كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

ما بعد ميلاد جفرا..

1_1HVyA4AGFykqQkncCiJctA@2x.jpeg

بقلم: دعاء الجيوسي

أسطورياً كان زفاف كنعان وشمس...

أمته أسراب النرجس و الزيتون....

والظباء كحيلات العيون....

الكروم جادت للحضور بترياقها المكنون...

لشهرٍ غنى البحر لوحيده

شرب وثَمِل ورقص مفتون...

البراكين الهادرة أدلت في السامر بدلوها....

البحار العتيقة وخلجاتها السحيقة 

جبال من أقصى الدُنى

صخور وطيور حطت بساحلنا هنا....

هذا أول الأعراس....برياً كان بلا قُداس....

حين إنفض العُرس عاد كنعان يجوب الأرض مع محبوبتيه...

بعد حول من الحُب المُقدس جاء للدنيا بعل...

تبعته إيل ...وعشتار الثانية...

خلوياً كان بعل....يروض سوائب الفلا

أما إيل ففلاحة كانت تعشق القطوف الدانية..

تتبتل تصلي كيفما توافق وتبتهل لربها في العُلا

عشتار كسميتها كانت دوماً جامحة ككِرة لهب تذرع البلاد ركضاً وراء حُلم بنجوم ثمانية...

وللأحلام معها قصة وغصة.

ذلك أنها نامت ذات ليلة على سفح الجليل...

وعند إنتصاف ليل طويل رأت فيما يرى النائم....

فرساً برياً يغمس رأسه في البحر ثم يصرخ هُن ثمانية

أيامهن قانية...قطوفهن حانية....

عفيفات في الأخدار....عذروات أطهار....

يُبتَلَينَ بالغانية.....

ويلي على نجماتي الثمانية....

في سنوات الصبا كان بعل جباراً يطوع الحديد بزنده...يَضرِبَهُ سكا....

في لحظة تجلي بنى تحت الشمس عكا....

وقبل أن ينطفئ التجلي بنى القدس وأسماها يبوس... مسد سفح الكرمل وبنى حيفا ...والحقها بنابلس العروس...

إيل العابدة...ظلت على تبتلها النبيل...

يممت صوب الجنوب فبنت حرم الله وحوله الخليل...

ثم أوغلت في البادية ووَلَدت غزة على حد الماء بشعر فاحم طويل....

وبين غزة والخليل صَلّت ورتلت تُسبح رباً جليل...

عشتار الجامحة....لم تهوى السُكنى على السفوح أو قرب الماء...

كانت متخبطة في معتقدها الغيبي ولكنها تؤمن بعدالة السماء....

شمالي كان هواها....مجهول مبتغاها....

زارت عكا والقدس ونابلس وغزة والخليل...

ثم قصدت مع نسائم الصيف صوب الجليل...

وعلى تخومه شَكَلَت بيداها صفد وبيسان والناصرة..

وهذي الأخيرة كانت فاتنة ساحرة...

كشقيقاتها....تُزَين خدها بخال...

تتوشح نرجساً بين الجِيد والخاصرة...

بعد أن أتم آبائنا ميلاد بناتهن الثمانية....

عقدوا بين النقب والداروم لقاء...

صاخب جدلي...ولكن بلا عداء...

إختلفوا حول البنات...والأسماء...

وحدها عشتار حسمت الموقف بلا عناء...ولا رياء...

قالت دعوهن يرسمن الحياة...

أنا إن كُنت أميل ليبوس...

دون غيرها....لكن حٌلمي اللعين يمنعني...

أنسيتم رؤيا النجوم الثمانية...وبلوى الغانية...

قومي يا إيل صلي وتوسلي للسماء الحانية...

أن تخفف عن بناتنا وطأة الأيام القانية....

ومن يومها لا يزال بعل وعشتار وإيل في خلواتهم وصلواتهم...يرتلون تعاويذ وإبتهالات أن تكون بلوانا فانية....

صلوا معهم بصوت كنعان وشمس...جفرا وعشتار ما قبل الثانية...

قاتلوا بزند بعل مروض الوحوش....وإيل العابدة...وجفرا الخالدة...

كي نعود لأُمنا ذات يوم....ونقتل الغانية.