يتعرض الأسير خلال تجربته الإعتقاليّة للصفوف عدة من التعذيب والتحقيق والإهمال الطبي والاعتداءات، حالة من عدم الاستقرار وسوء التغذية والمداهمة الليلية للغرف والأقسام والعقوبات، ومنع الزيارة وغيره.
يتأقلم على واقع الأسر ويواجهه ويسعى لتحسين شروط الحياة والتغلب على قساوتها، وغالباً ما يحقق تقدم أو يتمكن من صد هجمة أو الحد من تأثير السياسات والتوجيهات ولكن لم يستطيع الأسرى حتى الآن التغلب عليه هو البق الحشرة المنزلية التي ما تحضر حالها في إحدى الغرف حتى تتكاثر وتنتشر وتوسع نطاق سيطرتا وتحوّل واقع الغرفة إلى جحيم.
إن انتشار الحشرات من صراصير وناموس وغيرها كان دوماً مجال النضال من قبل الأسرى، للضغط عل إدارة السجون بهدف رش الغرف ومحيط الأقسام حين تماطل وحين تستجيب، تحضّر مواد للرش غير فعالة ليعود الأسرى للضغط، حتى يتم إحضار مواد يمكن أن تحد من وجود الحشرات هذا إلى جانب محاولة التنظيف الشاملة للغرف يومياً وأسبوعياً تطال كل شئ بالغرفة لكن لدى دخول حشرة البق هذا لا يعني شئ.
امتيازات وتمايز بين الأسرى
إن السؤال الأول الذي يطرح على أسير قادم جديد هو هل يتأثر بلسع البق؟
غالباً لا يدري ويمض ليلته الأولى في الاختبار بعد إطفاء الضوء وبدء النوم، أما أن البق لا يطلب نوعية دمه، أو أنه أصبح حدثاً آخر أي أنه لا يستطيع النوم ويتعرض لعدد من اللسعات تتكاثر، وتترك أثرها على الجلد، وحالة من الحك الدائم مكانا فيغادر النوم من جفونه، وتبدأ مرحلة العلاج بالماء الساخن والشهر وقلة الحيلة حيال هذا المشروع المزعج والحشرة المزعجة بينما ينام الأسرى الآخرون، ويبقى جزء يعاني وتزداد المعاناة إلى ما كان لدى الأسير حساسية، حيث ينتشر الاحمرار على جلده وتكون حالته أسوأ فيصبح معيار لسع البق معياراً لنوماً هادئاً أو مضطرب.
لا حلول لدى إدارة السجون، سنوات طويلة والأسرى يحاولون مواجهة البق بشتى الطرق والوسائل فهو سريع التنقل، فيواجهه الأسرى بالماء الساخن، وإغلاق بعض الشقوق الأدراج والجدران بالصابون والاختراع على قاعدة أن (الحاجة أم الاختراع)، وتأتي هذه المحاولات بعد فقدان الأمل من الضغط على إدارة السجون، وتوفير مواد لرش البق أو تقديم حل للأسرى، الذين يعانون قوم أن الأسرى يحاولون الحصول على أسماء دواء للرش، وعرض الأمر على إدارة السجون التي لم تستجب وتبرعت بالموازنة المالية.
إن البق تعده إدارة السجون يساهم بعدم الاستقرار فهو يشوش البرنامج اليومي للأسير إذاّ فلا مصلحة لإدارة السجون، يبقى الأسرى يعانون ويحاولون إنتاج حلول بما هو متوفر أن تحاول النوم ولا تستطيع هذا يكون أرق، أما أن يملأ النعاس جفونك ولا تستطيع أن تغمضها فهذا عذاب البق اليومي فاستشهاد العديد من الأسرى باتت مكاناً يمكن أن تجد عليه أثاراً مسيرة البق اليومي.
