كتاب على شكل حلقات بقلم الأسير الأديب كميل أبو حنيش..

الكتابة والسجن، الحلقة الرابعة عشرة، "التّجربة التّنظيميّة والاعتقاليّة لمنظمة فرع السّجون"

f6d2772b-6d2d-4c16-aebd-9f708be1bff4.jfif
المصدر / السجون-حنظلة

يروي هذا الكتاب الذي اشتركتُ في إنجازه مع الرّفيق الأسير وائل الجاغوب، تجربة الجبهة الشّعبية لتحرير فلسطين (منظمة فرع السّجون) بين السّنوات 2006-2016. 

كانت قد جمعتني بالرفيق وائل علاقة شخصيّة مميزة، وعملنا معًا أثناء الانتفاضة الثّانية في تأسيس وقيادة الجناح العسكريّ للجبهة الشّعبيّة في نابلس منذ بدايات الانتفاضة، وعملنا معًا في السّجون في محطّات مختلفة، وجمعتنا أنشطة ومواقف وخلافات وتناقضات، وساهمنا معًا إلى جانب رفاق آخرين في تأسيس وقيادة منظمة فرع السّجون. ولتعريف القارئ ولو بإيجاز عن الظّروف والأسباب التي دفعتنا لتأسيس منظمة الفرع، يمكن تكثيف الصّورة على النحو الآتي: 

منذ اندلاع الانتفاضة الثّانية، دخل السّجونَ عشراتُ الآلاف من الأسرى والأسيرات من أبناء شعبنا، وفتح العدو عددًا من السّجون الجديدة مثل: (جلبوع) و(الشارون)، و(هولي اوكيدار) و(ريمون) إلى جانب عشرات السّجون والمراكز القائمة من قبل، وأعيد فتح سجن النّقب الصّحراوي الذي أغلق عام 1993 بعد انتهاءالانتفاضة الأولى.

وصلت أعداد الأسرى أثناء الانتفاضة الثانية في سجون الاحتلال إلى أرقام عالية، كانت ذروتها 11 ألف أسيرٍ وأسيرة بين سنوات 2003-2007، وهو ما يستدعي بذل جهود كبيرة لاستيعاب هذه الأعداد، وإعادة تنظيمها من قبل فصائل العمل الوطني المنتشرة على السّاحة الاعتقاليّة التي تشكل امتدادًا للحركة الأسيرة منذ العام 1967.

افتقدت الحركة الأسيرة طوال تاريخها وجود قيادة مركزيّة، واقتصرت العلاقة بين الفصائل على التنسيق فيما بينها أثناء الإضرابات من خلال الرّسائل بحكم اتساع رقعة السّجون (سجون الضّفة، وسجون غزة، وسجون الدّاخل) كما افتقد كل فصيل إلى وجود قيادة مركزيّة واحدة، حيث كان كل سجن يدار بصورة مستقلة على الصّعيد التّنظيمي والوطنيّ مع وجود تنسيق ومراسلات دائمة بين السّجون.

ومنذ العام 2000، لم تكن تختلف أوضاع السّجون عن حالها في السّابق؛ إذ افتقدت التّنظيمات لقيادة مركزيّة تضبط أوضاعها الدّاخليّة، وتوحد لوائحها ومفاهيمها وأنشطتها وجهودها، وبرامجها الثّقافيّة والاعتقاليّة والتّنظيميّة والماليّة بعد فشل إضراب الأسرى عام 2004، واستفحال حالة الضّفة والتّرهل في جسم الحركة الأسيرة. انتهجت مصلحة السّجون الإسرائيليّة سياسات وممارسات اتّضح فيما بعد أنّها تشكّل جزءًا من مشروع خطير يهدف إلى تفكيك الحركة الوطنيّة الأسيرة، وتصنيع قيادات تخضع لتوجيهات مصلحة السّجون واستخباراتها، وزعزعة الثّقة بين مكوّنات الحركة الأسيرة، وذلك بهدف تشويه صورة الأسرى أمام شعبهم، وتحويلهم من نموذج نضاليّ إلى نموذج منساق ومهزوم. 

