الافتتاحية،، لماذا حنظـــــــــلة!!

القراء الأعزاء...

لقد أحسن أعضاء هيئة التحرير اختيار "حنظلة" عنوانًا لها.. حنظلة الرمز الذي يعبّر عن صوت الشعب وضميره ومعاناة المضطهدين في كوكبنا الذي يعج بتناقضات عصر العولمة.. حنظلة هو ضمير الإنسان المعذب وصوته وصرخته من أجل الحرية والانعتاق من كل صنوف الظلم والاضطهاد والتمييز على أساس الجنس والعرق أو القومية أو اللون أو الدين والمعتقد، وهو بهذا المعنى صوت الأسير بالمعنيين الضيق والواسع.. هو الداعية والمحرض والمنظّر والمقاتل والمبدع والإنسان.. إنه صوت الحقيقة الموضوعية المجردة من الغايات والأهداف الأنانية الضيقة الذي ينطلق من قلب المعاناة..

وبهذه المعاني فإن هيئة التحرير باختيارها هذا الاسم تجسد المعاني والقيم التي تلتزم وتسترشد بها لأداء رسالتها.. ومن الطبيعي أن يكون هذا االموقع منبرًا ديمقراطيًا للحوار الهادئ والشراكة الكفاحية مع كل أنصار وعشاق الحرية حيثما يوجد الظلم والاستبداد والاضطهاد.. وهو أيضًا صوت الأسير وأمه وأبيه وزوجته وأبنائه.. وصدى تحرر الأسرى من قيودهم وتحديهم.. ومواجهة ومحاصرة ممارسات السجان بسياساته المتنوعة التي تعتبر جزء من جرائم الاحتلال بحق شعبنا من استيطان واغتيال واعتقال ومحاولة سرقة البسمة من وجوه الأطفال..

موقع "حنظلة" هو الحافز والمحرك والداعم للإبداع الثقافي المقاوم.. والأغنية التي تنسج لحنها نداء صوت الاضطهاد والأسرى المرضى والإدارييين.. صوت هدير البوسطة ورحلات العذاب للأسرى بكل ما يعنيه هذا المزيج من أنغام الألم والصمود والحزن والفرح والغضب.. موقع حنظلة كلمات تضئ الدرب المعتم وترسم الابتسامة وتحبك خيوط الأمل التي تولدّ الطاقة (للأيادي المضرجة بالدماء التي تدق أبواب الحرية الحمراء) وتعيد طريق غد المشرق السعيد لاستعادة الانسان وانسانيته.

وأخيرًا فإننا على ثقة بأن هذا الموقع الجاد وبجهود العاملين على تحريره وإسناد شعبنا وارتقاءه وكل المحبين للحرية ستكون المنبر الذي يحتاجه أسرانا وشعبنا بوجه عام، ورافعة لإسناد نضالهم من أجل الحرية كجزء من نضال شعبنا من أجل تحقيق أهدافه الوطنية والديمقراطية الراهنة والتاريخية.

بقلم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير القائد: أحمد سعدات