|رسالة الاسير بلال عودة|

في الذكرى الخامسة عشر على أعتقالي، أحببت أن أتواصل معكم من خلال بعض الكلمات التي أحببت أن أشارككم بها.

المصدر / فلسطين المحتلة_وكالات

سنوات تمضي وتمر والآمل لا يجف بعد، والصوت لا يموت، والحلم مازال يكبر لأرويه بماء الشوق والحنين، والحرية ما زالت تنادي من خلف ستائر الظلام. في هذا اليوم أخط بريشتي تلك الكلمات التي أعيد بها ذاكرتي الى الوراء لتضيء اجمل اللحظات التي عشتها وسط الآحبه حيث كنا نرسم البسمة والفرح معا ونحن أطفال لنحقق انتصارنا الأول، وأدفع بذاكرتي الى الأمام ليضيء نصفها الاخر الممتلئ بأجمل الأمنيات والأحلام التي نسجتها لحظة بلحظه بخيط الصبر خلف تلك القيود البائسة، تلك القيود التي تزيدني قناعة يوما بعد يوم بأن الحق مصيره الانتصار لا محاله.

أمي

أكتب الى أكثر الناس عطاء وصبرا، أكتب الى أمي المناضلة الجميله، التي ما زالت تجهز سرتها الساعة الخامسة صباحا منذ أكثر من خمسة عشر عام وهي تدق باب السجون والمعتقلات لتبحث عني، الى أمي التي تعبت قدماه من الوقوف أمام مقرات الصليب الأحمر الدولي، لترفع صوتها عاليا ولتقول لا لكل الانتهاكات التي نتعرض لها خلف القيد، ابتسامتك الجميله التي ترتسم على وجنتيك عندما أراكي تشعرني بالقوة والسعادة، فتلك القيود التي تفصلنا تنهار وتخجل أمام أرادة العزم فيكي يا سيدة الوفاء والاخلاص، يا سيدة العطاء. اليك يا حبيبتي أنحني اجلالا وتقديرا يا أجمل وأروع الأمهات.

فلسطين

في هذا اليوم أقف ومن حولي رفاق القيد والأسر، لنصرخ وبصوت عال، ولنرفع سواعدنا المكبلة بالقيود معا لنشير بها الى هناك، الى من تقاوم وتقف على جراح مضمدة بكرامة وعزه أهلها، الى تلك الارض الوفيه فلسطين.

فجر قادم

أيها الفجر المتوضئ في دماؤنا آن لك أن تكون الامام لصلاة الحرية، ليكون المحراب صمودنا والسماء جسر اللقاء بأرواحنا حين تمطر أحلاما فوق كوابيسنا، أيها الوطن الذي أسكناك قلوبنا لن تغلق الأبواب في وجوهنا، أنت لن تكون مشاعا ولو أرادوا لك ذلك، أنت الثابت وهم المتغير، أنت من تبقى وغيرك يزول أنت لنا ونحن لك، سنشق الطريق برسالة من عشقنا من جرحنا من قهرنا لنمسح عن مقلتيك بقايا الدموع والهزائم، ونقبل وجنتيك وسيأتي اللقاء من رحم الألم ويكتب النصر من ابتسامة وصبر وبقايا أغنيه ونحن حتما لمنتصرون.

فجر الحرية قادم لا محالة لرفيقنا الصامد بلال الكايد ولكل الاسيرات والأسرى.

بلال عوده سجن النقب 08.08.2016