قصيدة جديدة يكتبها الأسير الأديب كميل أبو حنيش رثاءً لروح الشهيد "عاطف حنايشة"..

هذا أوان الكبرياء

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون-حنظلة

هذا أوانُ الكبرياءِ

فلا تَمُتْ إلّا شهيداً فوقَ أرضِكَ

طالما قدْ جَرَّدوكَ مِنَ الحياةِ

و أنتَ حيٌّ

طالما قدْ أغلقوا كُلَّ المنافذِ

للوصولِ إلى النِّهاياتِ السَّعيدةِ و الوئامِ

و لأنّنا قومٌ كِرامٌ

لن يكونَ بوسعِنا

إلّا الحياةُ بعزَّةٍ في أرضِنا

أرضُ الغزالةِ و اليَمامِ

هذي البلادُ ....

تزاوجَتْ أرواحُنا

منذُ أنجبَتْنا في الزَّمانِ

تظلُّ تسكُنُنا و نسكِنُها

و نعطيها و تعطينا

و نحمِلُها كوشمٍ في ثنايا الرُّوحِ

هي البدايةُ و الخِتامُ

و لنا نصيبٌ من سِماتِ ظِبائِها

و لهم نصيبٌ من طِباعِ الذّئبِ

و الغدرِ المؤصَّلِ في اللِّئامِ

 

هذا أوانُ الكبرياءِ

فلا تَمُتْ إلّا شهيداً تحتَ زخّاتِ الرَّصاصِ

على الدَّوامِ

فضريبةُ الشّرفِ البقاءُ على الوفاءِ

فذاكَ مِنْ طبعِ الكِرامِ

و جِبالُنا ستظلُّ تَذْكُرُ فارساً

أضناهُ جرحُ بلادهِ

فمضى يغيظُ عدوَّهُ

بطلاً هماماً

فلكَ الخلودُ أيا شهيدَ بلادِنا

و لكَ التَّحيَّةُ و السَّلامُ

و لكَ الحنينُ

و عُدْ إلينا في الرَّبيعِ

لنراكَ في زهرِ الشَّقائقِ

كُلَّ عامٍ

 

الأسير الأديب كميل أبو حنيش

سجن ريمون الصحراوي