مسئول منظمة الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال الرفيق الاسير وائل الجاغوب يكتب

غسان الأديب والمقاتل

غسان الأديب والمقاتل

وائل الجاغوب

 

إنّ إحياء ذكرى الشهداء تُعتبر شكلاً من أشكال الوفاء للشهداء ودربهم والاستمرار على نهجهم، إنها أيضاً محطة للتأكيد على ما مثّلوا وشكّلوا في سياقاتهم والأهم أنها رسالة راهنة بما يجب أن نقوم به وما علينا أن نكونه، فإحياء ذكرى ليس فعلاً إجرائياً مراسيمياً روتينياً إنما تأكيد على خيار نهج ودروب لها استحقاق، وعلينا أن نكن على قدره.

إنّ إحياء ذكرى استشهاد الأديب والمناضل غسان كنفاني في هذه الأيام يتطلّب منّا أن نتأمل التجربة التي خطّها كنفاني وأن نلتقط معانيها والتي يمكن أن نُسجّل الجزء اليسير منها عبر النقاط التالية:

  1. ما يعنيه المثقف الثوري كمفهوم وما يتطلّبه كممارسة، حيث جسّد غسان بممارسته وسياسته مفهوم المُثقّف الثوري المُنتمي الذي أدرك الحقيقة ولم يتخلّى عنها بمفردات فتشك مارس دور المثقف الثوري عبر انتاجه الثقافي المقاوم وفعله السياسي الثوري.
  2. تقديمه لمفهوم الثورة والجماهير والإرادة والوعي من دعوات دق جدران الخزان إلى مقولة الثورة "لا تمت قبل أن تكون نداً" والتفرقة بين خيمة وأخرى، خيمة الصمود والمقاومة ونقيضها واستحقاق ذلك.
  3. مُركّب القضيّة الوطنيّة الفلسطينيّة ما بين الإنسان والأرض وجوهر القضية الفلسطينية اللاجئين والعودة والتي يرمز لها المخيم، وما يتعرض له هذا الحق راهناً من استهداف ومحاولة شطب وما تحتاجه من إرادة مقاومة وفعل دفاعاً عنه.
  4. المقاومة والدعوة لها دوماً وإلى فعلها الثوري وقدرة الفرد أن يتصدى للدور وأن يشتبك وواقعه وأن يُحدث الفرق ويدرك دور وأهمية الفعل الجماعي ومساحة الدور الفردي.
  5. مكانة الوعي وأهميته والتي ارتكز عليها غسان، فالوعي الثوري مُتطلّب وحاجة تقدميّة بوصفه رافعة يُمثّل حاجة للثورة.

إنّ تقييم حاضرنا وما يتطلّبه مما يرتكز بجزء منه على وعينا لتجاربنا كشعب، وجزء أصيل من هذه التجارب، ما مثّله الشهداء.