إجابة الأسرى في سجون الاحتلال على بعض أسئلة عامة الناس

أنت تسأل والأسير يجيب "الجزء الرابع"

أنت تسأل والأسير يجيب - مركز حنظلة للأسرى والمحررين

س : كيف تنجزون أعمالكم الحياتية والأدبية داخل السجون ؟

ج: من خبر تجربة الأسر يعرف أن السجن ليس مجرد أبواب وجدران وأسلاك شائكة وأسرى وسجانون وإنما يوجد مجتمع أسري بين الجدران له أعرافه وتقاليده وثقافته وقيمه وتراثه وتجاربه وحتى لغته ومفرداته الخاصة، وتجربة الأسر مستمدة من تاريخ عمره أكثر من نصف قرن استطاعت عبره أجيال وأجيال تساهم في بناء وبلورة هذا المجتمع وثقافته ووسائله في مواجهة السجان فالحياة داخل السجن تنقسم إلى مجموعة من المجالات تبدأ بالشؤون الحياتية الاعتيادية من إعداد الطعام وتنظيف وإدارة وغسيل وإلخ..، وأيضًا المجالات الاعتقالية والتنظيمية والثقافية والمالية وظروف الأسر كما هو معروف هي ظروف قاسية فالتناقضات على مدار الساعة وهو ما يستدعي أن يلجأ الأسرى لتنظيم شؤونهم وحل الاشكالات الداخلية والإعداد لبرامج مواجهة مع السجان، أما على صعيد الإنجازات الأدبية والثقافية فهي تواجه صعوبات كبيرة في طريق إخراجها إلى النور لأنه في الغالب يجري مصادرة هذه الكتابات ويجري ملاحقتها من خلال التفتيشات الدورية وفرص إخراج هذه الكتابات إلى خارج الأسوار باتت ضئيلة في السنوات الأخيرة إلا أنه ومع وجود أجهزة هواتف قليلة جدًا مع بعض الأسرى مهربة داخل السجن التي ساعدت على إخراج هذه الكتابات لترى النور وهذه الوسيلة أيضًا غير متوفرة في كافة السجون كما أنها تواجه صعوبات من خلال أجهزة التشويش والمداهمات المستمرة التي ينجم عنها في الكثير من الأحيان العثور على بعض هذه الهواتف، وبالتالي فإن عملية الكتابة تحتاج أجواء مناسبة أما عملية إخراجها إلى النور فهي أيضًا تواجه صعوبات كبيرة، أما الأصعب فهو عزوف المؤسسات الرسمية والثقافية عن طباعة هذه الإصدارات وعدم الاهتمام الكافي لأدب السجون وما ينتجه الأسرى من كتابات ثقافية وسياسية بشكل عام.

 

 

س: هل ترون أن هناك تخاذل تجاه قضية الأسرى؟

ج: لا يمكن القول عن تخاذل بل تقصير في إدارة ملف الأسرى وهذا يمتد منذ عشرات السنوات وذلك في غياب استراتيجية وطنية موحدة لها أهداف وبرامج وجداول عمل وتكتيكات تحدد النجاحات والإخفاقات، وبناءً على ذلك يصبح ملف الأسرى خاضع للإبداعات الموسمية كإبداع المقاومة في الخطف مثلًا أو لأولويات تحددها أطراف تستعمل الملف لمصالح معينة فقط.

 

س: ما هي كيفية التعامل مع الأسيرات القاصرات في السجون؟

ج: لا نحبّذ التفريق ما بين الأسيرات والأسرى فهم مناضلون ومناضلات للشعب الفلسطيني وبهذا فإن ما تخضع له الأسيرة القاصرة ويخضع له الأسير القاصر بغض النظر عن الجنس وعليه فإن الاحتضان وبناء برامج وطنية واجتماعية وسياسية لتحيل هذه الفئة من الأسرى مضامين ثورية ووطنية وخلق نموذج قيادي ويعزز من شخصياتهم ويخفف من معاناتهم ويقدم لأهالي الأسرى والمجتمع نموذجًا يقدم بهذه الفئة باعتبارها طليعة، إن تجربة الأسر عبارة عن مرحلة تطور الشخصية ،والاهتمامات هي الحل ولاحقًا الضغط الوطني والاجتماعي والسياسي والدبلوماسي للإفراج عنهم باعتبارهم ممثلي الأسرى والشعب الفلسطيني أمام العالم.

