بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني..

الجبهة الشعبيّة: الحركة الوطنيّة يجب أن تكون بمستوى التحدّيات التي تنتصب أمام الحركة الأسيرة وحقوقها

يوم الأسير.jpg

مركز حنظلة_فلسطين المحتلة

أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اليوم الأحد، أنّ ما أقدمت عليه الحكوماتُ الصهيونيّةُ المتعاقبةُ من إجراءاتٍ وممارساتٍ قمعيّةٍ وترهيبيّةٍ بحقّ الأسرى، وصولًا إلى تصعيدها بمستوياتٍ أعلى بكثيرٍ في ظلّ حكومة نتنياهو - بن غفير – سموتريتش الفاشيّة، لم تفت من عضد الحركة الوطنيّة الأسيرة وتماسكها ووحدتها، من خلال الإجراءات والخطوات النضاليّة التصاعديّة المضادّة، وإعلان البدء الفعلي بالتحضير للإضراب عن الطعام مع قدوم شهر رمضان؛ ما حدا بإدارة مصلحة السّجون للرضوخ أمام إرادتهم، وتحقيق العديد من المطالب التي حدّدتها الحركة الأسيرة؛ إذ أوصلوا لنا رسالةً واضحةً من جبهة نضالهم المتقدّمة في مقارعة العدو: أنّ التمسّك بالأهداف والتوحّد خلفها والنضال من أجل تحقيقها، كلّها تشكّل إحدى أهم عوامل الانتصار على العدوّ مهما تعدّدت أشكال تفوّقه، ومهما كان مستوى عدوانه وبطشه وإرهابه.

وقالت الجبهة في بيانٍ لها بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني: "لقد سجّل الأسرى والأسيرات - وما زالوا - تاريخًا مشرّفًا وزاخرًا بالعطاء والتضحية والإيثار في سِفْر نضالنا الوطنيّ المستمرّ، حيث تُكثّف قضيّتهم جدليّة العلاقة بين الإنسان والحريّة، التي تنصهر فيها حريّة الفرد بحريّة شعبه على طريق تحقيق أهدافه الوطنيّة والتاريخيّة الكبرى في الاستقلال والعودة وتقرير المصير؛ ففي الوقت الذي نوجّه لهم تحيّةَ فخرٍ واعتزازٍ وتقدير، فإنّ هذا يدعو الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة لأنْ تكون بمستوى التحدّيات التي تنتصب أمام الحركة الأسيرة وحقوقها؛ وأوّلها الحقّ في الحريّة، وكذلك حقوقهم الإنسانيّة، وهذا يتطلّب أن تكون قضيّتهم على رأس أجندتنا الوطنيّة؛ قوًى وفصائلَ ومؤسّساتٍ ومراكزَ حقوقيّةً وإنسانيّة، وتلك المتخصّصة في قضيّتهم، بما يخرجها من دوائر الموسميّة وردّات الفعل، إلى العمل اليومي المتواصل، ويضعها أمام المؤسّسات والمحافل الدوليّة الحقوقيّة والقانونيّة والإنسانيّة؛ دفاعًا عنهم في وجه الإجراءات والممارسات الصهيونيّة وحقّهم الطبيعيّ في الحريّة".

مركز حنظلة ينشر بيان الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كاملًا:

بيان صادر من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

أبناءَ شعبنا الفلسطيني... أبناءَ أمّتنا العربيّة... أحرارَ العالم:

يحلُّ يوم السابعَ عشرَ من نيسان/ أبريل؛ يوم الأسير الفلسطيني، وما يزال يقبع ما يزيد عن 4900 أسيرٍ وأسيرةٍ في سجون العدوّ الصهيوني؛ بينهم الأطفال والمرضى وكبار السن، ومن تجاوز وشارف على قضاء أكثر من 40 سنةً متواصلةً في سجونه، في ظروفٍ إنسانيّةٍ غاية بالبؤس والمعاناة النفسيّة، وتعرّضهم للتعذيب بوسائله الماديّة المختلفة، والحرمان من العلاج، والعزل الانفرادي، وسحب الحقوق والامتيازات التي حصلوا عليها بنضالهم الدؤوب، ومواجهتهم الشجاعة لإجراءات إدارة مصلحة السجون الصهيونيّة، وغير ذلك من الإجراءات والممارسات القمعيّة التي تضاف لحرمانهم من الحريّة، والعمل على قوننة تلك الإجراءات والممارسات، وصولًا إلى إقرار قانون "إعدام الأسرى" الذي أُقرّ بالقراءة الأولى في محاولةٍ تأكيديّةٍ لوصم نضالهم بالإرهاب، وإخراجهم من دائرة كونهم أسرى حرية بالأساس.