وقد اعتمد مشروع مصلحة السّجون على ركيزتين أساسيتين: التّفكيك وإعادة التّركيب، بعبارة أخرى تفكيك الحركة الأسيرة وتحويل السّجون والفصائل إلى إقطاعيّات وإمارات يحكمها "أمراء السّجون" المتواطئون مع الإدارة. وصولًا إلى تفكيك الأسير المناضل ذاته، وكسر إرادته، وإدخال الهزيمه إلى أعماقه، أمّا التّركيب، فيعني إعادة تركيب السّجون والأقسام على أساس مناطقي وشَلَلي (أقسام جنين، نابلس، القدس، طولكرم، الخليل،...الخ) وفصل أسرى حماس والجهاد عن أسرى منظمة التحرير، وفصل السّجون عن بعضها وإفشال أيّ إمكانيّة للوحدة الوطنيّة والاعتقاليّة والتّنظيميّة. وسعت مصلحة السّجون إلى إفساد الأسرى من خلال تعزيز وتشجيع الانفلاش والثّقافة الاستهلاكيّة، والعزوف عن البرامج الثّقافية وتقديس الذات، وترقّب الحريّة من السّجن بأيّ ثمن، وتعزّزت تدخلات استخبارات السّجون في الحياة الدّاخلية للأسرى، وإنّ من يجري تنصيبه بشكل أو بآخر من قبل الإدارة، ويصبح مع الوقت حاكمًا مطلق الصّلاحيات، ولا توجد آلية لتغييره أو مساءلته أو محاسبته كما كان شائعًا في الأعراف الاعتقاليّة.

شكّل الانقسام الوطنيّ عام 2007 عاملًا مساعدًا في الشّرذمة والمزيد من التّشظي، وأدّى إلى فصل أسرى حماس عن بقيّة الأسرى، وباتت لحماس ولفتح سجونها وأقسامها، وغابت مفردات كالحركة الأسيرة، ولجنة الحوار، وظهرت الإمارات والممالك، وتعزّزت سلطات أمراء السّجون.

كان لا بدّ من العمل على لجم هذا المشروع الخطير، ومع اتفاقي أنّ تنظيم الجبهة الشّعبيّة، تعد تنظيمًا صغيرًا تتراوح أعداد أعضائه في مختلف السّجون بين 350-400 عضواً، غير أنّنا نمتلك الكثير من المميزات والكوادر الدّاعية والمتمرّسة في مقارعة السّجان وأبرز هذه المميزات: تماسكنا التّنظيميّ، واستمرار الأنشطة التّنظيميّة والثّقافيّة والتّعبويّة في منظماتنا. 

تسارعت حدّة الجدالات في صفوفنا حول واقع السّجون، وتعزّزت أكثر بعد اعتقال الأمين العام أحمد سعدات، وأسفرت هذه الجدالات عن فكرة ضرورة تشكيل فرع للسّجون موازٍ للفروع الأخرى للجبهة وانتخابات الهيئات المركزيّة لهذه الفروع، كانت هذه الخطة أبسط ردّ من جانبنا على مشروع مصلحة السّجون، وقد حسمنا المسألة في أواخر العام 2006، وشرعنا في عملية التّأسيس وكتابة اللّوائح النّاظمة والوثائق التّأسيسيّة لمنظمة الفرع، وصرفنا جهودًا مختلفة، استغرقتنا قرابة العامين إلى أن تمكّنا من عقد مؤتمر الفرع الأول، وانتخابات لجنة مركزيّة فرعيّة وقيادة للفرع ولجنة رقابة فرعيّة. ومع بدايات العام 2009 باشرنا مهامنا.

