرى، بالإضافة إلى انتشار الفئران وبعض أنواع الزواحف، والمعاناة  المتواصلة ترتبط بالأوضاع الطبية، والمماطلة بإجراء الفحوص والعمليات الجراحية، ورفض إدارة السجن السماح بإدخال أطباء من خارج جهاز مصلحة السجون لفحص الأسرى الذين يعانون بالأخص من أمراض مزمنة.

 ويعتبر اليوم سجن ريمون من أكثر السجون استقراراً نسبياً مع وجود تهديد دائم من قبل إدارة السجون لاستهداف الأسرى في السجن، وهذا ما بدأ يتصاعد خلال الفترة الأخيرة من ازدياد المداهمات للغرف والأقسام والتلويح بإحضار وحدة القمع " الماتسادا" ومداهمة الغرف وتهديد الأسرى بحرق الغرف التي ستداهمها الوحدة.

شهد السجن مؤخراً حالة استشهاد الأسير حمدونة وقدم الأسرى مطلب توفير سيارة إسعاف تتواجد بشكل دائم في سجن نفحة وريمون للحالات الطارئة بالأخص انه يوجد في سجن ريمون عشرات الأسرى الذين يعانون من الأمراض المزمنة

سجن هداريم:

على مقربة من قرية " أم خالد"  وعلى حدود قريبة من مدينة طولكرم، افُتتح نهاية عام 1999 حيث يضم السجن سبعة أقسام قسم واحد للأسرى الفلسطينيين و العرب السياسيين والأقسام الستة المتبقية جنائيين استخدم منها قسمين لسنوات  للأسرى السياسيين، قسم أربعة وقسم ثمانية تم إغلاقهما لاحقاً، وتبقى قسم ثلاثة الذي يتواجد به الأسرى السياسيين حتى الآن، ويضم القسم أربعين زنزانة تحوي كل زنزانة ثلاث أسرى تتكون من طابقين وكل طابق يحتوي على عشرة زنازين، ويتوفر للأسرى خارج الزنازين ثمانية حمامات حيث أن الاستحمام يتم خارج الزنزانة التي يتواجد بداخلها مرحاض.

 استخدم القسم بما يطلق عليه العزل الجماعي حيث انه منقطع تقريباً عن التواصل مع السجون الأخرى، وتركيبته ثابتة نسبياً وقد تواجد  به العديد من قيادات الحركة الأسيرة مثل الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات والقيادي مروان البرغوثي، والقيادي في حركة حماس عباس السيد وغيرهم، ويعاني الأسرى في السجن من حالة انقطاع، ومن شروط حياة يومية سيئة، ويتواجد بداخل القسم مطبخ فقير يستخدمه الأسرى لإعداد الطعام جماعياً،  وشروط الحياة الصحية والطبية لا تختلف عن باقي السجون، ويتواجد عدد الأسرى المرضى  داخل القسم، بالإضافة إلى معاناة ما يقارب من ثلاثين أسيراً من الكوليسترول وضعف الدم وغيرها من الأمراض.

سجن جلبوع:

اُفتتح السجن عام 2003 وعرف حينها بأنه أكثر السجون قمعاً للأسرى واعتداءً وتعذيباً، وأُطلق عليه هو وسجن شطة سجن أبو غريب الفلسطيني.

ويتكون السجن من سبعة أقسام خمسة منها يتسع القسم لـ 120 أسيراً موزعين على 15غرفة وقسمين الواحد يتسع لـ 120 أسيراً.

 يتواجد راهناً الأسرى السياسيين في خمسة أقسام القسم رقم 1 إلى القسم رقم 5 يتواجد في القسم رقم 1 أسرى القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 48 ، حيث أقدمت إدارة السجون على فصلهم عن باقي الأسرى في هذا السجن.

        ومنذ عام 2003 يتواجد أسرى فتح  والجهاد الإسلامي في قسم 2، وفي قسم 3 اسرى حماس، وفي قسم 5 أسرى فتح والشعبية والديمقراطية، أما قسم4 فهو في التصليح الآن.

 تعرض الأسرى في قسم  3 قبل شهر إلى قمع عنيف على يد إدارة السجون، فتح خلاله الغاز المسيل للدموع عليهم، والاعتداء عليهم بالضرب، بالإضافة إلى معاناة الأسرى من سياسة الإدارة التي باتت تشدد على شروط الحياة اليومية  عليه.

أما أوضاع السجن على الصعيد الطبي فهو الأسوأ على مستوى السجون؛ فعيادة السجن لا تتوفر فيها أي متطلبات للأسرى المرضى من علاج ومتابعة وتحويل للمشافي.

 وقد اتخذ الأسرى خطوات تضامنية  نضالية عدة منها من أجل تحسين شؤون العلاج والمتابعة.

 يقع السجن بجانب مدينة بيسان، وهذا  ما يجعل الأسرى يعانون من درجات الحرارة المرتفعة صيفاً بحكم أن أجواء المنطقة حارة، وترفض إدارة السجون توفير نظام تهوية خاصة بالسجن مثل ما هو مقدم بالسجون الأخرى .

سجن عسقلان المجدل:

افتتح السجن في سبعينيات القرن المنصرم، وارتقى فيه عدد من الأسرى شهداء، وبمقدمتهم عبد القادر أبو فحم وعمر القاسم من دالية فلسطين.

        على مدار تاريخه شكّل السجن بالوعي النضالي الفلسطيني موقعاً نضالياً متميزاً.

تم استهداف الأسرى في السجن مرات عدة خلال انتفاضة الأسرى  اشتدت وتيرة الاستهداف، وتوجت في قمع الأسرى في عام 2003 وإنهاء عمل الأسرى في مطبخ السجن وتقسيم باحة السجن الشهيرة، ويوجد قسمين يتواجد بهم الأسرى السياسيين، وخلال العامين الأخيرين تم تحويل السجن إلى جنائي ولم يبقى بالسجن سوى قسم ثلاثة، والذي يضم  خمسة غرف ويتسع لأربعة وعشرون أسيراً، وغالبيتهم من الأسرى المرضى والذين يحتاجون إلى إجراء فحوصات دورية في المشافي، ويتواجد أيضاً في سجن عسقلان أيضا قسم العزل ويعتبر من أقسام العزل الأكثر سوءاً حيث أن مساحة الزنازين صغيرة، والباحة التي يتم إخراج الأسرى المعزولين إليها بمحدودية المساحة، إلى جانب التعامل السيئ من قبل إدارة السجون.

يعتبر عسقلان كسجن نفحة من القلاع التاريخية للحركة الأسيرة التي عمّدت بالدم والتضحية والصمود في تاريخ الحركة الأسيرة.