مقالة سياسية ساخرة أسبوعية تصدرها اللجنة الإعلامية والثقافية للجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

لسعات

f9ea74ef85a979e26e5a1db1a582daa3 (1).jpg
المصدر / السجون-حنظلة

يا طالب الدبس من...
بعد أن تمكنت أنظمة العار في الخليج من شرعنة التطبيع في اجتماع الجامعة العربية، تداعى وزراء خارجية ما سمي بالرباعية العربية لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، قيل عنه أنه مخصص لنصرة القضية الفلسطينية، وقد أكد المتحدثون فيه على تمسكهم بحل الدولتين والمبادرة العربية كأساس لهذا الحل وضرورة حماية الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية التي تمثل جوهر منظومته الأمنية، وهنا لا بد من فحص النوايا حتى تصدق ما يقولون.
فحوَّل تمسكهم بحل الدولتين نقول لهم: "صح النوم" فهل بقي من الأرض الفلسطينية مكان لإقامتها؟ وهل هذا التمسك بتجسيده توسيع العلاقات الاقتصادية والأمنية والعسكرية مع دولة الكيان الصهيوني، وتحويل دولاراتهم إلى رصاص ومدافع وطائرات وجرافات لاستمرار حرب العدو المفتوحة ضد شعبنا ودعمها؟ 
أما حول تأكيدهم على المبادرة العربية للسلام فنقول: "كفى كذبًا" فهل بقي من هذه المؤامرة شيئًا سوى التطبيع بعد أن جردتموها من ملابسها وزنيتم بها؟ ولأي شأن تدعون إلى عقد الرباعية الرباعية ؟ فهل هي حلقة جديدة في مسلسل السماسرة العرب لاستكمال ذبح القضية الفلسطينية؟ فأنتم تدركون إن المفاوضات العبثية واستمرار التفاوض على ما تم التفاوض عليه لا يقود الشعب الفلسطيني إلا إلى المقصلة، وهذا بكل وضوح ما تريدونه.
نأتي إلى ضرورات حماية الأمن القومي العربي...فهل من يحرص على أمن العرب يُقدم على التطبيع الشامل لعلاقاته مع أخطر عدو يهدد أمنهم وسلامة أراضيهم واستقرارهم؟ أو يرعى عدوان ما سمي بالتحالف العربي على اليمن أرضًا وشعبًا وذبح أهلها وتجويعهم، وتدمير صرح الحضارة العربية الموغلة في التاريخ القديم، أو يعطي الضوء الأخضر لحلف الناتو لغزو ليبيا وإخضاعها وتدميرها لتكملوا هذا الدور بتقسيمها ونهب نفطها وخيراتها؟.
أما ما يحزن في هذا المشهد المتكرر الذي اعتدنا عليه هو حضور دول تحترم نفسها كالجزائر وتونس ولبنان والكويت وسوريا المغيبة خوفًا من غضب (بايدن وفلسطين)...ماذا عساهم يقولون لأنفسهم وهم يعرفون في دواخلهم أكاذيبهم، ويرون في كل جولة المنشار في أيدي عتاه الرجعية العربي بقضم جزء من ثوابت القضية الفلسطينية والموقف العربي المساند لها.
أما ما يثير الاستغراب للأسف هو استمرار السلطة الفلسطينية في مسح جوخ العباءات الخليجية المصنوعة في أمريكا أو لانكشير أو أحد ضواحي اسطنبول وهي ما تبقت من عروبتهم، فهل نسمي ما حصل انتصار فبراير بعد أن حققتم انتصار نوفمبر بإعادة التنسيق الأمني مع الاحتلال، آمل أن لا يكون هناك انتصارات من هذا الطراز، حتى لا تستمر جماهير شعبنا في الدق على الخشب أو لبس الخرز الأزرق في أعناقهم خوفًا من الحسد، فهل يُطلب الدبس يا سادة من غير العنب؟ صحيح اللي استحوا ماتوا..
-دبوس
اللجنة الإعلامية والثقافية
منظمة فرع السجون
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين