رسالة من يافا وسهى جرار إلى السلطة

93186010_2703783373174362_4956211334086656000_n(3).jpg

أمي خالدة، رصيدك هم جماهيرك فقط
أمي خالدة،،

ودعناك قبل بضعة شهور، تغربنا عنك، آملين العودة إليك بعلم يسندنا لنكمل مسيرتك النضالية الوطنية والنسوية. تألمنا للفراق، وببحة حزن قلنا لك "ديري بالك على حالك وعلى صحتك، كلي منيح وتنسيش تاخدي الدوا".
وردنا خبر اعتقالك، فعادت إلينا ذاكرة دفناها منذ سنوات، ذاكرة اقتحام منزلنا ونحن أطفال، إعتقال ابي غسان، أمر ابعاده، أمر ابعادك وتفتيش جنود الاحتلال المنزل بعنف وبربرية. عادت إلينا كل هذه الصور التي حفرت في ذاكرتنا لسنوات.
أمي الغالية، رغم مشاعر الألم والقلق والغضب والحزن، فخرنا بك وزادت قوتنا التي طالما إستمديناها منك ومن ابي. إن صورتك فينا ولو في الأسر تزيدنا قوة، فقد كنت أنت وأبي دائماً عنواناً للصمود, وإننا نخشى أن نضعف الأن وانتي في أمس الحاجة لقوتنا. لقد بدأنا بحملة عالمية لدعمك، حشدنا آلاف البرلمانين والناشطين من مختلف انحاء العالم للضغط لإطلاق سراحك، وتواصلنا مع كافة الجهات التي استنكرت اعتقالك واعتقال باقي الأسرى السياسين الفلسطينين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يوجه لنا الناس والإعلام اسئلة كثيرة. إلا أن السؤال الأكثر ألما وحرقه واللذي جعلنا نشعر بالإستياء والخجل والخيبة كان عن غياب موقف مؤسستي الرئاسة الفلسطينية ومجلس الوزراء من هذا الانتهاك. فبماذا نجيب؟ إننا لا نسألهم أين موقفهم من أعتقال والدتنا، ولكننا نسألهم كمواطنات فلسطينييات عن موقفكم الغائب من إنتهاك حق برلمانية منتخبة من شعبهم ومناضلة قدمت كل ما تملك للقضية التي من المفترض أنها أيضاً قضيتهم. وهنا لا نقصد تصريحاً شخصياً هنا ورداً على سؤال صحفي هناك. وإنما المقصود هو موقف رسمي لهذه المؤسات بصفتها تعتلي قمة الهرم السياسي الفلسطيني.
هذه الرسالة ليست بهدف الإستغاثة أو المناشدة لنصرة هذه القضية وإنصاف أولئك الذين كرسوا حياتهم لها. إلا أننا نسألكم عن موقفكم وواجبكم الوطني والشعبي. أليس هذا جزءاً من واجبكم الوطني اتجاه شعبكم الذي يقدم يومياً من أبناءه فداءً للقضية. أين أنتم؟ ولماذا نراكم حاضرين لإدانة إختطاف جنود صهاينة مستوطنين؟ وغائبين عند إختطاف ممثلين شرعيين ومنتخبين للشعب الفلسطيني؟
أننا نتسائل بحرقه, هل يعقل أن يهب الرسميون والسياسيون والناشطيون في العالم لنصرة نائب مجلس تشريعي فلسطيني منتخب, في الوقت الذي يستنكف فيه أصحاب البيت عن رفع صوتهم حتى ولو في بيان؟ وهل يعقل أن تصبح مهمة التصدي لإنتهاكات الاحتلال بحق شعبنا وممثلينا مهمة عائلية والسلطة الرسمية في سبات؟
الحرية لأمنا ولكافة اسرانا البواسل في سجون الاحتلال
وحتماً سننتصر
يافا وسهى جرار