وقد كنتُ أنا ووائل إلى جانب رفاقٍ آخرين من مؤسسي هذه المنظّمة، وانتُخبنا في قيادة الفرع في الدّورة الأولى (2009-2013) والدّورة الثّانية (2013-2016) والدّورة الثّالثة (2016-2019) وأشغلنا مهامًا تنظيميّة واعتقاليّة وإعلاميّة وثقافيّة في إطار هذه المنظّمة.

ولم يرق تشكيلنا لهذه المنظمة لإدارة مصلحة السّجون، فمنذ ظهور منظّمة الفرع إلى العلن في بدايات العام 2009، كردٍ على مشروع التّجزئة والشّرذمة، أقدمت مصلحة السّجون على عزل الأمين العام أحمد سعدات في بدايات العام 2009، وبعد عام أقدمت على عزل الرّفيق عاهد أبو غلمي أحد أعضاء قيادة الفرع، وشرعت مصلحة السّجون في سلسلة من الإجراءات القمعيّة التّنكيليّة بحقّ كوادرنا وأعضائنا من تنقّلات، وزنازين، وحرمان من الزّيارات، والمداهمات، والتّفتيشات المتكرّرة، مما خلق تحديًا كبيرًا للتّنظيم وكان يتعيّن علينا العمل على تعزيز وبناء المنظّمة الوليدة، وفي ذات الوقت مواجهة الإجراءات التّعسفيّة بحقّنا. وقد نظّمنا إضرابًا شمل معظم أعضاء المنظّمة في أيلول 2011، وكان أوّل إضراب عام بعد إخفاق إضراب العام 2004، واستمر إضرابنا 21 يومًا، ولم يطل الوقت حتّى خضنا إضرابًا آخر في نيسان 2012 مع بقية الفصائل واستعدنا الكثير من الحقوق، وخرج المعزولون كافّة، وعلى رأسهم أحمد سعدات وعاهد. 

وخلال هذه السّنوات وما تلاها خضنا العديد من النّضالات والإضرابات الجزئيّة، وتولّينا مهام مختلفة، ولم تتوقف إجراءات مصلحة السّجون بحقّنا وتواصلت أنشطتنا أنا ووائل في إطار التّنظيم، وانعقد المؤتمر الثّالث للفرع في 2016، وانتخبت الهيئات الجديدة مسؤولًا للفرع، وانتُخب وائل نائبًا للمسؤول، كنّا حينها في قسم 7 في سجن (ريمون)، وبدأنا نكتب المقالات السّياسية والأدبيّة، ونسرّبها لموقع حنظلة من خلال الهاتف.

وفي هذه الأثناء ولدت فكرة العمل على كتاب مشترك بيني وبين وائل للكتابة عن تجربة منظّمة الفرع، وكان قد مضى على تشكيلها عشرة أعوام (2006-2016) ووجدنا أنّ التّجربة كانت مثمرة رغم مرارتها وقسوة ما تعرّضنا له حتّى أمكننا فرضها وتثبيتها، وأنّ هذه التّجربة يجب أن تؤرّخ وتقدّم مساهمتنا على هذا الصّعيد.

واتّفقنا على تسميتها باسم التّجربة؛ فإنّها لا زالت مستمرة وتتخلق، وخطّطنا للكتاب وقسمناه لجزئين: تنظيميّ واعتقاليّ، واتّفقنا أن أتولّى كتابة الشّق التّنظيميّ؛ لأنّ المهام التّنظيميّة شكّلت جزءًا كبيرًا من مهامي، فيما يتولّى وائل الشّق الاعتقاليّ بوصفه كان مسؤولًا عن هذا الملف طوال السّنوات الماضيّة. 

باشرنا العمل بحماسة كبيرة، إلى جانب مهامنا الجديدة في التّنظيم، واستغرق عملنا أسابيع قليلة، وأنجزنا مسودّة الكتاب، وما إن بدأنا في إعداده نهائيًا ليغدو كتابًا جاهزًا للطّباعة حتّى انفجرت أزمة الرّفيق بلال كايد. 

