كتب المحامي حسن عبادي عن زيارته للأسير ثائر حنيني..

خرطشات مرتّبة

04446060ec7fb0ed8dbfa8b125eb4747.jpg

التقيت ظهر أمس بالأسير ثائر حنيني في سجن ريمون الصحراوي للمرّة الأولى؛ بعد صباح قضيته في سجن نفحة المجاور، تعانقنا عبر الحاجز الزجاجيّ الفاصل، عرفني بإحساسه، فالسجّان لم يخبره بهويّة المحامي، أزال الكمّامة الكورونيّة وأمطرني بوابل من الأسئلة عن حيفا، اشتغل فيها قُبيل الانتفاضة الثانية وما زالت عالقة بذهنه، بأزقّتها وبحرها وكرملها.

حدّثني ثائر بحِرقة عن حرمانه من الزيارات، فمنذ اعتقاله في تموز 2004 حظي بزيارات من الأهل لا يصل عددها أصابع اليد الواحدة، أحيانًا هو الممنوع أمنيًا وأحيانًا أهله، ليفقد والدته عام 2011 دون وداع، ولم تتمكن من زيارته في العامين الأخيرين من حياتها، وما زال مواظبًا على مراسلتها ومراسلة فادي الذي استشهد قبل 17 عامًا، بين الحين والآخر.

تناولنا "خرطشاته" وتلك الخواطر التي يكتبها، والنكهة الخاصّة المميّزة لها، ورسائله التي تحمل الطابع الوجداني، ومنها رسالته لإيفا شتال عقب قراءته لكتابي "أمميّة لم تغادر التلّ"، وأخبرته عن تواصل سامان فخري من السويد معي وعن الفيلم الذي يعمل عليه ويشمل تلك الرسالة التي أثلجت صدر إيفا.

  لك عزيزي ثائر أحلى التحيّات، ويوم نشر هذه التغريدة يصادف يوم ميلادك 01.03، فليكن العيد القادم في حيفا، برفقة كميل والشيبون وكلّ رفاق دربك الأحرار.

                                                          حسن عبادي

 حيفا 24 شباط 2021