مسؤول لجنة الأسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يكتب

"قتل وعزل تتوسطهما جائحة" بقلم الأسير المحرر علام كعبي

IMG-20200629-WA0027

غزة - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

    "قتل وعزل تتوسطهما جائحة"

بقلم: مسؤول لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين علام كعبي.

 

ككل احتلالات العالم وحركاته الفاشية لم يترك الكيان الصهيوني موبقة ولا جريمة إلا اقترفها بحق شعبنا الذي لم تبدأ مأساته الوطنية عند التهجير والنكبة ولم تنتهي بالسجون وما يدور خلف جدرانها من جرائم، ولكن ربما لتطابق التواريخ مدلولات خاصة ففي نهاية شهر حزيران عام 1992 قتلت أجهزة العدو ابن مدينة خانيونس المناضل نجيب بريص داخل عزل سجن الرملة وفي ذات اليوم بعدها بـثمانية عشر عاماً نقلت مصلحة السجون القائد وائل الجاغوب من سجن جلبوع الي عزل سجن مجدو بعد رحلة تنكيل طويلة.

دولة الاحتلال التي احترفت الإجرام واتخذته وسيلة لتبرير الوجود أمام ممولي مشروعها الاستيطاني لم تختلف يوم تأسيسها عن اليوم ولن تتغير حتى اليوم الأخير في وجودها على أرضنا ولكن وكأنها بتتابع جرائمها بنسق تصاعدي تُريد أن تثبت لمن يُراهن على إمكانية التعايش معها خطأ خياره... فقد قتلت أسيراً أعزلاً وفي نفس اليوم وبعد ثمانية عشر عاماً قمعت أسيراً آخر ونقلته الي أسوأ زنازين العزل التي عرفتها السجون على ظهر الكوكب وما بين القتل والعزل الانفرادي الذي يعتبر شروعاً به تسللت الي أجساد الأسرى الأمراض والأوبئة ونخرت رئاتهم الغازات السامة وأكلت عظامهم القيود.

لم يكن نجيب بريص أول المقتولين في السجون فقد أزهقت قبل روحه عشرات الأرواح إما تحت وطئة التعذيب أو نهشاً ببراثن الأمراض أو قتلاً مباشراً وكذا الحال مع وائل الذي لم يكن أول المعزولين ولن يكون آخرهم فالجرائم ووجود العدو على أرضنا أمر متلازم لا إنفصام في عروة تجمعه إسمها الفكرة الصهيونية بكل قبحها وعنصريها واستعلاءها...وما بين القتل والعزل تتسلل الأمراض والأوبئة إلى أجساد الأسرى فتفتك بمن تستطيع وتترك لدى الباقين ندوباً بعمق مآساة شعبنا وما كورونا الذي داهم السجون عن القارئ ببعيد.


المجد لروح نجيب بريص ولكل شهداء شعبنا والحرية لوائل وكافة الأسرى.