الأسير رائد الشافعي يرثي المناضلة الراحلة "أم حاتم الجيوسي"

يعتصر قلوبنا الألم

FB_IMG_1610299284183.jpg
المصدر / السجون-حنظلة

اليوم رحلت عنا الشمس ولن تعود من جديد لتبشرنا ببزوغ فجرٍ يطل علينا محملاً بندى الأمل والفرح والدفء ..

أين ذهبت يا أماه وإلى أين رحلت يا دنيانا الجميلة ، لا أخفيكم سراً إن قلت لكم قد رحلت من الحياة أكثر من كانت يفهمنا في هذا الكون ، رحلت عنا اليوم أماً عظيمة كنا نهرب إليها من تعاسة حياتنا التي لا ترحم ، واليوم وبعد رحيلها نحن اجساداً بلا روح ، كنا نهرب إليك يا أماه نجدك دائماً وأبداً ماثلة أمامنا بمرارة إبتسامتك على هذا العجز الذي نعيشه ، عجزاً بعد رحيلك يا أماه أصبح يتجرأ على زيارتنا ليلاً محاولاً أن يلوث أطهر أحلامنا وأجمل صور ذكرياتنا ومخيلتنا التي تشرق بحضورك كل لحظة ..

لقد رحلت من كنا نهرب إليها بحثاً عن الحنان والدفء والطهارة ، لقد رحلت الأحلام التي قاتلنا من أجلها ومن كنا تبتلع الألم ونتنفس من أجلها الأمل حرصاً منا على حفظ إبتسامتها ، رحلت من علمتنا أن لا نخسر الإنسان الذي بداخلنا مهما إشتدت قسوة الحياة علينا وإنطفأ قنديل العمر ... 

نحن يا أماه نعجز عن رثائك فأنت أهم بكثير من خصائص اللغة وجماليتها كيف نرثيك وأنت أبلغ وأعظم شئناً من اللغة وقواعدها ، نحن أمام رحيلك هاجرتنا الحروف والكلمات ونبقى عاجزين مهما بلغنا من القدرة على التعبير ،نرثيك بصمت فهو أصدق من كل الكلمات لم نجد أبلغ من لغة الصمت و دمعاً نشيد لك به عرشاً على قلوبنا وذاكرتنا لتبقين بمكانك الطاهر مدى الحياة ، إن الرثاء يا أماه لمن رحلوا فكيف نرثيك وأنت تعيشين فينا روحاً طاهرة نقية ، كيف نرثيك وأنت تكبرين فينا روحاً مقدسة شعلة تنير درب ليالينا أملاً ينبض بين ظلوعنا وستبقين البوصلة التي تهدينا إلى طريق الوطن...

 

الأسير رائد الشافعي

سجن جلبوع