تراجع في وضعه الصحي خاصة بعد دخوله الاضراب عن الطعام

#فرسان_الإضراب: الأسير جلال الفقيه.. "المؤبدات والمرض" العمر المسروق خلف قضبان السجون

جلال الفقيه
المصدر / ​خاص مركز حنظلة للأسرى والمحررين

أينما وجّهت نظرك بين عائلات الشعب الفلسطيني تجد عائلة شهيد هنا، أم جريح هناك، ابن اسير لا يقطع الأمل لرؤية والده، أصحاب بيوت مهدّمة لا زالوا متشبّثين بأرضهم، فهذا شعب فطرته المقاومة، وثقافة الصمود أصيلة تسري في عروق أبناءه منذ الأزل، لم يعرف يوماً الاستكانة، ولا رضي المهانة.

قضية الأسرى دائماً وأبداً كانت حاضرة منذ بداية صراعنا مع هذا المحتل الغاصب لأرضنا، في سجون الاحتلال الصهيوني هناك عشرات الآلاف من الحيوات المحتجزة خلف القضبان، وخارج أسوار السجون عشرات الآلاف من الأرواح المعذّبة شوقاً ولوعةً لرؤية الأحباب المعتقلين في سجون الاحتلال الذين يقضي بعضهم أحكاماً تفوق أعمارهم بأضعاف مضاعفة.

فكم أم توفّيت قبل أن تكحل عينها برؤية قرّة عينها، كم طفل قد شبّ وكبُرَ محروماً من مساندة ووقفة والده، دون أن يُعلّمه دروس الحياة، وكم من الفصول المؤلمة بين ثنايا عائلات أبناء شعبنا الصامد.

"قبل ما أتمنى لابني بتمنّى لجميع الأسرى بالإفراج عنهم" بهذه الكلمات بدأ حديثنا مع والدة الأسير البطل "جلال حسام عاهد الفقيه" من قرية بورين في نابلس المحتلة عند اتصالنا بها.

في إطار محاولة "مركز حنظلة للأسرى والمحررين" تسليط الضوء على ما تعانيه عائلات الأسرى، وبشكلٍ خاص المرضى ومن يقضون أحكاماً بالمؤبد، تواصلنا مع عائلة الفقيه المعتقل في السجون الصهيونية ويقضي حكماً بالمؤبد مرتين و(35) عاماً، لنشاطه في صفوف "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتهامه بالمسؤولية عن عدد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.

أم الأسير الفقيه بكت قليلًا، وأهدت سلامات كثيرة ، وخاطبت ابنها قائلةً "أنا يا جلال موقنة بأنكَ بطل رائع، وأشدّ على أيديكم جميعاً، والحرية لك ولجميع أسرانا." ارتجف صوتها وصمتت، وبعد لحظات استكملت حديثها "لا ننام ولا نأكل، وحياتنا انقلبت رأساً على عقب، بعد تعرّض جلال للتعذيب من قِبل إدارة مصلحة السجون"، تابعت والحزن يُخيّم على صوتها "يُعاني جلال من آلام حادة في الظهر، وفي قدميه، وهو يعاني من الناصور، ويصعب عليه الجلوس والحركة، وتماطل إدارة مصلحة السجون علاجه لأكثر من عامين، سيزيد الأمر سوء."

من جانبها عبرت "حلا الفقيه" شقيقة الأسير لـ "حنظلة" عن مدى حزنها العميق لعدم تمكّنها من زيارة شقيقها، إذ تمنعها سلطات الاحتلال من الزيارة منذ ما يُقارب سبعة أعوام.

تقول حلا: "تواصلنا مع الصليب الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود، وطرقنا كل الأبواب لأتمكّن من زيارة أخي والاطمئنان عليه وللأسف دون أي استجابة تُذكر"، وأضافت "نعرف أخبار أخي إمّا من أهالي الأسرى الآخرين أو من الأخبار وقلبنا يعتصر ألماً شوقاً لرؤيته وقلقاً على وضعه الصحي."

ختمت شقيقة الأسير جلال بتوجهيها مناشدة عبر مركز "حنظلة" لكافّة الجهات والمؤسسات بضرورة التحرك العاجل والجاد على كافة الأصعدة للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى مع التأكيد على أهمية نقل ملف الأسرى لمحكمة الجنايات الدولية.

من الجدير بالذكر أنّ الرفيق جلال الفقيه ابن قرية عراق بورين قضاء نابلس مولود بتاريخ 19 ديسمبر عام 1981 وتربّى في كنف عائلة مناضلة، إذ ترك أثراً على وعيه المبكّر استشهاد ابن عمه أثناء انتفاضة الأقصى فالتحق في "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" عام  2003 وأدى عدة مهام كفاحية كان الأبرز حينها التخطيط لاقتحام إحدى المعسكرات الحصينة على جبل جرزيم ونجح في إدخال استشهاديين ليلة الخامس من شباط  عام 2002، ما أدّى إلى مقتل ضابط وجندي وإصابة عدد من الجنود الآخرين، واستشهد المنفذين.

اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 12 شباط عام 2002 وبعد أشهر قليلة حكم عليه الاحتلال بمؤبدين, انخرط الرفيق في حياة الأسر وتعلّم القراءة والكتابة ويحرص على المطالعة باستمرار وشارك الرفيق في مختلف الإضرابات عن الطعام.

تراجعت أوضاعه الصحيّة خاصةً بعد إضراب عام  2011،2012 والرفيق جلال محبوب لدى كافة الرفاق ولديه شعبية واسعة في أواسط الأسر.