رغم تهديدات الاحتلال..

منظمة الشعبية في السجون تُحيي الانطلاقة ببرنامجٍ من الفعاليات الوطنية

المصدر / خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

أحيت منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجون الاحتلال، الذكرى 51 لانطلاقة الجبهة، ببرنامجٍ وطنيّ من الفعاليات والندوات، رغم تهديدات الاحتلال وتوعّداته باتّخاذ إجراءات عقابية بحقّهم.

ونظّم أسرى الجبهة الشعبية فعاليات ذكرى الانطلاقة في سجن جلبوع، ونفحة، وريمون، وعوفر، وشاركهم الأجواءَ الاحتفالية أسرى من بقيّة الفصائل، وشملت الفعاليات عقد ندوات ولقاءات، وإلقاء كلمات وطنيّة خاصة بالمناسبة، وتوزيعٌ للحلوى، إضافة لتنظيم مسابقات ثقافية ورياضية.

الانطلاقة في "جلبوع".. رغم التهديد

وأحيا أسرى الشعبية في سجن "جلبوع" الصهيوني، بالشمال الفلسطيني المُحتلّ، ذكرى الانطلاقة، باحتفالٍ استمرّ ساعةً، بحضور من مختلف الفصائل، أُلقيَت خلالها كلماتٌ أكّدت على استمرار النهج المُقاوم، على درب الشهداء، لحماية المشروع الوطني والتصدّي للتحديات التي تشهدها القضية الفلسطينية والمنطقة، ومنها "صفقة القرن وسائر الحلول المرحلية، كما أكّدت الكلمات على ضرورة إنهاء الانقسام المشؤوم. وانتقدت التهافت العربي الرسمي نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، سيّما من دول الخليج، ما يُشكّل إهانة للشعوب العربية وضربًا للمفاهيم والقيم العروبية الأصيلة. كما أكّدت الكلمات على ضرورة إنهاء الانقسام المشؤوم، وسط تصفيقٍ من الأسرى وترديدٍ للهتافات الوطنية. وجرى توزيع الحلوى على غرف المُعتقل كافة.

وأصرّت منظمة الجبهة في "جلبوع" على إحياء الذكرى رغم تهديد ضابط الاستخبارات الصهيوني باتخاذ إجراءات عقابية بحقّ الأسرى في حال أقاموا فعاليات الانطلاقة.

أسبوعٌ من الفعاليات في "نفحة"

وفي سجن "نفحة" الصهيوني الصحراوي، أحيت منظمة الجبهة الذكرى 51 للانطلاقة بأسبوعٍ من الفعاليات الوطنية والداخلية، تضمّنت تنظيم ندوات تثقيفيّة استعرض خلالها الرفاق أبرز المحطّات في مسيرة الجبهة الشعبية وبطولات شُهدائها، وإنجازاتها المتواصلة حتى اليوم.

وزار الأسرى من الفصائل الأخرى غرفَ الجبهة الشعبية في "نفحة" وقدّموا تهانيهم في المناسبة، وألقوا كلماتٍ أكّدت على الوحدة الوطنية، وتاريخ الجبهة ودورها المُميز في العملية النضالية. وبدورهم وجّه أسرى الجبهة الشعبية، في بياناتٍ لهم، رسائل إلى القوى السياسية، أكّدوا فيها على ضرورة حماية المقاومة ومشروعها، ورفض كلّ الحلول المرحلة، والتصدّي لكل المخاطر والمخططات التي تُحاط ضد أبناء شعبنا.

مهرجانٌ وطنيّ في "عوفر"

وفي مُعتقل "عوفر" وسط الضفة المحتلة، أحيت الجبهة الشعبية "منظمة الشهيد إبراهيم الراعي" الذكرى بمهرجانٍ وطنيّ، شهد مشاركة من عدّة فصائل وأسرى، وسط محاولات من إدارة السجن لمنع تنظيمه، إذ تعمّدت إطلاق صافرات الإنذار وأعلنت حالة الطوارئ داخل السجن، إلّا أن هذا لم يمنع رفاق الشعبية من إقامة الفعالية، بمجرّد رفع حالة الطوارئ المزعومة.

