الأسيرة نورهان عواد

الأسيرة نورهان عواد

حسرات و تنهيدات متتابعة هذا ما يمكن أن تلتقطه أذنك إن أجريت محادثة هاتفية وكانت أم نورهان عواد هي الطرف الثاني فيها , تندهش وتراجع نفسك وتعود لترتب ما بحوزتك من معلومات وكل ظنك أن خطأ ما حدث في حساباتك وأن السجن اختطف كريمة السيدة الباكية منذ فترة قصيرة وأن ما مر من أيام على رغم ما اعتراها من حزن لم يكن كفيلاً بأن يخفف لوعة الفراق أو يجعل صدمة ما حدث جزء من روتين الحياة الذي يمكن التعايش معه...
تحدق في أوراقك مرة تلو أخرى لتثق بأن ما حوته من معلومات دقيق وأن نورهان عواد تعرضت للإصابة بالرصاص والاعتقال بتاريخ 23/11/2015 ما يعني أن والدتها ولخمس سنوات بالتمام والكمال تتنفس القهر عند كل صباح وتجود بالدمع غزيراً مع ولادة كل فجر ورغم ما مضى من سنين فإن بحر دمعها لم ينضب وجبل أحزانها لم يتآكل ولا زالت حياتها تدور في فلك نورهان إصابتها وسجنها والسنوات الخمس المتبقية من مدة محكوميتها.

ولنورهان تجربة مُرة مع الحياة فقد خبرت نقيضها صبيحة الثالث والعشرين من نوفمبر عام ألفين وخمسة عشر حين أطلق جيش الاحتلال النار تجاهها عندما كانت برفقة إبنة خالها هديل تسيران في أحد شوارع القدس وقد إستشهدت هذه الأخيرة فوراً في حين أصيبت نورهان التي لم تتجاوز حينها عامها الخامس عشر بجراح خطرة, وفي مرحلة ما بعد الإصابة تعرضت لتحقيق قاسي وُحكِمت بالسجن لمدة عشرة أعوام قضت نصفها وهي تعاني ألاماً مٌبرحة تسببها رصاصة لا تزال مُستقرة في جهازها الهضمي.
تعيش نورهان اليوم في سجن الدامون وقد باتت شابة تجول بناظريها فترى السماء مقسمة مكعبات صغيرة ولا تعرف إن كان القمر لا زال على حاله الذي عرفته قبل الاعتقال أم أنه الأخر بات متشظياً ....تعيش نورهان ألام القيد والحرمان من الطفولة وربيع الشباب ولسان حالها يقول يا جذر جذري إني عائد حتماً فإنتظرني