كتب تحرير حنظلة..

محمود حجازي السابق الصادق

تنزيل.jpeg

كتب تحرير حنظلة:

ككل الأبطال الكلاسيكين الذين قرأنا وسَمِعنا عنهم أولئك الذين ينبتون في سنوات النار كأشجار برية جاء محمود حجازي صاخباً في كل شئ ، وُلِد في القدس مع إندلاع الثورة الشعبية الكبرى عام 1936 وشَب هناك إلى أن إلتحق بإحدى مجموعات التخريب الشعبية المنبثقة التي كانت رديفة لمنظمة الجهاد المُقدس بعدها إلتحق بالحرس الوطني الأردني وَفُصِل منه على خلفية كسر الأوامر العسكرية والإشتباك مع قوات الإحتلال في مُحيط القدس.

بعدها سارت حياته كما هو معلوم ومؤرشف في مجموعة أحاديث ومقابلات صحافية أدلى بها حيث إلتحق بحركة فتح وإنخرط في مجموعاتها العسكرية حتى اعتقاله قرب الخليل بتاريخ 1965/1/17 والحكم عليه بالإعدام وهو أمر رفض الإستئناف عليه حتى لا يُسجل على نفسه الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال ومحاكمه.

سيرة محمود حجازي تبدو مكرورة في سير الكثير من أبطال شعبنا الذين حددوا مصائرهم وسُبلهم في الحياة منذ البداية إلا أن ما يُميزها أن صاحبها كان الأول في كل شئ...

فهو أصغر الفتية المنضوين في الأجسام الرديفة لمنظمات العمل الفدائي قبل النكبة.

وهو أول من كسر قرارات الجيوش العربية وقاتل على تخوم القدس وحده.

وهو أول الأسرى وأول من حُكموا بالإعدام في ثورتنا المعاصرة....

ظل حجازي سابقاً في كل شئ حتى الإفراج عنه في صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال بتاريخ 1971/1/28 وبعد الإفراج وما سبقه من رحلة أسر وتعذيب مميتة عاد للنضال في صفوف الثورة الفلسطينية وتجول معها حول العالم حتى عاد لأراضي السلطة عام 1994 وفيها قضى بتاريخ 2021/3/22.

قضى محمود حجازي على مرمى حجر من القدس قبل أن يتحقق حلمه ليؤكد برحيله أن المسافة بين شعبنا والوطن المُحرر ليست قريبة ولا بعيدة إنها بمسافة الثورة لا أكثر ولا أقل.