الأسير حسين نصار

الأسير حسين نصار

من قرية مادما الواقعة إلى الجنوب من نابلس يَنحدر الأسير حسين فيصل نصار،ولقريته بإسمها وفعل أهلها معنى خاص في ذاكرة شعبنا فالبلدة الصغيرة الواقعة على مفترق طرق إستيطانية إنخرطت في الصراع تاريخياً بأرضها التي ترفض الإحتلال وبشرها الذين يقاتلونه ويتوافدون للسجون وعالم الشهادة تباعاً وما قصة حياة وإستشهاد إبن البلدة القائد يامن فرج وملحمة نضال وإعتقال إبنها الآخر حسين نصار وغيرهم أجيال من الشهداء والأسرى عن القارئ ببعيد.

ربما لأن الفقراء هم الأقدر على حسم خياراتهم و معرفة طريقهم للثورة أو لأن النضال الطبقي يتداخل جذرياً بالنضال الوطني في واقعنا وقد تكون سمات خاصه بشخص حسين هي التي قادته لطريق الثورة التي إنخرط في غمارها مُبَكِراً من خلال إنتمائه للجبهة الشعبية ومن ثم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التي كان أحد أبرز قادتها الميدانيين في منطقة شمال الضفة.

وككل الأبطال الكلاسيكين الذين عشنا معهم أو قرأنا عنهم جاء السجن في حياة نصار مرحلة على الطريق ومخاض عسير يُبَشِر بميلاد حُرية قادمة، فقد اعتقل بتاريخ 2003/8/30 وبعد تحقيق طويل حُكِم بالسجن المؤبد مدى الحياة تاركاً خلفه طفلتين باتتا الآن في عمر الشباب بينما بات هو كهلاً يواجه السجن وأمراضه ويهزم بالأمل آلام ضغط الدم وسُكَرِه الزائد وحصاوى الكلى وينتظر الحرية وهي كما يرى وتؤكد المدرسة السياسية التي ينتمى لها أنها حتمية وجزء أكيد من حركة التاريخ.