الأسير اعتراف الريماوي

الأسير اعتراف الريماوي

إعتراف باجس حجاج (الريماوي) إبن بيت ريما الذي يُعلِق الوطن في صدره تميمة ويحمل أسرته طيفاً وذكرى من سجن لآخر لم تعترف له الحياة بحق في الحُرية أو الإستقرار.
ولإعتراف المولود عام 1976 قصة مع السجون بدأت خلال عامه الدراسي الأول في جامعة بيرزيت منتصف العام 1995 وتتابعت فصولها بعد عقد القران والزواج وعند إنجاب كل طفل ، ليُمضي في السجون ستة أعوام على فترات متفرقة كما تقول زوجته ريناد الذي بات السجن والزيارات وملاحقة المحاكم جزءً من روتين حياتها وأطفالها الخمسة (مجد ، وجد ، باسل ، وديع ووطن) ولهؤلاء ذكريات مُرَة أكبر من أن تستوعبها أدمغتهم الغضة التي لا تُدرِك من تفاصيل الصراع وخبايا الدنيا سوى أنها قست عليهم للدرجة التي بات فيها والدهم طيف أكثر منه واقعاً ، غيابه أكثر من حضوره.

وعن تفاصيل أيامها في غياب إعتراف تؤكد ريناد التي تتولى مسؤولية رعاية أسرة من خمسة أطفال وتعكف على توفير إحتياجات زوجها في السجن إن أيامها باتت مُتشابهة ، كدحٌ وسباق مع الزمن لحماية الأُسرة وطِراد لا يتوقف بين السجون والمحاكم ومكاتب المُحَامين الذين لم تُفلِح مرافعاتهم وجهودهم في تبيان أسباب إعتقاله الأخير الذي بدأ بتاريخ 2019/9/23 كإعتقال إداري تخلله تحقيق عسكري عنيف في مركز المسكوبية كاد أن يُودِي بحياة الرجل الذي كان يُنقَل للمحاكم على كرسيٍ مُتَحَرِك لتنتهي القصة مبدأياً يوم أمس بإصدار حُكم قَضى بسجنه لمدة 42 شهراً وتغريمه بثلاثة آلاف شيكل.
وما بين إعتقال وآخر كان إعتراف يتنفس الحرية المَجزوأة ويسعى مع ريناد نحو حياة أراداها مُستَقِرة وأراد لها الإحتلال أن تُصبَغَ بالشقاء في معادلة فلسطينية بحتة تُصَارِع فيها الحياة الموت ويركض الحُب على أبواب السجون وفي عتمات الزنازين.