كان الرّفيق بلال كايد أحد أعضاء قيادة الفرع في الدّورة الثانية، وكان محكومًا بالسّجن لمدّة 14.5 عامًا، وقبل تحرّره بأشهر أقدمت مصلحة السّجون على عزله في أواخر العام 2015، وكان من المفترض أن يتحرّر في 14 حزيران 2016، غير أنّنا فوجئنا بتجديد اعتقاله مدّة ستّة شهور إداريّة، وكان علينا أن نتحرّك بسرعة للرّد على هذه السّياسة، فسارعنا لإعداد برنامج طويل الأمد بدأنا به في 14 حزيران، وشرع الرّفيق بلال بإضرابه عن الطّعام في اليوم التّالي. وكانت معركة طويلة؛ إذ شارك مختلف رفاقنا في السّجون في البرنامج المُقرّ من قبل قيادة الفرع (إرجاع وجبات الطعام على مدى أسابيع، وإضرابات عن الطّعام مدّة أسبوعين لكلّ عضو حزبيّ، ومناوشات وتمرّدات وتشويش على الإجراءات اليوميّة في السّجون من عدّ وفحص أمني وغيره... الخ)، واستمرّت معركة بلال مدّة تجاوزت 70 يومًا، فيما تجاوزت معركتنا نحن ال 80 يومًا وكانت تجربة مهمّة وانتصر الإضراب. 

ولكن ماذا عن الكتاب؟ كنّا قد أنهينا مسودّته حين داهمتنا أزمة تجديد اعتقال بلال، فكان يتعيّن عليّ وعلى وائل التّفرغ الكامل لإدارة معركة الإضراب، على أن نعود لإتمام الكتاب فور انتهاء المعركة، وفي ذات الوقت خشينا من إمكانية نقلنا إلى جانب الخشية من المداهمات، ومصادرة المواد المكتوبة بما فيها مسودّة الكتاب. فكان الخيار أن نسارع لإخراج الكتاب وتسجيل مواده على الهاتف، على أن نعود إلى تدقيق المادّة بعد الإضراب. وبدأنا بتسريب الكتاب للخارج من خلال تسجيله عبر الهاتف، وتولّى الرّفيقان ثائر حنيني وحكمت عبد الجليل هذه المهمّة، وكان الرّفيق أيمن فرحات في غزة يسجّل المادّة على هاتفه المحمول، ويعمل على تفريغها وطباعتها، واستمرّت العملية مدّة أسبوع إلى أن تمكّنا من تسجيل الكتاب. 

انهمكت أنا ووائل وسائر أعضاء التّنظيم في إدارة وخوض غمار معركة الإضراب، ولم يطل الوقت حتى نقل وائل إلى (هدريم)، وحدث ما كنّا نتوقعه من مداهمات وتفتيشات للغرف، ومصادرة المواد المكتوبة. وبعد شهر جرى نقلي إلى (هدريم)، وهناك التقيت بوائل وخضنا معًا الإضراب عن الطّعام مدّة 14 يومًا، أمضيناها في زنازين (هدريم)، وأثناء الإضراب ناقشنا حيثيات هذه المعركة الطويلة، وقرّرنا أن نضيف فصلًا آخر للكتاب، يتحدّث عن هذه المعركة؛ لأنّها من أهمّ المعارك التي خضناها، وستترك أثرها على نشاطنا التّنظيميّ والاعتقاليّ.

فور خروجنا من الزّنازين، تابعنا أخبار إضراب رفاقنا في السّجون الذين كانوا يشاركون بالإضراب على شكل دفعات لمدّة أسبوعين، انتهت معركة الإضراب بانتصاره في أواخر آب، ووافقت مصلحة السّجون على الإفراج عن بلال بعد إنهاء حكمه الجديد على ألّا يجري تجديده، ووافقت الإدارة على إعادتي إلى (ريمون).

