حمدان الضميري

البرلماني الأوربي نبيل بوكيلي "للهدف": اعتبار الفلسطينيين إرهابيين يعكس المعادلة لأنّ "إسرائيل" هي الطرف المُحتل

البرلماني نبيل بوكيلي.jpg
المصدر / بوابة الهدف الإخبارية

نشر هذا الحوار في العدد 49 من مجلة الهدف

ماذا تعني لك فلسطين وقضيّتها؟

أنا ولدت في المغرب، ومنذ ولادتي وفلسطين وقضيّتها وتعاطفي مع الشعب الفلسطيني يرافقني. نضال شعبها رافق طفولتي، وكان له أثرٌ في تكوّني السياسي ونشاطي النضالي؛ أذكر كان عمري خمسة عشر عامًا عندما شاركت بفعاليّةٍ تضامنيّةٍ مع فلسطين خلال الانتفاضة الثانية، منذ ذلك الحين وقضيّة فلسطين تعيش في داخلي وتفرض نفسها على التزامي السياسي.

كيف ترى حضور القضيّة الفلسطينيّة داخل المؤسّسات البلجيكيّة المنتخبة كالبرلمانات والمجالس البلديّة؟

في إطار حزب العمل، نعمل دائمًا على وضع القضيّة الفلسطينيّة على جدول أعمالنا، سواءً على مستوى البلديات أو على مستوى البرلمانات. صحيحٌ أنّ النتائج قليلةٌ وبسيطةٌ على هذه المستويات؛ بسبب عدم مشاركة ممثّلي أحزاب أخرى معنا؛ أحزاب وسط اليسار هنا لا يتحدّثون عن دعم فلسطين إلا عندما يوجدون في أوساط المعارضة، غير ذلك لا نجدهم يعبّرون عن مواقفَ مؤيّدةٍ لفلسطين. على سبيل المثال عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة تقدّمنا نحن بحزب العمل بمشروع قرارٍ يدين إسرائيل على هذه الجريمة، لكن الأحزاب المشاركة في الحكومة، ومنها من هو محسوبٌ على قوى يسارٍ عملوا بكلّ الوسائل حتّى لا يتمّ التصويت على مشروعنا.

على مستوى البلديات، هناك بلديّتان في بلجيكا يشارك حزب العمل في قيادتهما، وهما بلدية زلزات وبلدية فورويت، لقد تمَّ اعتبارهما بلديتان ضد الفصل العنصري، أي الأبرتهايد، وهذا يعني أنهما لن يشتريا أي بضاعة إسرائيلية.

يُحيي الفلسطينيّون يوم 17 نيسان من كلّ عام يومًا للأسير الفلسطيني، في حين ترّوج الدعاية الرسميّة الصهيونيّة أنّ الأسرى هم أناسٌ يمارسون الإرهاب، باعتبارك عضو برلمان في أوروبا، كيف تنظر لقضية الأسرى في السجون الصهيونية؟

بالنسبة لنا نعدّ اعتقالهم غير قانوني ومخالف للقانون الدولي، فهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ونظام فصله العنصري، إضافةً لذلك تعدُّ ظروف اعتقالهم مخالفةً لأبسط معايير القوانين الدولية، وميثاق الحقوق الإنسانيّة، وبشكلٍ خاصٍّ اعتقال الأطفال الفلسطينيّين.

إنّ اعتبار الفلسطينيين إرهابيين يعكس المعادلة؛ لأنّ إسرائيل هي الطرف المحتلّ، وهي التي تستعمر فلسطين وشعبها، وهي التي تعتدي على الفلسطينيين، لذلك نحن نعدّ أنّ هذا منطقٌ معكوس.

هل بالإمكان لك، ولكلّ البرلمانيين المتضامنين مع أسرى فلسطين من أجل الحريّة والاستقلال، طرح موضوع الأسرى ومعاناتهم اليوميّة في البرلمان؟ وكيف؟

نحن نسعى دائمًا بوضع قضيّة فلسطين على جدول أعمال برلماناتنا ونعمل على طرحها، وعندنا أملٌ بانضمام برلمانيين آخرين لهذه المبادرات الداعمة للقضيّة الفلسطينيّة، وبشكلٍ خاصٍّ قضيّة الأسرى الفلسطينيين. نحن نسعى لدفع برلمانيين من أحزابٍ أخرى لتبنّي مواقف داعمة للشعب الفلسطيني، ولقد سبق وتقدّمنا في البرلمانين البلجيكي والأوروبي، بطرح أسئلةٍ عدّةٍ مرتبطةٍ بقضيّة الأسرى، وسنستمر بذلك طالما يستمرّ قمع الفلسطينيين.

هل هناك مبادراتٌ قادمةٌ مرتبطةٌ بالقضية الفلسطينية، وبالأخص الأسرى في البرلمان والوسط الشعبي البلجيكي؟

سنستمرّ بطرح تساؤلاتٍ للوزراء البلجيك المعنيين بسياسة بلجيكا الخارجية، وفي المستقبل سوف نطرح مشروع قرار حول المعتقلين الفلسطينيين أمام البرلمان الفدرالي البلجيكي، وكذلك طرح هذا العنوان، أي قضية الأسرى أمام الرأي العام البلجيكي.

أخيرًا، هل من رسالةٍ توجهها للشعب الفلسطيني، وأسيرات وأسرى الحرية منهم على وجه الخصوص؟

بدايةً أرغبُ في إرسال رسالة دعم ومساندة، وكذلك الإعراب عن إعجابي بنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين، هذا النضال واستمراره يعطينا جرعة أمل حتى نستمرّ بدعمهم ونستمرّ نحن أيضًا بنضالنا. عزيمة الشعب الفلسطيني باستمرار نضاله؛ يعطينا مزيدًا من الأمل، ومزيدًا من الإصرار؛ نحن معكم وبجانبكم، والحقيقة ستظهر وتنتصر في النهاية.. وعاشت فلسطين حرة.

بقلم الناشط الفلسطيني في بلجيكا حمدان الضميري