يزن...يعلي صوته قسطاس ورصاص

ee54fc94455a2a7570b72a219af6f7ba.jpg

بقلم: دعاء جيوسي

يُقال إن أحد المرادفات اللغوية لاسم يزن هو الوادي وهو كذا الكيل عدلاً بالقسطاس المستقيم وقد يكون الوازن يُعطي عدلاً للدنيا بينما يقع عليه هو جورها كله....وهكذا هو يزننا كان واديا دفاقاً بحب الأرض وميزانا عدلاً يُفاضل بين من أعطاها ومن أخذ منها وأولئك الواقفون على الحياد لا أخذاً ولا عطاءً.
يزن مغامس أسم لشاب فلسطيني تردد كثيراً في وسائل الاعلام خلال الفترة الماضية في قضية خضع كل من ارتبط إسمه بها لتعذيب شديد بدأ بسامر عربيد ووليد حناتشة ولم ينتهي عند قسام البرغوثي ويزن ابن الستة وعشرين ربيعاً والذي تأخر تخرجه من قسم علم الاجتماع في بيرزيت لأكثر من عامين بسبب اعتقالاته المُتكررة والتي كان آخرها بتاريخ 11/9/2019 ليلتها اقتيد من بيته وسط تهديد وتنكيل شديد ونُقل كما تقول عائلته إلى مركز توقيف المسكوبية وسط القدس...وهناك خضع لتعذيب قاس وتحقيق طويل وكأن سُلطات الاحتلال لم تكتفي بكل الأسماء الهجينة التي حفرتها على جلودنا لتُضيف لها إسماً من بلاد السلاف الذين بنوا مقر المسكوبية في حقبة ما موئلاً يلجأ إليه حجيجهم عندما يفدون بلادنا ومن ثم بات المبني محجاً طاف بأقبية تحقيقه الفلسطينيون ذكوراً وإناثاً.
بعد 62 يوماً بأكملها قضاها يزن في معتقل المسكوبية نقله جهاز المخابرات الصهيوني 
إلى سجن نفحة ولا زال قابعاً فيه ممنوع من الزيارة أو التقاء المحامين ولا زال شاهراً ميزانه في وجه الجميع يكيل أفعالهم ويفصل بقيده بين فسطاطي حق وباطل تصارعوا طويلاً وسيواصلون ذلك حتى ميلاد الشمس ذات اليوم.