وأُلقيت خلال المهرجان كلمات وطنية الفصائل، ووصلات شعرية من الرفاق. من جهتها أكّدت الشعبية في كلمتها على وفاء الأسرى لدماء الشهداء وأهمية مواصلة طريق النضال والمقاومة حتى تحقيق حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب وعاصمتها القدس .

كما أكّدت على أن كل المُحاولات والصفقات لتصفية القضية الفلسطينية مآلها السقوط لا محالة، طالما استمرت المقاومة وتوفرت شروط صمود شعبنا وتعززت الحاضنة العربية.

إحياء الذكرى في "ريمون".. دعوة للوِحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب

وفي سجن "ريمون" الصهيوني، بالنقب الفلسطيني المحتل، أحيت الجبهة الشعبية "منظمة الشهيد نضال سلامة" الذكرى 51 للانطلاقة، عبر فعاليات احتفالية في مختلف الأقسام، شاركت فيها الفصائل على اختلافها عبر كلماتٍ أكدّت فيها على الدور السياسي والكفاحي الهام الذي لعبته الجبهة الشعبية على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية، ومسيرتها الحافلة بالعطاء والتضّحية، حيث العمليات البطولية النوعية التي نفّذها رفاق الجبهة، بدءًا من خطف الطائرات تحت شعار (وراء العدو في كل مكان)، وليس انتهاءً باغتيال الوزير الصهيوني المجرم رحبئام زئيفي.

من جهتها، دعت الجبهة الشعبية في كلمتها لهذه المناسبة، الحركة الوطنية الأسيرة بما تمثله وطنيّاً الانحياز إلى خيار الوحدة الوطنية المبنية على أساس برنامج المقاومة، ودعت إلى "البدء بتفعيل صيغة القيادة الموحدة للشعب الفلسطيني كما نص على عليه اتفاق القاهرة والبدء بتنفيذ التفاهمات الوطنية المتعلقة بتشكيل الحكومة والانتخابات، الموقعة عام 2011.

كما دعت إلى التركيز على "المُنجَز الوطني الذي حققته المقاومة في غزة وما راكمته مسيرات العودة، بحيث يتم العمل على تطوير أساليب نضالية فاعلة في ساحة الضفة والقدس والداخل".

وشملت كلمة الشعبية كذلك دعوة الفصائل إلى إعادة صياغة هيئات العمل الوطني في الضفة والقدس والارتقاء بها إلى مستوى التحدي القائم باتجاه تشكيل قيادة وطنية ميدانية فاعلة على الأرض تمتلك برنامج مقاوم. كما دعت لضرورة دعم صمود ونضال أبناء شعبنا في الداخل المحتل عام 1948م بكل السبل والإمكانات، فهم يمثلون رأس حربة المواجهة الراهنة. وأكّدت على رفض مقاولة صفقة القرن بكافة الأشكال والوسائل النضالية.

داخليًا، أقامت المنظمة ندوات داخل خلاياها، تحت عناوين "محطّات الجبهة التاريخية والمطلوب راهناً" وكذلك "التضحية في سبيل الانتماء" لشهداء الشعبية الذين قدموا حياتهم في سبيل الحرية والكرامة، وندوة أخرى حول "الظروف السياسية الراهنة" وخاصة صفقة القرن ومواقف الجبهة الرافضة والداعية إلى مقاومتها بكل الأشكال والوسائل.

أسبوعٌ من الفعاليات الثقافية والرياضية

كما جرى إطلاق فعاليات ثقافية ورياضية مع أسرى حركة حماس داخل المُعتقل، وذلك على مدار أسبوعٍ بدأ يوم انطلاقة الشعبية في 11 ديسمبر، ويستمر حتى 16 من ذات الشهر.

وتشمل الفعاليات كذلك إطلاق منافسات في رياضات: كرة الطائرة وكرة السلة والشطرنج.