بمناسبة الانطلاقة الثالثة والخمسون..

بيان جماهيري صادر عن منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال

f9ea74ef85a979e26e5a1db1a582daa3 (1).jpg
المصدر / حنظلة

يا جماهير شعبنا الباسلة ..
مرت ثلاثةً وخمسون عامًا على انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي شكلت مدرسةً ثورية ومبدأيةً تخرَّج فيها عشرات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين، وبهذه المناسبة اسمحوا لنا من هنا من قلب قلاع الأسر، أن نبرق أسمى تحياتنا الكفاحية إلى جماهير شعبنا الصامدة في كل مكان، وننحني أمام عظمة الشهداء الذين عبَّدوا لنا طريق الحرية والكرامة ومواجهة العدو، ونهنئ أبناء شعبنا في الوطن وفي الشتات وكافة رفاقنا ورفيقاتنا بهذه المناسبة التي تبعث فينا الفخر والاعتزاز، وتشكِّل محطةً في كل عام لإعادة تجديد العهد والقسم على مواصلة درب الكفاح والثورة حتى دحر الاحتلال عن ثرى أرضنا المقدسة. 

إن هذه المناسبة الوطنية، وغيرها من مناسبات في تاريخ شعبنا، ينبغي أن تتحول إلى محطات للفعل الثوري المقاوم للعدوان الصهيوني الذي يستهدف أرضنا وشعبنا في كل يوم، فهذا العدو الاستعماري العنصري الذي يشكل خطرًا على الوجود الفلسطيني العربي، لا يعرف سوى لغة القوة والمواجهة، ولا يمكن أن يجري مع مثل هذا الكيان أي نوع من المعاهدات والتسويات القائمة على أساس الإذعان والتخاذل والذل، كما تفعل بعض الأنظمة العربية العميلة مؤخرًا، التي اندفعت بصورة يندى لها الجبين نحو تطبيع العلاقات مع العدو. 

إننا اليوم وفي ضوء ما تتعرَّض له قضيتنا الوطنية من مخاطر بعد محاولات الولايات المتحدة ومعها دولة الكيان الصهيوني وبدعم من بعض الأنظمة العربية العميلة لفرض تسوية مُذِّلة على شعبنا تمثَّلت بصفقة القرن التصفوية، فإننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى لتعزيز الوحدة والتلاحم وإنهاء الانقسام والإتفاق على إستراتيجية وطنية مقاومة، تتصدى لمهامها التاريخية والوطنية في هذه اللحظة السياسية الحرجة.. 

يا جماهير شعبنا الصامدة في كل مكان..
إن إعلان السلطة الوطنية استئنافها للتنسيق الأمني وإعادة العلاقة مع دولة الاحتلال ومع الولايات المتحدة والدول والأنظمة العربية التي هرّولت للتطبيع مؤخرًا، لا يمكن أن يؤسِّس لشراكة سياسية ووطنية من شأنها التصدي للاحتلال ومشاريعه على الأرض، وتعد خروجًا عن الموقف الوطني الذي تجسَّد أثناء اجتماع الأمناء العامين في بيروت ومخرجاته، وتنصلًا من التعهدات التي قدمتها قيادة السلطة بعدم العودة إلى مربع التسوية واتفاقيات أوسلو وما تمخَّض عنها، إن هذه السياسة تُنذر بمخاطر جسيمة على المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، وتشكل مكسبًا صافيًا للعدو.. 

إننا اليوم وفي ظل هذه المخاطر على القضية الوطنية نطالب باستكمال الحوارات الوطنية الشاملة، للوصول إلى تفاهمات وطنية تسمح بمقاومة الاحتلال وصولًا إلى دحره النهائي، وقبلها يتعين على السلطة التراجع عن مواقفها في إستئناف العلاقة مع الاحتلال، والاستمرار في مقاطعة أنظمة الرجعية العربية المهرولة للتطبيع والأهم من كل ذلك مواصلة القطيعة مع الولايات المتحدة المنحازة دائمًا للعدو بصرف النظر عمن يتولى إدارة الولايات المتحدة. 

يا أبناء شعبنا الميامين.. 
إن استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والإتفاق الوطني الشامل هي شروط ضرورية في الانتصار على العدو وبدونها لا يمكننا أن نواجه غول الاستيطان ومسلسل الممارسات الاحتلالية اليومية، ومن هنا من قلب ساحات وميادين السجون ومن وسط آهات القهر والمعاناة نرفع صوتنا عاليًا مطالبين الجميع بالوقوف عند مسؤولياتهم الوطنية التاريخية والإمساك بزمام اللحظة التي توفرت في أعقاب المناخ الوطني الوحدوي وعدم تفويتها.. 

يا أحرار شعبنا..
إننا وبهذه المناسبة نتقدم مرةً أخرى بالتحية لأبناء شعبنا في كل مكان ولذوي الشهداء والجرحى والأسرى والمناضلين، وإلى كافة رفاقنا ورفيقاتنا بالتهنئة مجددين العهد وإياكم على مواصلة درب الكفاح والثورة حتى تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.. 

المجد للشهداء والنصر لشعبنا المقاوم 
وإننا حتمًا لمنتصرون 

رفاقكم في منظمة فرع السجون
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين