إن إحدى أساليب التحقيق التي تعتمدها أجهزة أمن الاحتلال أسلوب غرف العار، والتي يتواجد بها عُملاء يقومون بدور الأسرى، وتكون مهمتهم خداع الأسير وإيهامه بأنه أنهى التحقيق وأصبح في السجن بين المناضلين، وتبدأ عملية استدراج الأسير والحصول على المعلومات التي لم يكشف عنها خلال التحقيق معه، ويعتبر هذا الأسلوب الأكثر فعالية حتى الآن في أقبية التحقيق، حيث دخل غالبية الأسرى إلى هذه الغرف والكثير انطلت عليه هذه الخدعة ،وهذا نتاج عدم الاهتمام والتوعية فيما يتعلق بالتحقيق وغرف العار بالأخص.
أساليب متعددة ومتميزة
إن أسلوب غرف العار متغير بتكتيكه، حيث كان سابقاً يتواجد داخل الغرفة الواحدة مجموعة من العملاء على أنهم أسرى ويدخل عليهم أسير أو اثنين من الضحايا وتتم عملية الخداع، لكن هذا الشكل كان يُبقي المناضل في حالة شك مما يدور حوله وعدم الاطمئنان ولا يستطيع لحظتها تحديد موضعه، وهذا ناتج عن تزوير كل ما هو محيط به، ولتجاوز هذا الشك تم تغير الأسلوب حيث بات يتم إدخال عدد من الأسرى الضحايا إلى غرفة واحدة ومعهم عميل أو اثنين ويتم تكليف احد الضحايا بأن يقوم بالتوّجه إلى الضحايا الآخرين والحصول منهم على تقرير مكتوب أو شفوي حول نشاطهم بالخارج، ليغدو ضحية يُوقع بالأخرى والاثنان مخدوعين وبهذا يتم الحد من وجود حالة إرباك أو ارتباك وشك لدى الأسير إضافة لذلك اختلاف دائم بطرق العمل بهذه الغرف منها نقل الأسير إلى غرف العار إلى احدى السجون وجعله يكتشف بأنه في غرف العار وإعادته لتحقيق والإنهاء معه ونقله لسجن ولكن أيضاً إلى غرف العار، وقد يكون هذا التكتيك مُجدياً مع بعض المناضلين وتعرضه للخداع.
قاعدة بيانات غنية وتفصيلية عن كل أسير
يتم تحضير الأسير المنوي نقله إلى غرف العار عبر إدخال إحدى العملاء إلى زنزانته أثناء التحقيق ويدّعي الأسير غالبا أنه قد اعتقل سابقاً، وهذا ما يتبع الأسير الضحية إلى السؤال والعادة يحاول العميل ان لا يفتح الموضوع بل يعتمد على الأسير وتكون مهمته تصوير واقع غرف العار بأنها السجون وبالأخص الموقع المخصص لنقل الأسير له وحال تم نقل يتقاطع مع علم الأسير ما يراه، وهذا يجعل كل معلومة سابقة حول الاسير مستبعدة والقائم ما يتلقاه من العميل، داخل غرف العار يحصل العملاء على قاعدة بيانات كاملة تتعلق بالأسير منطقته، سكنه، أصدقاءه، جيرانه، قريته او مدينته كل تفصيل حيث يجد أن أحد العملاء يعرف قريب له او كان في منطقته او منطقة سكناه وله معارف مشتركة مع الأسير وهذا ما يشعر الاسير بالراحة وأحيانا يكون أحد الأقارب معتقل يتم رهناً لقاء الاسير به بإنجاز بعض الترتيبات.
غرف العار في السجون
تنتشر غرف العار في عدة سجون وهي مفصولة نهائياً عن أقسام الأسرى، يتواجد غرف في سجن عسقلان وسجن هوليكدار وفي مجمع سجون بئر السبع والجلمة وسجن مجدو والمسكوبية ومؤخراً في سجن عوفر، ويعتمد جهاز أمن الاحتلال بتوزيع هذه الغرف على أسماء السجون ويتواجد أسرى بها، بحيث لا يكون غريب على الأسير تواجد أسرى في هذا السجن أو ذاك، وبحسب تجارب الأسرى فإن أكثر غرف العار إحكام هي المتواجدة في سجن هوليكدار أو بئر السبع.
أساليب الحماية
إن القاعدة الأهم التي تحمي كل مناضل هي أنه يُمنع عليك الحديث بأي أمر يتعلق بما شاركت به بالخارج أو بنشاطك القائم وفعلك النضالي حيث يُسأل الأسير فقط عن ما اعترف به من قبل تنظيمه داخل الأسر لا عما لم يعترف به فالأسير الصامد لا يوجد له اسئلة تتعلق بدوره ونشاطه ومعارفه وما يعلم اذا سُألت عما فعلت فأنت في غرف العار وتجدر الإشارة هنا إلاّ أنه لا يستخدم فقط أسلوب الكتابة يتم أحيانا تسجيل بما يقوم به الأسير وبهذا فإن الحذر من التحدث هو القاعدة الأهم.
أهمية التوعية
إن إطلاق حملات التوعية فالمدارس والجامعات والمراكز الشبابية لمواجهة أسلوب غرف العار، ونشر قيم الصمود في التحقيق وأهميته وامكانياته وأساليبه واجب على الجميع.
انتهى
اعداد: اللجنة الإعلامية – فرع الجبهة الشعبية بالسجون