 

 

س: لماذا لا نجد تأثيرًا للأسرى في القرار السياسي الفلسطيني؟

ج: هذا الأمر لا يمكن تعميمه حيث يختلف من تنظيم لآخر ومن شخص لآخر وفي العموم فإن القرار السياسي الفلسطيني يُصادر من السلطة السياسية بمعنى أنه تم تحويل مصدر القرار، إن الإنتاج القيادي والفصائلي ومراحل العمل الوطني التي تنتج الكادر إلي انتخابات والتي بدورها تنتج القادة ومصدر القرار والانتماء والانتخابات الرئاسية والتشريعية إلخ..، أما في إطار الفصائل الأمر يختلف من طرف إلى آخر فمثلًا الجبهة لديها "فرع السجون" الذي من خلاله تقدم رؤيتها السياسية وضمن آليات التنظيم ويمكن أن يؤثر على اتجاه القرار السياسي لدى هذا التنظيم وكذلك فتح وحماس وغيرها، حيث يخضع موقف أسرى الفصائل كلًا لفصيله تبعًا للانقسام السياسي وضعف المؤسسات التمثيلية الجامعة "م.ت.ف"، ثم لا يخفى على أحد أن المرحلة الحالية تشهد تدني في الاهتمامات والمستويات السياسية والثقافية للأسرى بشكل عام.

 

 

س : إن كنتم خارج الأسر الآن، كيف تساندون من هم في الأسر ؟

ج: طبيعة ملف الأسرى هو أنه ملف عام ويخضع لمساندات شاملة تقع في استراتيجية وطنية شاملة تكمن في الكفاح السياسي الإعلامي القانوني الدبلوماسي والجماهيري بالإضافة للاجتماعي والاقتصادي والمالي والحقوقي والقانوني، وأيضًا هذا الملف شامل يتم استخدامه لشرعنة معينة وبالمضمون فإن المساندة تتم من خلال استراتيجية شاملة ووطنية يتم فيها تحديد ملف الأسرى كأولوية باعتبار أي ثورة مشروع تحرر للأرض والإنسان، وبالتالي تقوم المقاومة بجهود في هذا الإطار وهي مثمرة حسب الجداول الزمنية لعمر المحاولات "صفقة الوفاء للأحرار" عام2011م وكذلك الصفقة المرتقبة، أما المساندة فتقوم بإنجاز مشروع حقوقي قانوني يُقدّم للمؤسسات الدولية والرأي العام لاستجلاب موقف دولي ورأي عام دولي تجاه هذه القضية، بما يعني ذلك استخدام المؤسسات في إنجاز وتسليط الضوء على هذه الجوانب من الدعم الجماهيري والمساندة على الأرض ..إلخ من أشكال النضال الدبلوماسي والسياسي والوطني على أن يكون الأسرى هم محور النضال.

 

 

س: كيف يتم التعامل مع الأسرى داخل السجون؟

ج: تعتبر المرحلة الحالية من أخطر المراحل التي تمر فيها الحركة الأسيرة من حيث الترهل والانقسام والتشرذم وبالتالي المصالح الضيقة وتمام النزعة الاستهلاكية والروح الفردية، مما حطم القاعدة الأساسية لنضالات الحركة الأسيرة وهي التضامن الاجتماعي والوطني والسياسي، ومما جعل اختراق في صفوف الأسرى وسمح للعدو والسجان باختراق هذه الحركة والهجوم عليها والتنكيل بها وبحق الأسرى بشكل عام، وبالتالي المطلوب من الأسرى كافة هو الخضوع إلى برنامج موحد يشمل كافة الفصائل وبالتالي مواجهة سياسة السجان ومن خلفه اليمين المتطرف.