عدنا إلى ريمون في أوائل أيلول، وجرى فصلنا عن بعضنا، وائل دخل إلى قسم 7، وأنا دخلت إلى قسم أ، ولم يطل الوقت حتّى جرى نقلي بعد أسبوع إلى جلبوع، ورغم انهماكنا في العمليّة التّنظيريّة وما خلفه الإضراب من تداعيات، لم يفت عن ذهننا متابعة كتابنا المشترك، فتراسلنا وتحدّثنا عن ضرورة إضافة الفصل الجديد للكتاب، وتولّى وائل كتابته مع إسهامات بسيطة منّي، وأضيفت للكتاب بعض التّعريفات عن الكثير من المفاهيم والمصطلحات المتداولة في السّجون، كما كتب الرّفيق سعدات تقديمًا للكتاب، وجرى تسريب المادّة الجديدة وسجّلت مجددًا لدى الرّفيق أيمن الذي عمل طوال الشّهور الماضية على إعداد الكتاب وطباعته ليكون جاهزًا للنّشر في أيّة فرصة.

كنّا معنيين أن يطّلع على مادة الكتاب قبل إصداره أكبر عدد من المعنيين المختصّين والأسرى المحرّرين، وبالفعل عرضت المادة المكتوبة على الكثير من القادة المحرّرين، وأرسلت المادة المكتوبة عبر البريد الإلكترونيّ للرّفيق الأسير المحرّر أحمد أبو السّعود المقيم في سوريا الذي أمضى أكثر من 25 سنة في السّجن، وقاد منظمة الفرع في دورتها الأولى، وتحرّر في صفقة شاليط في أكتوبر في العام 2011؛ ليراجع المادة ويسجل ملاحظاته، ويضيف بعضًا من التّعديلات إذا اقتضى الأمر.

لاقت مادة الكتاب استحسانًا لدى (أبو السّعود)، ولدى العديد من النّاشطين والأسرى المحرّرين، وأوصوا بطباعته، وبالفعل طُبع في طبعته الأولى في لبنان أواخر العام 2017، وكان ل (أبو السعود) ورفاق آخرين دورٌ مهم في إصداره، وطُبع طبعةً ثانية في قطاع غزة في آذار 2018، وكان للرّفيق علّام كعبي دور مهمّ في إنجاز هذه الطّبعة. وجرى تنظيم حفل إطلاق الكتاب في غزة، حضره حشدٌ من المهتمّين والنّاشطين والإعلاميين، وتحدّث الكثير منهم حوله في ورشة أقيمت أثناء حفل إطلاقه. 

حاول الكتاب أن يسجّل بعضًا من ملامح هذه التّجربة المهمّة التي دفعنا في سبيل إنجاحها أثمانًا باهظة، ونعترف أنّ الكتاب قد اعترته الكثير من النّواقص بسبب الظّروف التي دفعتنا للاستعجال بتسريب مادته للخارج، كما أنّ الكتاب يلخّص آرائي وآراء الجاغوب حول هذه التّجربة، علمًا أن لدى الكثير من رفاقنا ممن شاطرونا معاناة التّجربة ما يقولونه ويكتبونه عنها بشكل يتقاطع كثيرًا مع ما كتبناه، ومن الممكن أن يضيفوا ما هو جديد ومهم مما لم نتداركه، أو غفلنا عنه ولم نسجّله من دروس وانطباعات. 

ويجدر التّنويه أخيرًا إلى أن الرّفيق وائل الجاغوب يقبع في العزل الانفراديّ منذ أواخر حزيران 2020، ولغاية كتابة هذه السّطور شباط 2021، وهو يتولّى في هذه اللّحظة قيادة منظّمة فرع السّجون. فالرّحلة كانت وما زالت شاقة، وما يزال المزيد مما يمكن أن يُكتب ويُروى عن هذه التّجربة.

الأسير كميل أبو حنيش

سجن ريمون الصحراوي