كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي

الراعي يغني تحت المشنقة

44aabc6209d3033e8e6dfe28e014b0e7.jpg

بقلم: دعاء الجيوسي

نبت بين صخرتين

نسر جاء من البرية

يسقى الفولاذ روحاً

يُعَتِق ملح الأبدية

ويُبحر في نص عتيق

مُرمز لا يفهمه أحد

ملغز كالأسماء الحركية

يمضي....

في شِق الجدار يودع أسراره

قبل أن يقضي..

ويقول 

إن الفيزياء لعبة

وعلم النفس كذبة

والكيمياء مثلها

والفلسفة التقليدية...

في غلالة الجرح يكتب

علم النفس مادياً مُذ كان

والفلسفة هراء إن لم تسقها النظرية...

في يومه الأول تحت المشنقة

تحدث عن الكومونات 

وفي الثاني عن الطبقات

وفي الثالث ولد من جرحه بندقية...

ومضى تحت السيف يغني

لأسراب الجياع تلج النار حافية

للأرض تبدو بين جرح وصبح غافية

للبنادق تكتب الشعر ناراً

للخنادق تلد الموت أزهاراً

وظل يغني شعراً حراً بلا وزن ولا قافية..

في لحظته الأخيرة

أغمض عيونه الواسعة ولوح بيديه...

نادى عيبال والأطفال

والقمح والتلال

الجرح والأقفال 

أبو الفحم وبلال

إسحاق أبا جمال 

إنتصب واقفاً 

وصرخ بالجلاد 

إغرس سيفك في دمي 

لن يسكت فمي 

سأحرض الزعتر

وبنات الحنون

والزنابق إذ تولد في السجون

وسآتيك بسرب نسور برية

براية حمراء

وزحوف أبدية

تهتف وأهتف

هنا ولدت 

ومن هنا 

مرت جبهتي الشعبية

وفكرتي الأممية

ونار النظرية

ومن هنا حتى فوتشيك سأمشي

إلى فرج الله ووديع وتشي

سأمشي بصوت وحد الأممية