إنّ ما أقدمت عليه الحكوماتُ الصهيونيّةُ المتعاقبةُ من إجراءاتٍ وممارساتٍ قمعيّةٍ وترهيبيّةٍ بحقّ الأسرى، وصولًا إلى تصعيدها بمستوياتٍ أعلى بكثيرٍ في ظلّ حكومة نتنياهو - بن غفير – سموتريتش الفاشيّة، لم تفت من عضد الحركة الوطنيّة الأسيرة وتماسكها ووحدتها، من خلال الإجراءات والخطوات النضاليّة التصاعديّة المضادّة، وإعلان البدء الفعلي بالتحضير للإضراب عن الطعام مع قدوم شهر رمضان؛ ما حدا بإدارة مصلحة السّجون للرضوخ أمام إرادتهم، وتحقيق العديد من المطالب التي حدّدتها الحركة الأسيرة؛ إذ أوصلوا لنا رسالةً واضحةً من جبهة نضالهم المتقدّمة في مقارعة العدو: أنّ التمسّك بالأهداف والتوحّد خلفها والنضال من أجل تحقيقها، كلّها تشكّل إحدى أهم عوامل الانتصار على العدوّ مهما تعدّدت أشكال تفوّقه، ومهما كان مستوى عدوانه وبطشه وإرهابه.

لقد سجّل الأسرى والأسيرات - وما زالوا - تاريخًا مشرّفًا وزاخرًا بالعطاء والتضحية والإيثار في سِفْر نضالنا الوطنيّ المستمرّ، حيث تُكثّف قضيّتهم جدليّة العلاقة بين الإنسان والحريّة، التي تنصهر فيها حريّة الفرد بحريّة شعبه على طريق تحقيق أهدافه الوطنيّة والتاريخيّة الكبرى في الاستقلال والعودة وتقرير المصير؛ ففي الوقت الذي نوجّه لهم تحيّةَ فخرٍ واعتزازٍ وتقدير، فإنّ هذا يدعو الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة لأنْ تكون بمستوى التحدّيات التي تنتصب أمام الحركة الأسيرة وحقوقها؛ وأوّلها الحقّ في الحريّة، وكذلك حقوقهم الإنسانيّة، وهذا يتطلّب أن تكون قضيّتهم على رأس أجندتنا الوطنيّة؛ قوًى وفصائلَ ومؤسّساتٍ ومراكزَ حقوقيّةً وإنسانيّة، وتلك المتخصّصة في قضيّتهم، بما يخرجها من دوائر الموسميّة وردّات الفعل، إلى العمل اليومي المتواصل، ويضعها أمام المؤسّسات والمحافل الدوليّة الحقوقيّة والقانونيّة والإنسانيّة؛ دفاعًا عنهم في وجه الإجراءات والممارسات الصهيونيّة وحقّهم الطبيعيّ في الحريّة.

أبناءَ شعبنا وأمّتنا وأحرار العالم:

لا انفصال في خوض معركة الحريّة والانعتاق، من خلال النضال ضدّ الوجود والمشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي؛ فلسطين، بترابطه العضويّ مع المشروع الاستعماريّ الإمبرياليّ الغربيّ، الذي لاحق – ويلاحقُ - الثوّار من أجل الحريّة في مختلِف بقاع الأرض؛ دولًا وشعوبًا وأفرادًا. وهنا، وبعد توجيه تحيّة الفخر والاعتزاز والتقدير للمناضل الأمميّ الرفيق جورج عبدالله، الذي يشارف على دخول عامه الأربعين في سجون الإمبرياليّة الفرنسيّة؛ فإنّ استمرار اعتقاله طوال هذه السنوات، ورفض كلّ مطالب الإفراج عنه؛ يؤكّدُ ويكشفُ بوضوحٍ زيف ادّعاءات التنظير لما يسمّى بــ "العالم الحرّ" الداعي إلى حقوق الإنسان والديمقراطيّة والسلام، فهذه لا تنتزع إلا بالإرادة الحرّة للشعوب ووحدتها في ساحات النضال المختلفة، من أجل إرساء المفاهيم الحقيقيّة للعالم الحرّ المنشود، بعيدًا عن الاحتلال والهيمنة وسرقة ثروات الشعوب وحقوقها وحرمانها من حريّتها وتقرير مصيرها.

إنّ يومَ الأسير الفلسطيني يومٌ للحريّة، ليس للأسرى الفلسطينيين فحسب؛ فأبعاد قضيّتهم الوطنيّة والقوميّة والأمميّة، تجعله يومًا لكلّ أسرى الحريّة في هذا العالم. وعليه؛ فإنّنا ندعو إلى وضع قضيّتهم في المكانة التي تستحقّها سياسيًّا بكلّ الوسائل والطرق المتاحة والممكنة، والمشاركة الواسعة بإحياء هذا اليوم في الفعاليات المزمع تنفيذها داخل وخارج فلسطين، من قبل القوى والفصائل الوطنيّة والمؤسّسات واللجان المعنيّة بقضيّتهم والمتضامنة مع شعبنا.

الحريّة والعدالة لأسرى الحريّة وأسيراتها.. والنصر حتمًا حليف شعبنا وكلّ الشّعوب المناضلة