كتبت الأسيرة المحررة دعاء الجيوسي..

عُمرٌ لا يُساوي مائة دولار..لعبة الإسخريوطي والصليب المؤبد

57538122_2199509770115327_3829617523737755648_n.jpg

بقلم: دعاء الجيوسي.

قبل 35 عاماً اعتقلت قوات الاحتلال المناضل رشدي (صالح) أبو مُخ من بيته في بلدة باقة الغربية ومن لحظتها لا زال في درب مجدلي طويل أكل سنوات الشباب والكهولة والشيخوخة وإلتهم الجسد الذي بات مُتداعياً تحت وطأة أمراض القلب وزيادة السُكر في الدم.
خلال رحلة إعتقاله سقطت دول وقامت أخرى مات ملايين البشر وولد مثلهم قبرت الثورة ومات في مهده حُلم الدولة ولا زال هو مكانه ثابت لا يتغير رغم أنف الديالكتيك ومنظري الحركة الدائمة للتاريخ.
كل السنوات التي مضت بأوجاعها وتعرجاتها لم تُشفي سادية يهوذا الإسخريوطي ولم تُقنعه أن الصلب والقَدح في السلوك والمنبت كافية , أحصى اللعين قطعه الفضية الثلاثين فوجد أن في عمر رشدي أبو مخ ما يُمكن بيعه بثلاثين أُخرى فأخرج حججه القديمة وذرائعه وقال إن المصلوب منذ 35 عاماً كان قبل أن يحمل صليبه ويسير في درب الجلجلة قد إقترف مخالفة سير قيمتها تقريباً خمسون دولاراً وأنه أبى وإستكبر أن يُسددها (للسنهدرين) وعليه فإن (للفريسيين والصدوقيين والكتبة) في عمره بقية حق يجب أن يتقاضوه مُضاعفاً ولأن القابع على صليبه لا يملك مالاً وربما لو رآه لن يعرف قيمته الشرائية أو سنة سَكِه فإن الحل أن يُقتطع من عمره أيام أُخرى يقضيها قابعاً على الصليب ينزف ألماً....
حل يهوذا الشيطاني داعب مخيلات المذكورين جميعاً فقرروا أن يقتطعوا من عمر أبو مخ 12 يوماً إضافية يقضيها في السجن فوق حُكمه البالغ أربعة عقود وهذا ما كان صدر الحُكم فتلقاها المصلوب بصمت وسخرية وسؤال أترى لن يتذكر يهوذا أن الرجل الذي وشى به وسجنه كان ضمن قوات نبوخذ نصر التي حاصرت القدس أتراه نسي أن هذا الرجل قاتل سيمون باركوخافا وقاد جيش فرعون نحو البحر وسكب الذهب عِجلاً يُعبد من دون الخالق وتسبب في رحلة التيه السيناوية ورفض أن يدل حارم على مواضع الحجارة في مُحيط القدس.....حسناً أنه نسي وإلا لقرر ومجلسه إقتطاع المزيد من أيام العمر الذي بلغ أواخره وهدرها على رحلة الصَلب المؤبدة.