بقلم معن بشور
أن يعلن "الأسير" التاريخي والمناضل الكبير جورج إبراهيم عبد الله إضرابًا عن الطعام تضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، فهو يعلن تجديد التزامه الوطني والقومي والأممي والأخلاقي بقضية فلسطين التي حملها منذ أن كان شابًا في مقتبل نضاله حتى تمّ سجنه في السجون الفرنسية بتهمة "المقاومة" منذ عام 1984، وبقي في السجن الفرنسي بأمر صهيوني – أمريكي رغم قرار المحكمة بالإفراج عنه عام 2013، في وصمة عارٍ تلحق بدولة فرنسا التي طالما قدّمت نفسها كأم الشرائع وحارسة القوانين.
وكل يوم يمرّ على سجن ابن القبيات العكارية في السجون الفرنسية، ليس عارًا على الحكومة الفرنسية فقط، بل على حكومتنا اللبنانية نفسها، وعلى كل حكومة عربية، بل على الأمم المتحدة التي تقبل على نفسها أن يبقى مناضل عربي في السجن لسنوات بعد صدور قرار بالإفراج عنه بأمر صادر من واشنطن وتنفّذه السلطات الفرنسية.
في حكاية جورج إبراهيم عبد الله الذي كان أيضًا يحمل جوازًا جزائريًا شرعيًا، تتلخص قضية التلازم بين المقاومة اللبنانية، بكل تياراتها، والمقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها، بل حكاية التكامل بين كل حركات النضال العربي الأممي، وهي حكاية يجب أن تبقى حيّة في النفوس والمنابر واللقاءات كافة حتى نرى المناضل الكبير حراً في بلده وبين أبناء شعبه، كما نرى كل أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، وكل معتقل سياسي، خارج السجون.
