أهم محطات المناضل التاريخي الكبير الراحل نادر العفوري..

ورحل صاحب نظرية الجنون المقدس

10163043173761290872073848371332.jpg
المصدر / غزة-حنظلة

كتب تحرير حنظله:

في الزمن الصعب وُلِد وفيه رحل قبل أن تُختَتَم القصة بالشكل الذي أراده بطلها رَحل دون أن يَخط فصلها الأخير...أو ربما كتبه على الشكل التالي....نادر العفوري الذي دوخ المخابرات وقتل علم النفس والجسد مات بفايروس لا تراه العين.

المهم في قصة الراحل ليس بدايتها ولا نهايتها بل ما بينهما من صخب وضجيج ملأ الدنيا...

وُلِد العفوري في نابلس وفيها إنتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ إنطلاقتها وكان في العشرين من عُمره عندما اعتُقِل للمرة الأولى بتاريخ 1967/9/9 وأمضى في السجن أربع سنوات قبل أن يُفرج عنه بتاربخ 1971/11/10 ..وخلال هذه الفترة خضع لتحقيق عنيف على إمتداد عام بأكمله إنتهى آواخر العام 1986 ليُعلن الإضراب عن الطعام ل 22 يوماً متواصلة إحتجاجاً على اعتقاله دون تهمة...لم تنتهي قصة نادر المشهور بأبي نضال هنا بل ربما تكون قد بدأت إذ أنه وبعد تلقي وعودات بالإفراج عنه أوقف إضرابه ليفاجئ بنقله للتحقيق مرة أخرى حيث تعرض للضرب والشبح المتواصل وعندما عجز المحققون عن إنتزاع أي إعتراف منه خلعوا عدداً من أضراسه وثدييه بشكل همجي ومن ثم أعادوه للسجن حيث تحرر في التاريخ المذكور آنفاً.

بعد إطلاق سراحه بأشهر أعتُقِل العفوري لمدة عام ثم خرج للنضال مرة أُخري ليُعتقل بعد أشهر لثلاثة أعوام.
عام 1977 جاء اعتقال أبو نضال الأخير بعدما تيقنت المخابرات الصهيونية أنه يشغل موقعاً مُتقدماً في الجهاز العسكري للجبهة الشعبية وعلى قدر هذا التخمين جاء البلاء حيث إقتيد فور اعتقاله إلي سجن الخليل وتغرص لضرب مبرح على الرأس والأطراف ما أصابه بشلل في يديه وحركة لا إرادية مُستمرة للفم حاول المحققون والأطباء فهمها أو وقفها ولكنهم فشلوا، أحرقوا لسانه والأجزاء الحساسة من جسده بأعقاب السجائر وهو صامت لا يتكلم....
صَمَت العفوري لمدة عامين ونصف ظن الأطباء الصهاينة أنه فقد عقله فبدأوا تجاربهم الوحشية على جسده وعقله أجبروه على أكل برازه وشرب البول ففعل كانوا يغرسون أصابعهم في حدقات عينيه دون إن يُحرك ساكناً حرضوا السجناء الجنائيين الصهاينة على ضربه ولكنه ظل صامتاً أحضروا زوجته وإبنه نضال وكان طفلاً في عامه الثالث فأنكر معرفته بهم عندها أجمعوا على أنه فقد عقله فنقلوه بتاريخ 1980/2/3 إلى مشفى بيت لحم للأمراض النفسية وتركوه...
وقد جاء في تقرير المشفى أن أبا نضال وصل ووزنه 37 كيلو غراماً فقط ويعاني من كسور في الجمجمة والأطراف والأنف وشلل في اليدين وحروق تغطي معظم جسده....ومن المشفى خرج نادر العفوري إلي بيته منتصراً ويشهد لإنتصاره الكسور والتشوهات التي ظلت على جسده حتى يوم رحيله بتاريخ 7-4-2021 وحملها هي وأسرار فترة الجنون المُقدس إلى أمه الأرض ليعرضها بين يديها ويسألها إن كان أهلاً لبنوتها وأمانتها أم لا.