كتب الأسير محمد الزعنون من زنزانته في سجن ريمون الصحراوي بمناسبة يوم الأرض الخالد

أرضنا ليست بعاقر

IMG_٢٠٢١٠٣١٧_١٠٠٤٢٣.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

شكل الثلاثون من آذار عام 1976، محطةً مهمة وتاريخًا فاصلًا في كفاح شعبنا وتشبثه بأرضه، يومها صرخ أبناء شعبنا في الداخل معلنين في هبة شعبية كبيرة عن رفضهم لمحاولات الطمس والاستئصال واستهداف الأرض والإنسان الفلسطيني مغمدين ثرى الجليل والمثلث الفلسطيني بدماء الشهداء الزكية، ومن يومها بات هذا اليوم يومًا للفلسطيني في كل مكان، يحييه بالقتال والهبات والانتفاضات والمواجهات والدماء والاشتباك مع العدو.

فمنذ الغزوة الصهيونية الغاشمة، والسطوة الإستعمارية، وشعبنا ثابتٌ على أرض الآباء والأجداد، يكافح ويخوض المعركة تلو المعركة، جيلًا وراء جيل، ولم يكل ولم يمل في الاستبسال والدفاع عن وجوده وهويته الوطنية، رغم التواطؤ من جانب عدد من الأنظمة العربية الذين تركوا شعبنا يواجه مصيره أمام آلة العنف الصهيونية التي لم تثنيه عن مواصلة النضال في كافة الساحات والميادين، ولم يتوقف شلال الدم متحديًا حلف العدو وصانعًا معجزة البقاء الفلسطيني.

إن شعبنا الذي واجه وحدة المحتل الاستعماري، ومعه الملايين من جماهيرنا العربية وأحرار العالم، لن تكسره المؤامرات الدنيئة من جانب كافة القوى الاستعمارية ومعها بعضٌ من الأنظمة العربية العميلة التي كانت في كل محطةٍ تتآمر مع الصهاينة وحلفائهم، وآخرها هرولة أربعة أنظمة عميلة لتطبع علاقاتها مع العدو وتقيم معه شراكة أمنية واستراتيجية واقتصادية على حساب قضية شعبنا.

مرت أكثر من سبعة عقود على رحلة التيه واللجوء والشتات ومازال شعبنا يتشبث بحقه في العودة إلى أرضه التي هجر منها، ويحمل مفتاح العودة وكوشان الأرض التي ورثها عن أجداده وأسلافه وسيبقى مؤمنًا بحقه بها ليورثها لأجياله اللاحقة.

إننا اليوم وبهذه المناسبة التي نحييها في الوطن والشتات والسجون، فإننا ندعو إلى الترابط والمزيد من التلاحم، لإن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لانتصار شعبنا وتجسيده لأخلاقه الوطنية مهما تكالبت ذئاب الليل ومهما تعاظمت تعرجات الدرب.

الأسير: محمد الزعنون

سجن ريمون الصحراوي