صفقة القرن "الحلقة الرابعة" انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الضمانة المُجربة للانتصار على صفقة القرن

860x484

صفقة القرن

الحلقة الرابعة

انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الضمانة المُجربة للانتصار على صفقة القرن

 

من يعرف ألف باء السياسة يُدرك أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة صفقة القرن وإحباطها، فمشروع من عيار صفقة القرن يحتاج الى تحشيد كل عناصر القوة التي يمتلكها شعبنا وزجها في ميادين مواجهتها، والغريب أن علو النبرة على لسان خُطباء وقادة الفصائل الوطنية والإسلامية في رفض صفقة القرن لا يُقابه الخطوات العملية الضرورية لرص صفوف شعبنا في مواجهتها، وعلى العكس من ذلك فإن خطاب الانقسام والمُناكفات يرتفع طردياً مع علو خطابات رفض هذه الصفقة، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول جدية هذا الموقف ومصداقيتها، ولا شك أن رجل الشارع الفلسطيني العادي الذي من المفروض أن يُشكل سياج حماية ثوابت قضيتنا ورأس الحربة في مواجهة المؤامرة الأمريكية الجديدة يجري تجييشه في خطابات تعزيز الانقسام حتى بات يتساءل ان كانت صفقة القرن تستهدف سكان "المريخ".

ولوضع النقاط على الحروف لابد من أن نُقصر الطريق نحو تعبيد طريق انهاء الانقسام، تبدأ بالدعوة لإجراء حوار شامل يجمع الكل الفلسطيني من أجل تذليل كافة العقبات التي تعترض طريق المُصالحة، وإذا كانت دعوة الاطار القيادي المؤقت لــِ م.ت.ف بات يستثير قيادة المنظمة مع أن الجميع وقع بأصابعه العشر على وثيقة القاهرة عام 2011 واتفاق الشاطئ وكل الوثائق الوحدوية الفلسطينية يُمكن دعوة لجنة تفعيل المنظمة التي جرى تشكيلها لتفعيل اتفاق القاهرة بشأن إعادة بناء المنظمة وتفعيلها وتطويرها التي جرى في آذار 2005، فهذه اللجنة وكما هو معروف تم الاتفاق على تشكيلها من أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة ورئاسة المجلس الوطني والأُمناء العامون للفصائل والقوى السياسية كافة وعدداً من الشخصيات الوطنية المُستقلة، فهي الاطار الجامع التي من خلاله تم ابرام العديد من الاتفاقات التي تنتظر التنفيذ لإنهاء الانقسام وتحقيق المُصالحة الوطنية وإعادة بناء الاستراتيجية الوطنية النضالية المُوحدة لِمُواجهة عدوان الاحتلال وتجاوزاته وكل المشاريع التي  تسعى لتحقيق أهداف هذا العدوان.

كما يُمكن عقد لقاء تمهيدي يجمع كل الأُمناء العامين للفصائل والقوى السياسية الفلسطينية لتفعيل هذا الإطار واستكمال المصالحة من النقطة التي توقفت عندها، وغير ذلك فإن كل الشعارات والادعاءات الرافضة لصفقة القرن تظل جُملاً جوفاء لا معنى ولا مصداقية لها، وفي حال استمرار هذا الحال فإن على شعبنا مصدر شرعية أية فصيل أن يُبادر الى فرض مُحددات تحقيق الوحدة بكل الطُرق التي يراها مناسبة، فهو من يدفع ضريبة المقاومة وعليه الحرص على ألا تذهب دماء الشهداء التي تُزهق يومياً في ساحات المُواجهة هدراً.