هذا أوانُ الكبرياءِ
فلا تَمُتْ إلّا شهيداً فوقَ أرضِكَ
طالما قدْ جَرَّدوكَ مِنَ الحياةِ
و أنتَ حيٌّ
طالما قدْ أغلقوا كُلَّ المنافذِ
للوصولِ إلى النِّهاياتِ السَّعيدةِ و الوئامِ
و لأنّنا قومٌ كِرامٌ
لن يكونَ بوسعِنا
إلّا الحياةُ بعزَّةٍ في أرضِنا
أرضُ الغزالةِ و اليَمامِ
هذي البلادُ ....
تزاوجَتْ أرواحُنا
منذُ أنجبَتْنا في الزَّمانِ
تظلُّ تسكُنُنا و نسكِنُها
و نعطيها و تعطينا
و نحمِلُها كوشمٍ في ثنايا الرُّوحِ
هي البدايةُ و الخِتامُ
و لنا نصيبٌ من سِماتِ ظِبائِها
و لهم نصيبٌ من طِباعِ الذّئبِ
و الغدرِ المؤصَّلِ في اللِّئامِ
هذا أوانُ الكبرياءِ
فلا تَمُتْ إلّا شهيداً تحتَ زخّاتِ الرَّصاصِ
على الدَّوامِ
فضريبةُ الشّرفِ البقاءُ على الوفاءِ
فذاكَ مِنْ طبعِ الكِرامِ
و جِبالُنا ستظلُّ تَذْكُرُ فارساً
أضناهُ جرحُ بلادهِ
فمضى يغيظُ عدوَّهُ
بطلاً هماماً
فلكَ الخلودُ أيا شهيدَ بلادِنا
و لكَ التَّحيَّةُ و السَّلامُ
و لكَ الحنينُ
و عُدْ إلينا في الرَّبيعِ
لنراكَ في زهرِ الشَّقائقِ
كُلَّ عامٍ
الأسير الأديب كميل أبو حنيش
سجن ريمون الصحراوي