كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

أنا لا أعرف القِرد

96fe8a40-5e2b-441e-a97f-0fe5262610a1.jpg

بقلم : دعاء الجيوسي.

أنا لا أعرف القِرد 
لا أفهم رقصه على الحبال...
لا أعي نَصَهُ المُقَلَد....
ولا عُقمه المؤبد....
أنا لا أحب القرود...
ولا أُشفِق عليها إن مزقتها الفهود....
أكره تسولها في الأقفاص....
أبغض تسعير خدها للناس...
كُنت فيما مضى أرى المرونة رشاقة أغفرها...
أما أن تبدو الرشاقة...صفاقة فهذا مقتلها.....
في الصِبا من علموني السياسية والكياسة....
أقنعوني بشئ من الاعتدال...
قالوا هناك فرق بين المتغير والثابت دائم الحركة على كل حال....
إلتزمت على غير إقتناع وقلت ربما أصابوا......
الدنيا تمضي قُدماً ولا ثابت فيها إلا ذو الجلال.... 
تبدلت الإتجاهات الأربع....
حتى الطقس في بلادي إختلف ومسه إعتلال...
الجبال العالية...طأطأت رؤوسها....
زحف الرمل والغث على كل شئ....
لا الأرض ظلت على خضرتها...
ولا الكواسر حَفِظَت هيبتها....
السيوف تسلك طُرق عقيمة....
يا للأيام الزنيمة....

كل الخنادق خاوية.....كل البيارق ذاوية....
لا الشمس تأتي في موعدها ولا المواسم الحانية....
النسور والصقور يسبحون في الدوائر الدامية....
والمها بنات الخدور رهائن الغانية...

أيا لعنة الأيام القانية

فيها للرشيد ألف مجلس تؤمه القيان
علي شهيد يذبح على المئذنة...
والحسين شريد يؤخذ بدم عثمان...
في أيام السوء...
شُمَر يذود عن دين الله....
يزيد يلاحقنا بثارات مناه...
والإعراب تُكَفِر حزب الله....
حامل الحتف تاه....
ضارب السيف مسخوه رجل أمن كله أناه...
في خيبر تحاك الدسائس....
وعلى تخومها يقبع شيخ مُلحد
كبير قوم عنين...
وشرطي سجين.. 
في القدس تُسلب النفائس....
الأهلة و الأقانيم من الكنائس...
الكُتب المقدسة رائحة الصلاة وأبواب المدارس...
القهوة تُسرق من الأقداح
والعَطر من الضفائر المِلاح
حتي كُحل العيون تطاله يد الحارس...
وفي زمن العجائب هذا
دلى القرد رأسه الهلامي
وفكره الظلامي...
خطب وغَضِب
ضَلّ وإستغفر
تصعلك ثم إستوزر
وأنا لا زلت غيرة مدركة أواقف هو أم جالس...