بيان صادر عن منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال في الذكرى الـ49 لرحيل الأديب الشهيد غسان كنفاني

640x480.jpg
المصدر / غزة-السجون-حنظلة

الرفاق البواسل..

نحييكم تحية القضية وشرف الانتماء لها والنضال في سبيلها أرضًا وشعبًا وهوية، وقلمًا وريشةً وبندقية، ونشد على أياديكم وأنتم تسطرون يومًا بعد آخر ولحظةً تلو أخرى، أسمى معاني الصمود والإنتماء في أعتى خنادق المواجهة عُزَّلًا سوى من إيمانكم بنهجكم وفكركم وانتصاركم وبعد..

نطلُّ عليكم اليوم عبر بياننا هذا لنحيي وإياكم الذكرى التاسعة والأربعون لرحيل الشهيد القائد وأحد أبرز أعلام الأدب الوطني والعربي والمقاوم، والذي سطَّر بريشته وقلمه وبندقيته أبرز سيرة لمناضل وأديب وإنسان وفنان وموقف وقضية، ملحفة كلها في رجل عرف أنَّ الوقت لن يسعفه، فأبدع على كافة جبهاته وختم مسيرته بتوقيع من دمائه الزكية تاركًا اسمه وسيرته علمًا خالدًا في أذهان المناضلين في سبيل الحرية والاستقلال على كافة الصعد الوطنية والقومية والأممية.

وُلد شهيدنا في مدينة عكا في العام 1936م ونزح مع عائلته مع الغزو الصهيوني على المدينة إلى دمشق في العام 1948م، ليعمل فيها مدرسًا للتربية الفنية في مدارس وكالة الغوث، وهي التجربة التي صقلت جوهر شخصيته وحددت سيره كلاجئ يناضل في سبيل إنهاء مأساة اللجوء من خلال العودة وتقرير المصير، وهو الهدف الذي صنع منه مناضلًا وشكَّل وعيه السياسي من خلال أطر القومية والعربية ولاحقًا من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي كان في حياته وبعد استشهاده أبرز رموزها، في العام 1951م انتقل إلى الكويت ليدخل مجال العمل الصحفي فيها وبعد أربعة أعوام، انتقل إلى بيروت ليستقر مقامه فيها وليرأس فيها تحرير عدة صحف إلى أن أسس جريدة الهدف الأسبوعية في العام 1969م وليرأس تحريرها، وهي المنبر الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لحين استشهاده تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا استثنائيًا من الأعمال الروائية، والقصصية والمسرحية نال عليه في حياته وبعد وفاته عدة جوائز شهدت على عبقريته، هذا المناضل متعدد المواهب وشخصيته الفذة التي حملت قضية شعبها ونضاله باستعدادية إستثنائية وعمر قصير صارع خلاله على عدة جبهات داءه وأعداءه ولم تثبط له عزيمة ولم يكلَّ له شغف، إلى أن طالته يد الغدر الصهيوينة في الثامن من تموز من العام 1972م، إثر تفجير سيارته على يد الموساد الصهيوني..أسفر الانفجار عن استشهاده مع ابنة أخته الطفلة لميس في جريمة أخرى سعى العدو من خلالها لإسكات صوت الحق والنيل من شعبنا وقياداته على شتى المستويات في ما عُرف حينها بالقائمة السوداء التي أعدتها حكومة الاحتلال للانتقام من الحالة النضالية الفلسطينية، فسكت قلبه إنما ما زالت كلماته وستظل أقوى وأعلى وأصدق من أن تسكت، رحل غسان وترك أثرًا كبيرًا في نفوس أبناء شعبه وأمته يشهد عليه الجموع الغفيرة التي خرجت لتوديعه فيما عرف كأكبر تظاهرة عرفتها الأمة العربية في تاريخها الحديث بعد جنازة جمال عبد الناصر.

أيها الأحرار،،

إن رسالة الأديب الشهيد غسان كنفاني كانت ولم تزل تتردد بأن النضال في سبيل الحق والحرية لا يحده أسلوب ولا يعوزه سبيل..وإن الإنسان إنما هو قضية يناضل في سبيلها وموقف يدافع عنه، وتلك وصية ستظل تفاصيلها تعانق تفاصيلنا، وتغدو جزءًا من ملامحنا، تعلمنا أن نحيا رجالًا في الشمس، وأن ندق جدران الخزان، وأما نعيش عظامًا فوق الأرض أو عظامًا في جوفها، وتشق لنا طريق العودة إلى يافا، إلى حيفا، إلى عكا، إلى القدس، إلى فلسطين كلُّ فلسطين.

 

وحتمًا لمنتصرون

رفاقكم في اللجنة الإعلامية والثقافية 

منظمة فرع السجون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

7/9/2021